محمد عادل عبد العزيز يكتب: عندما تكون اليوجا هى الحل لمواجهة الضغوط

الإثنين، 11 مارس 2013 12:51 م
محمد عادل عبد العزيز يكتب: عندما تكون اليوجا هى الحل لمواجهة الضغوط صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوجا وإن كانت مجموعة من التمارين الجسدية، إلا أنها حالة من الفكر تؤدى بمن يمارسها إلى الابتعاد عن التوتر الناتج عن الحياه اليومية، فمن الجائز أن تصور لك صورة ممارس اليوجا شخص يقف على رأسه ورجلاه للأعلى.. ولكن هذا ليس صحيحاً.

فاليوجا هى رياضة جسدية نفسية فكرية يستطيع من خلالها الإنسان التحكم بالذات بالسيطرة على الوظائف لإرادية واللاإرادية، والتأمل فى الكون والتوكل والاعتماد على الخالق عز وجل، والثقة بأن بعد العسر يسراً، وهنا تتصل الروح بالجسد، واليوجا كلمة هندية تعنى صلة الوصل، ولممارسة اليوجا يجب أن تشعر بأنك إنسان كامل، قال تعالى “لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم”
ومع أن اليوجا مجموعة من التمارين، ولكن هناك فرق بين إنسان يمارس تمارين بطريقة تنافسية سريعة ومجهده، وآخر يمارس تمارين تعتمد على التحكم بالذات والفكر والإرتقاء بالنفس.

فى بلادنا العربية ينتشر التعب والإعياء والإرهاق والعصبية، وتمتلئ العيادات النفسية بالزائرين، ويكسر القلق والتعقيد النفسى لدرجة شعور الناس وكأنهم مشتتين مكبليين وغير مالكين لأنفسهم غير سعداء، يتألمون فى ذاتهم لكونهم شخصيات متناقضة دون علمهم، ولذلك تعد اليوجا دوائاً يمكن الإنسان من الهدوء وتسكين الإضطراب والقضاء على القلق والأرق، فتخلص الإنسان من الإوهام وتصل به لدرجة عالية من التوازن مع العالم الخارجى، وتقبل الآخر.

اليوجا ليست فلسفة ولا ديناً ولا تحتوى على سر خفى روحانى مغناطيسى أو بوذى كما يشاع عنها.. فاليوجا طريقة حياة، فالإنسان لا يستطيع أن يصل إلى السعادة فى الحياة، إلا بإزالة أسباب التعاسة والشقاء، مستخدماً الأدوات التى وهبها الله له.. وهنا يأتى دور اليوجا.

إن اليوجا سلوك وتصرف يسلكة الإنسان بهدوء وكفاءة فى تعاملاته اليومية للتخلص من القلق والإضطراب العصبى وزيادة الوزن والأمراض النفسية، باستخدام القدرات الذاتية التى هى هبة من الخالق "وفى أنفسهم".

وتختلف اليوجا تماماً عن التمارين الرياضية التى نمارسها، وهى وإن كانت من "التمارين الجسدية" إلا أنها حالة من الفكر تؤدى بمن يمارسها إلى الاسترخاء والابتعاد عن التوتر الناتج عن الحياة اليومية، وينتج عنها نتائج جسدية وفكرية وصحية، كما أنها تؤدى إلى تطوير الشخصية من خلال الاعتماد على القوى النفسية والروحية والفكرية والقدرات الكامنة التى أنعم الله علينا بها.

اليوجا الهندية الأصلية لا يمكن تطبيقها فى عالمنا العربى، ذلك لأن مشهد الهندى الذى جلس فى أحد الشوارع جلسة تأملية، يعد مشهداً مألوفاً بالهند ولكن لو قمنا نحن بذلك فى أحد الشوارع العربية فغالباً ما سينتهى بنا الأمر إما بقسم الشرطة أو مستشفى المجانين، وعلى ذلك فعلينا ممارسة اليوجا دون تغيير عاداتنا وتقاليدنا، وبما أن حياتنا تختلف عن الحياة الهندية فإن "يوغانا" يجب أن تختلف عن "يوغاهم".

اليوجا مدهشة بكل معنى الكلمة، تعلمنا اكتساب الصبر والهدوء والسيطرة التحكم بالذات، وتكسبنا التركيز وحسن التفكير وتحسنا على الانتباه والتغلب على الآلام الجسدية، فهى تحافظ على التوازن بين الروح والجسد، ومع تزايد الأعباء والضغوط اليومية فإننا بحاجة للرجوع إلى النفس واكتساب سعادتنا بأيادينا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة