أكد محمد عمرو وزير الخارجية، أن مصر تتحرك حالياً على كافة الجبهات فى أفريقيا ليس فقط على مستوى دول حوض النيل.
وقال الوزير، فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، الاثنين، رداً على سؤال حول زخم تحركات مصر فى أفريقيا والإرادة السياسية الواضحة فى هذا الشأن فى أعقاب قيامه بزيارة للصومال وإعادة افتتاح السفارة المصرية بمقديشيو: "إن مصر تتحرك على جبهة عريضة للغاية فى أفريقيا".
وحول التغير فى السياسة الخارجية تجاه أفريقيا وانعكاساته على المصالح المصرية والأمن القومى، قال محمد عمرو: "إنه من المبكر القول بأن الأمور تغيرت مائة بالمائة ولكن بالقطع هناك بوادر للتغيير، فمثلاً هناك تبادل مع أثيوبيا ولجنة ثلاثية مع السودان وإثيوبيا وهناك انفتاح على المستوى الرئاسى وتبادل ليس فقط للزيارات ولكن اتصالات مستمرة على كافة المستويات.
وأضاف أنه سيتم مناقشة أمور أخرى مع دول افريقية على هامش القمة المقرر عقدها بجنوب أفريقيا يومى 26 و27 مارس للدول الأفريقية مع دول مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والصين والهند) وهى أمور لم تكن موجودة بالسابق وتظهر أن هناك تغيرا فى الموقف.
وحول مصالح مصر وأمنها القومى، مقارنة بما قبل ثورة يناير، قال وزير الخارجية "بدون شك أفضل، فهناك قنوات حوار مفتوحة لم تكن مفتوحة قبل ذلك، وهناك تبادل آراء بدون مواجهات، كما أن هناك توجها تعاونيا يفيد مصر والدول الأفريقية ويجعلنا كلنا نستفيد"، مشيراً إلى أن هذا أمر مهم للغاية فلم تعد هناك حدة فى المواجهة وكاسب أو خاسر، ونحن نمضى فى أى مشروع أو توجه انطلاقا من أن الجميع كاسبون ولا فائز أو خاسر.
ووصف محمد عمرو إعادة افتتاح السفارة المصرية بالصومال يوم أمس الأحد بأنها خطوة مهمة للغاية، وقال إن هناك إمكانيات كبيرة للتعاون بين البلدين، مضيفاً: "نساعدهم فى عملية إعادة الأعمار خاصة أننا لا نبدأ من الصفر فلدينا فى الصومال مدرسون وأطباء وغير ذلك ولكننا سوف نزيد من وتيرة جهودنا لبناء القدرات وتدريب الكوادر البشرية فى الوزارات بما فيها وزارة الخارجية الصومالية".
وأضاف أن السفارة المصرية كانت موجودة وتعمل من نيروبى بشكل مؤقت بسبب الوضع الأمنى المتأزم، موضحا:" الوضع الأمنى تحسن بما يسمح بإعادة افتتاح سفارتنا فى مقديشيو وبالتالى حددنا مكان مقر السفارة وتم رفع علم مصر فوقها فى قلب مقديشيو وسيعود طاقم السفارة وسيكون هناك سفير معتمد متميز يعمل هناك فى مقديشيو".
وأكد عمرو، أن زيارته للصومال هى الأولى لوزير خارجية مصرى الى مقديشيو والصومال منذ عام 1991.
وكشف وزير الخارجية عن أن هناك مجالات عديدة للتعاون مع الصومال، مشيرا آلى دور القطاع الخاص فى هذا التعاون وبخاصة فى مجالات صيد الأسماك والصناعات التى تقوم على
الثروة البحرية بالإضافة إلى الثورة الحيوانية الهائلة فى الصومال، ونوه بعمليات إعادة إعمار الصومال والدور الذى يمكن أن تقوم به مصر فى مجالات إعادة إعمار الصومال، قائلا:
سيكون هناك مجال كبير للشركات المصرية للقيام بدور كبير فى ذلك، وسنبحث إرسال وفد كبير من رجال الأعمال المصريين لاستكشاف الفرص الكبيرة المتاحة فى الصومال فى إعادة الإعمار".
وأكد الوزير، أن التعاون المصرى مع الصومال مهم للغاية كذلك فى القطاع المالى وهو قطاع غير متواجد تقريبا بالصومال وبالتالى فهناك فرصة للبنوك المصرية للقيام بدور فى هذا الشأن.
وأضاف أن مصر لا تبدأ البناء فى الصومال من الصفر، حيث كان لها دور كبير هناك منذ ما قبل الاستقلال وبعده، مشيراً إلى أن الدور المصرى واضح أيضا فى مجال تعليم اللغة العربية وسوف نواصل هذا الدور نظرا لاشتياق الصوماليين لتعلم اللغة العربية.
وحول حالة التفكك فى الصومال وإخلالها بالتوازن فى القرن الأفريقى وشرق أفريقيا، أوضح محمد عمرو، أن الصومال كانت من الدول المسماة دول فاشلة وبالتالى فإن استقرارها سيؤثر على الأمن الإقليمى دون شك بجانب عمليات المصالحة داخل الصومال نفسها وهى مهمة للاحتفاظ بالوحدة الاقليمية لها.
وقال :"إن الفترة القادمة ستشهد زيارات مصرية عديدة للصومال وتعاون كبير فى مجال التدريب وإرسال خبراء مصريين وإيفاد مدرسين وإعلاميين ودبلوماسيين وغيرهم لتأهيل الكوادر الصومالية".
كامل عمرو لـ"أ ش أ": علاقتنا بدول حوض النيل ازدادت قوة بعد الثورة
الإثنين، 11 مارس 2013 03:29 م