حسن زايد يكتب: للحـوار.. لا للعنف

الإثنين، 11 مارس 2013 08:25 م
حسن زايد يكتب: للحـوار.. لا للعنف صورة ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن الشعب المصرى يعيش أزمة حقيقية ما بين سلطة لا تسمع، وثوار محبطون، فالسلطة لا تسمع لأنها تتحرك داخل صندوق مغلق لا ترى فيه سوى تحقيق مشـــروع الجماعة وأهدافها، وثوار محبطون لأنهم وجدوا أن ثورتهم تراوح مكانها دون تحقيـق أهدافها فى إسقاط النظام الذى عانى منه الشعب المصرى لعقود طويلة، وأن كل ما حدث هو مجرد استبدال رئيس برئيس مع وجود ذات النظام بآلياته. يقوم عليه أناس أقل فـى الكفاءة والخبرة، وأكثر نهماً للسلطة وتكالباً عليها، سلطة تسعى للاستحواذ والهيمنة، وشباب تم إخراجه بالكلية من إطار الصورة بعيداً عن المشهد الذى صنعه بدمه حـــين خرجوا حاملين رؤوسهم فوق أكفهم غير مبالين بالمخاطر التى تحدق بهم مـــن جــراء مواجهة غير متكافئة مع أعتى نظام قمعى مستبد. وكى تكون البداية صحيحة لابـــد أن نتساءل: لماذا موجة العنف التى اجتاحت البلاد فى الآونة الأخيرة؟

الإخوان ومن لـف لفهم يذهبون إلى استخدام نفس المفردات التى كان يستخدمها النظام السابق فى التنظير لحالة العنف التى اجتاحت الشباب فى الآونة الأخيرة، فمفردات مثل البلطجة والعمالة والتخريب ومحاولة إسقاط النظام المنتخب لن تعالج الأزمة بقدر ما تفـــجرها، وهـــى بمثابة صب للزيت على النار. بخلاف أنها لن تحقق الغرض الذى تسعى السلطة مـــن أجله إذا كانت تتصور أن الناس سينفضون من حول هؤلاء الشاب، لأن انصراف الناس عنهم لن يثنيهم عما يؤمنون به.. ولنسأل أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد فى ذلك.

إذن ليس هذا هو الطريق الذى يؤدى بنا إلى الحل. أما الشباب ونتيجة إحساسهم بالغبن، وأن ثورتهم قد سرقت منهم، وأنها بفعل السلطة القائمة تســــــلك مساراً فى عكس الاتجاه الذى ثاروا من أجله، وأن ما يحدث لن يحقق لا عدالــــة ولا حرية ولا كرامة إنسانية ـ دون أن نغفل العيش وأهميته فى حياة المصريين ــ نتيجة ذلك تصور الشباب أنهم قادرون على استخدام نفس الآليات التى أسقطوا بها النظـــام السابق فى إسقاط النظام الحالى، وهذا التصور غير دقيق لأن الظرف يخــتـلـف الآن عما قبل.

فنظام مبارك وحزبه الوطنى لم تكن لديه أيديولوجية تربط بنيانه وتشد عضده وإنما كانت تربط أركان نظامه مصالح، فلما تهددت الثورة هذه المصالح انفض الجمع وولى الدبر. أما السلطة الحالية ففضلاً عن المصالح، هناك أيديولوجيـة عقدية رابطة، فإن ضاعت المصالح فإن الدين يربطهم. إذن ليس هذا هو السبيل الذى يؤدى بنا إلى الخروج من المأزق الراهن. فما هو السبيل إذن؟ السبيل هو أن تفتح السلطة آذانها ولا تستغشى ثيابها، ولا تصر على تلك المواقف التى لا معنى لها، وتتبنى مطالب الثورة على نحو واضح وصريح، وتزيل من العقبات ما من شأنه الحيلولة دون الوصول إلى هذه الأهداف.

وعلى الشباب أن يكون لين الجانـب، يعرض أحلامه وطموحاته، ويناقش ويجادل ويدافع عن حقه فى العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. ونقطة البدء تكون فى نزع فتيل الأزمة، وعلى السلطة أن تبادر إلى ذلك، نقطة انفجار الأزمة كانت مع الإعلان الدستورى ثم تلاها ما تلاها من تعيين للنائب العام وتمرير للدستور على ما به من تشـوهات، ومحــــاولة تمـــــرير الانتخابات البرلمانية على ما بقانونها من عوار دستورى.

فإذا شخصنا الداء وصفنا الدواء، وهذا هو الداء ودواؤه إزالة أسبابه، وقرار العلاج فى يد من بيده الدواء وهى السلطة القائمة على أمر البلاد، فهل تملك هذه السلطة القدرة والإرادة على اتخـــــاذ مثل هذا القرار؟ هل إلى نزع فتيل الأزمة من سبيل؟ العلاج ليس بالهروب عدة خطوات إلى الأمام، لأن ذلك قد يمثل قفزاً فى الجحيم، وإنما العلاج فى التراجع خطوة أو خطوتين إلى الخلف لتعديل المسار إلى الطريق الصحيح وفقاً للأجندة الوطنية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة