عاشت المرأة المصرية على مدار تاريخ هذه البلاد مشاركة رجالها فى كل شىء من حياة مشتركة وحتى قيادة هذه البلاد ومجرد إلقاء نظرة سريعة على تاريخنا المصرى سنرى كم كان لدينا ملكات عظيمات من كليوباترا ونفرتيتى وحتسبشوت وغيرهن ومروراً بتاريخنا الإسلامى كالملكة شجرة الدر وانتهاء بتاريخنا المعاصر والذى ضم الكثيرات فى مختلف المجالات واللاتى أسهمن فى تقدم هذه البلاد بل العالم أجمع وفى ظل هذا التاريخ الحافل للمرأة المصرية نجدها الآن تتعرض لأبشع الانتهاكات التى يمكن أن تتعرض لها امرأة فى أى بلد فى العالم فالمرأة المصرية فى نظر الكثير من اليمين الإسلامى المتطرف عبارة عن آلة جنسية متحركة تثير الرغبات والشهوات مع كل حركة لها ويجب أن تستقر فى المنزل لتبقى فى خدمة الرجل وتلبية رغباته وتربية الأطفال ولا شىء خلاف ذلك وتجاهل هؤلاء كيف كان الإسلام راعياً ومكرماً للمرأة وكيف أنصفها وأعطاها كل الحقوق التى أعطاها للرجل ولم يفرق هذا الدين بينها وبين الرجل وكانت المرأة شريكة للرجل فى كل الأحداث منذ فجر الإسلام وحتى فى الغزوات والحروب وبعد كل هذه السنوات الطويلة نجد الآن من ينادى بعودة المرأة للبيت وممارسة كل القيود معه والحد من حرية حركتها واعتبارها من العورات وممارسة كافة الانتهاكات ضدها سواء جنسية أو جسدية فى صورة اعتداءات وتحرشات بالمتظاهرات وصلت ذروتها فى ذكرى ثورة 25يناير وذلك لمنع المرأة المصرية من القيام بدورها القيادى فى الثورة ضد الأوضاع المأساوية التى نعيشها الآن وسمعنا الكثير من نداءات هؤلاء النساء بعدم النزول لميادين الثورة وبخاصة ميدان الثورة الأكبر وهو ميدان التحرير ومحالة تشويه الميدان وإلصاق كل الانتهاكات به ومحاولة تصدير فكرة أن اللاتى يذهبن للميدان هن من يردن ممارسة الأعمال المنافية للآداب.
أى أفكار حمقاء تلك التى تسوقونها للرأى العام للتغطية على فشلكم وعجزكم وقلة حيلتكم فى إعادة بناء وطن ومهما حاول أى من هؤلاء تشويه المرأة المصرية سوف تبقى علامة بارزة وشريكة أصيلة وأصلية فى هذا الوطن ولن يستطيع أحد مهما حاول أن يقلل من دورها العظيم سواء فى الأحوال الطبيعية لبلادنا وتحولها إلى امرأة معيلة لأسر كثيرة سواء فى ظل وجود رجل أو بدون بل تتحمل أكثر من الرجل كثيراً فهى تتحمل الأعباء داخل المنزل وخارج المنزل على حد سواء وفى الأحوال غير الطبيعية تحملت المرأة المصرية الكثير والكثير من ويلات الحروب وفقد الزوج أو الأب أو الأخ وأيضاً منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن بل وكانت المرأة المصرية شريكاً وجنباً إلى جنب مع الرجال فى الصفوف الأمامية للمواجهة وقت الثورة ولم نكن نسمع لهؤلاء المهاجمين لوجود النساء الآن فى الميدان بل والشارع أى صوت على الإطلاق بل كانت حتى النساء اللاتى لم ينزلن من بيوتهن للمشاركة فى أحداث الثورة وإحداث التغيير الذى كان ولا نزال نأمل أن يتحقق وندرك أنه سيتحقق - بإذن الله يوماً ما قريبا - كن يقمن بحث أزواجهن ورجالهن على النزول للشارع والميدان وكانت زوجتى واحدة منهن فكنت لا ألبث أن أعود إلى المنزل للحصول على قسط من الراحة إلا وأجدها تحثنى على العودة والمشاركة وأنه كان بودها المشاركة معى لولا أن لدينا ابنا صغيرا لم يتجاوز العامين وقتها وكان ذلك بمثابة الشحن المعنوى القوى للعودة إلى الميدان والمشاركة ولازالت تقوم بنفس الدور والواقع أن وجود المرأة المصرية فى ميدان الثورة فى كل أنحاء مصر وفى الصفوف الأولى مستفز جداً للكثير من المصريين وبخاصة فى حال تعرض التظاهرات للضرب والانتهاكات فيخرج كل الرجال من كل البيوت للدفاع عنهن ويستمر الرجال معهن بجوارهن لأن الجميع يدافع عن قضية هامة وهى إعادة بناء وطن نحلم به جميعاً وفى يوم المرأة العالمى 8 مارس لا يسعنا جميعاً إلا أن نقدم كل تهنئة للمرأة المصرية ونعلن لها اعترافنا بجميلها علينا جميعاً أماً أو أختاً أو زوجة وأنهن جميعاً سيبقين فى عيوننا وقلوبنا وأننا سوف نستمر نسير معاً ليتحقق لنا جميعاً الوطن الذى نريد ونحلم وأننا نود أن نرى عما قريب دولة مختلفة للنساء فيها نصيب كبير لا يقل عن النصف وأن يكون حضورهن فى كل شىء حضوراً حقيقياً وليس حضوراً شكلياً لإثبات التواجد وسنبقى وراءكن لتحققن ما تردن وتكنّ قائدات من قادة هذا الوطن وفى يوم المرأة العالمى تفتخر مصر بنسائها اللاتى فعلن ما لم يفعل غيرهن من نساء العالم وسنبقى كذلك نحن رجال مصر فخورين بكن فكل عام وأنتن جميعاً بكل خير.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى
تحية للمصريات
عدد الردود 0
بواسطة:
حاتم حسن
يوم المرأة
نساء مين هى الرجالة لاقية مكان و بتقولى مرأة
عدد الردود 0
بواسطة:
شهد
قيادة النساء
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
ليتهم يعلمون