ذكر تقييم سنوى نشرته المخابرات الأمريكية اليوم الثلاثاء، بشأن "التهديدات فى أنحاء العالم" أن هجمات الإنترنت وعمليات التجسس الإلكترونى أزاحت الإرهاب عن صدارة المخاطر التى تواجه الولايات المتحدة.
وقال جيمس كلابر، مدير المخابرات القومية، فى شهادة مكتوبة أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، "لا مجال للمبالغة فى التأكيد" على أهمية المخاطر فى الفضاء الإلكترونى.
لكن كلابر هون، فى شهادته من احتمال وقوع هجمات كارثية على الولايات المتحدة من جانب مهاجمين عن طريق الإنترنت أو متشددين أجانب أو محليين فى المستقبل القريب.
وفيما أصبح طقسا سنويا قدم كلابر إلى اللجنة وثيقة تقع فى 34 صفحة، تناولت عددا من التهديدات التى تقع فى نطاق عمل أجهزة المخابرات الأمريكية.
وشمل ذلك قضايا مهمة مثل النزعة العدائية لكوريا الشمالية وانتشار الأسلحة النووية وقضايا إقليمية واقتصادية مثل استمرار غياب الاستقرار بعد انتفاضات الربيع العربى. كما تناولت الوثيقة التحول المحتمل فى كوبا والاستمرار المتوقع لهيمنة الصين على إمدادات المعادن النادرة فى العالم.
وفى جلسة منفصلة اليوم أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ قال الجنرال كيث الكسندر قائد القيادة الإلكترونية بالجيش الأمريكى، إن الهجمات الإلكترونية على الشركات الخاصة لآسيا القطاع المصرفى الأمريكى تزداد سوءا. وتوقع زيادة حدة وعدد الهجمات بدرجة كبيرة خلال العام.
وأضاف أن الجيش يعزز فريقه الخاص بمواجهة الهجمات الإلكترونية بإضافة أفراد من مختلف قطاعات الجيش ومن المدنيين.
وفيما يتعلق باثنتين من أكثر الأزمات العالمية توترا جاء تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية متحفظا.
وفى حين تقوم إيران بتحسين خبراتها فى مجال التكنولوجيا التى تشمل تخصيب اليورانيوم والصواريخ متعددة المراحل والتى يمكن أن تستخدم فى برنامج للأسلحة النووية لا تعتقد أجهزة المخابرات أن القيادة الإيرانية قررت صنع سلاح نووى ولا تعلم ما إذا كانت ستفعل ذلك أو متى ستفعله.
ويتسق هذا التقييم مع نتائج مثيرة للجدل تم التوصل إليها فى عام 2007 تعرف باسم تقييم المخابرات القومية الذى أعلن أن طهران "أوقفت برنامجها للأسلحة النووية" فى خريف عام 2003 ولم تستأنفه حتى منتصف عام 2007 رغم أنه ترك خيار صنع أسلحة نووية متاحا.
وفيما يتعلق بسوريا أشار تقييم المخابرات الأمريكية إلى أن تآكل قدرة حكومة الرئيس بشار الأسد على الدفاع عن نفسها "يتسارع".
ومنعت قوات الأسد المعارضين المسلحين من السيطرة على مدن مثل حلب ودمشق وحمص لكن المخابرات تقول إن المسلحين يكتسبون قوة فى المناطق الريفية. وقد يؤدى هذا فى نهاية الأمر إلى إقامة "قاعدة دائمة بدرجة أكبر" للمعارضين المسلحين فى محافظة إدلب على الحدود مع تركيا.
وجاء إدراج الهجمات الإلكترونية على رأس التهديدات ليغير صدارة التقييمات فى العامين السابقين. وفى 2011 و2012 كان "الإرهاب" على رأس المخاطر فى التقييمات السنوية التى رفعتها المخابرات إلى الكونجرس.
وأحد العوامل التى ساهمت على ما يبدو فى دفع الهجمات الإلكترونية والتجسس الإلكترونى إلى صدارة قائمة التهديدات هو القلق من تطور التكنولوجيا الإلكترونية بسرعة يصعب على خبراء الأمن مجاراتها.
وقال كلابر، "فى بعض الحالات يطبق العالم تكنولوجيا رقمية بسرعة أكبر من قدرتنا على إدراك العواقب الأمنية وتخفيف المخاطر المحتملة".
ورغم ذلك، قال: إن وكالات المخابرات الأمريكية ترى أنه لا توجد فرصة تذكر خلال العامين القادمين "لهجوم إلكترونى كبير ضد البنية الأساسية الأمريكية الحساسة" مثل شبكة إقليمية للكهرباء.
وفيما يتعلق بالإرهاب قال كلابر، إن تنظيم القاعدة فى اليمن الذى يعرف باسم تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب مازال لديه طموح لشن هجمات على الأراضى الأمريكية.
غير أنه قال إن النجاح العملى سيواجه صعوبات وإن تنظيم القاعدة له تاريخ من شن هجمات فاشلة باستخدام وسائل متطورة مثل القنابل التى توضع فى الملابس الداخلية.
وأضاف أنه فى حين أنه سيستمر تجنيد "متطرفين محليين يتسمون بالعنف" وتحفيزهم بمواد تلهب العواطف على الإنترنت فإن تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية يقول إن مثل هؤلاء المتشددين "سيواصلون الضلوع فى أقل من عشر مؤامرات محلية سنويا".
المخابرات الأمريكية: هجمات الإنترنت تتصدر التهديدات الحالية لأمريكا
الثلاثاء، 12 مارس 2013 11:19 م