س، سلكنا جميعا دربه، ودرنا فى فلكه إلا من رحم ربى، ترانا هائمين على وجوههنا بفعله، فهذا طبيب لم يهتم بمريضه إلا إذا أكل منه، وهذا مدرس لم يهتم بتلميذه إلا إذا أكل منه، وهذا ضعيف نفس استغل عوز الناس وحاجتهم ليأكل منه، وهذا تاجر غش ودلس ليأكل منه، وهذا موظف تعاقد مع دولته وترك محل عمله ليأكل منه، وهذا عامل أهمل حرفته ولم يتقنها ليأكل منه.
ح، حمنا جميعا حوله، ووقع معظمنا فيه بفعل جاذبية الأرض ودورة حياتها، وتخلى كل منا عن دوره وتقاعس كل منا عن واجبه، فهل تعتقد أن الكترونات الذرة تستطيع أن تدور حول النواة بهواها أو تتفاعل مع غيرها من إلكترونات الذرات الأخرى دون قوانين منظمة لذلك، هل تعتقد أن الشمس تحيد عن موقعها قيد أنملة أو أن القمر يتقاعس عن دورانه، هل ينبغى لأحدهما أن يدرك الآخر أو أن يسابق الليل النهار.
ت، تسورنا أسوار المنطق، وتخطينا حواجز الأخلاق وتعدينا وبغينا على حقوق بعضنا البعض، وظننا أننا بذلك نواكب تطور العصر ونسارع خطاه بيد أنه يوشك أن يأخذنا إلى أسحق الأودية.
إذا أردت أن تكتشف الداء وتنقب عن الخلل فابحث عنه فإنه سر مرضنا العضال وسر تيهنا ودوارنا اللا متناهى.
أيها القارئ العزيز ابحث عن (س،ح،ت) تجده فى كل مكان يملأ جميع الأركان.
فلوس - صوره ارشيفيه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
البقاء لله