اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم، محفوظة بحفظ الله عز وجل للقرآن الكريم ما حيينا فهى تعبر بلا شك عن حضارتنا وثقافاتنا الغربية المتأصلة وتمثل هويتنا بما يتبعها من ارتباط وثيق بعلوم الدين الإسلامى وحفظ التراث والفكر العربى.
أما عن ما يحدث اليوم من زحف مغولى غير مسبوق.. غريب من نوعه وقد يكون غامضا فى بعض الأحيان أيضا وليس له من التبريرات محتواها الحقيقى فهو محاولة لاقتلاع جذور اللغة العربية من الأوطان والشعوب العربية.. تلك المساحات الحاملة للحضارة والتراث العربى الأصيل ما يفوق وعى الأذهان.
ويأتى فى مقدمة هذا النوع من الاقتلاع لجذور اللغة العربية زحف بما يسمى بـ "الفرانكو اراب" متمثلا فى قاعدة بيانات دماغية لدى فئات شبابية كبيرة أصبحت تستخدم هذه اللغة بشكل لا غنى عنة واصبحت جزءا من ثقافتهم الاصيلة فى مجتمع الانترنت والشات وإن كانت نشأتها الحقيقة جاءت جراء أن الشبكة العنكبوتية لا تحمل اللغة العربية فى محتويات استخدماتها فكان العوض بالحروف اللاتينة متمثلا فى نطقه بالعربية فى التعبير عن هويتهم الثقافية بما يخدم المعنى الأصلى للكلمة.. وهذا كان من باب الضرورة.. لا من باب الاستمراراية وتعميم الثقافة القائمة على اللغة المسخ الجامعة بين العربية والحروف اللاتينية.
ويأتى على الجانب الآخر دور القراءة والكتاب فى قضية تفعيل اللغة العربية بين الأوساط الثقافية والشبابية والارتقاء بها محورا هاما فى هذا الشأن حيث ان الاصدرات الحديثة من الكتب الآن تحمل طابعا من العامية يأخذ شكلا أكبر من حجمه الطبيعى حيث إن استخدام ألفاظ عامية تخدم السياق كان امرا عرضيا وبالفاظ محددة وهذا حدث فى كتب الأدب الساخر لكبار الكتاب أما عن الإصدارات الأخيرة والحامل محتواها بأكمله على اللغة العامية والهزلية فى استخدام الألفاظ والسياق العام فهو جزء من الزحف غير المنطقى وغير المبرر بشكل قد يضعف اللغة العربية الفصحى مستقبلا وينقص محتواها ويفقدنا نحن هويتنا خاصة بأن هذه النوعية من الكتب أصبحت الأكثر مبيعا بين الشباب اليوم..
الكتابة والقراءة باللغة العامية واستخدامها بشكل ملحوظ فى المدونات الالكترونية وفى الإصدارات الحديثة من الكتب الشبابية لا شك بأنها الأقرب إلى السهولة ويعمل على تهيئة جو من الحميمية بين الكتاب وقارئه إلا أنه بلا شك يمثل خطرا قادما على هويتنا الثقافية ولغتنا العربية الفصحى.
أما عن اجتياح المدراس الدولية حاليا وانتشارها بين الأوساط المختلفة بين مجتمعات الشعب المصرى أصبح واقعا ملموسا لا مفر منه حيث إن هذه المدارس باختلاف مستوياتها لاتحمل فى مناهجها قدرا كافيا من اللغة العربية واللازم فى التكوين العقلى للنشء العربى المصرى والذى سيتخلى عن هويته العربية ولغتة الأم أثر هذا الإهمال والتقصير من جانب تلك المدارس فى تطبيع الثقافة العربية لأبنائها والعمل على تقليص وتحديد المناهج للغة العربية وبفروعها إلى أقصى حد ممكن.
وفى النهاية لا بد وأن نعى جميعا إلى ضرورة التمسك بهويتنا العربية وألا نكون مسخا من الغرب والقوى المضادة لنا.. لابد وان نقف جميعا بصفوف واحدة وبنيان قوى وألا نتحرك بحماقة وعشوائية وراء تلك الكيانات الفوضوية والتى تعمل على إضعاف الأمم العربية والهيمنة من جانبهم تأتى بشكل جديد فى اقتلاع الجذور الثقافية الأصيلة من الشباب والعمل على محاولة دفن اللغة العربية فى التراب بشكل غير مباشر.
لابد وأن نعى أيضا أنها نوع من أنواع الحروب الباردة الذكية البطيئة والمناورات السياسية والتى ستؤثر مستقبلا علينا وأنه لابد وأن نتمسك بشكل أكثر وعيا بلغتنا العربية فهى لغة القرآن الكريم ولغة حضارتنا القديمة ووعينا الثقافى المنشود به فى جميع الأوطان عربية كانت أو غربية.
