"الراجحى السعودية" تبحث استثمار 100 مليون دولار فى مصر

التقى المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، بالشيخ فهد بن سليمان الراجحى، العضو المنتدب لمجموعة الراجحى إخوان، أحد أكبر الشركات السعودية المتخصصة فى الاستثمار الصناعى، حيث تناول اللقاء بحث رغبة مجموعة الراجحى فى إقامة مجمع صناعى كبير لتطوير استخراج الأملاح المعدنية من بحيرة قارون، وتحويلها إلى مواد صناعية واستهلاكية، باستخدام أحدث التكنولوجيات المتطورة فى هذا المجال.

وقال صالح، فى بيان له، اليوم الاثنين، إن هذا المشروع الضخم يعد من أكبر المشروعات الاستثمارية التى يتم إقامتها فى مصر فى مجال استخراج الأملاح المعدنية، حيث تصل استثماراته المتوقعة إلى حوالى 100 مليون دولار كمرحلة أولى، ويستهدف استخراج وتصنيع 120 ألف طن سنويا من سلفات الصوديوم و150 ألف طن سنويا من كلوريد الصوديوم، وسلفات الماغنسيوم وكلوريد البوتاسيوم، كما يتيح المشروع حوالى 400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما أشار صالح إلى أن هذا المشروع سيسهم فى توفير احتياجات مصر من هذه المنتجات، حيث تستورد مصر حوالى 350 ألف طن كربونات صوديوم سنوياً، وهو الأمر الذى يحتاج إلى توفير الكثير من العملات الأجنبية اللازمة للشراء، وهو ما يرهق موازنة الدولة من النقد الأجنبى، هذا فضلا عن خلق فرص جديدة للاستثمار فى صناعات تحويلية، مبنية على استخدام الأملاح المعدنية، ولفت إلى أن المشروع يحتاج إلى مساحة، تصل إلى 6 كيلو مترات مربعة، ولذا فإنه يجرى التنسيق بين الشركة وهيئة التنمية الصناعية، للتعرف على أفضل المناطق المتاحة التى تستوعب إقامة هذا المشروع الضخم، سواء فى منطقة بحيرة قارون، وفى أى مناطق أخرى، خاصة أن هناك العديد من المناطق المناسبة مثل منطقة الساحل الشمالى الغربى بمرسى مطروح.

كما استعرض الوزير مع الشيخ فهد الراجحى عددا من الفرص الاستثمارية المتاحة، خاصةً فى مجال صناعة الأسمنت والأسمدة الفوسفاتية ومشروعات الطاقة، هذا فضلا عن المنطقة الصناعية المزمع إقامتها بين مصر وليبيا فى الساحل الشمالى الغربى، والتى تمثل أهمية اقتصادية كبيرة فى هذه المنطقة الحيوية، مؤكداً حرص الحكومة على جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية للاستثمار فى السوق المصرية، والاستفادة من حزم البرامج المشجعة التى يتم تقديمها مثل دعم الصادرات، وتوفير الأراضى، وإتاحة الطاقة بأسعار تنافسية، بالإضافة إلى شبكة الاتفاقيات التجارية مع مختلف الدول والتكتلات الإقليمية والعالمية، هذا فضلا عن تمتع مصر بسوق كبير يتعدى الـ80 مليون نسمة، وموقع جغرافى متميز يجعلها من أكثر الدول جذباً للاستثمار فى منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا.

ومن جانبه أكد الشيخ فهد بن سليمان الراجحى، العضو المنتدب لمجموعة شركات الراجحى إخوان أن المجموعة لديها رغبة أكيدة للاستثمار فى السوق المصرية، والذى يعد أحد أهم الأسواق الواعدة والتى تتميز بتنوعها واستيعابها للعديد من القطاعات الصناعية المختلفة.

وأشار إلى أن مشروع استخراج وتصنيع الأملاح المعدنية يعد من أهم المشروعات البيئية الكبيرة التى يتم إقامتها فى المنطقة، خاصة أنه يعتمد على زيادة القيمة المضافة لهذه الخامات المتوفرة فى مصر، وكذلك فإن المشروع سيسهم فى تحسين الحالة البيئية للبحيرات التى سيتم الاستخراج منها، حيث إنه يعمل على تقليص الأملاح فى البحيرات، وتطوير الحياة المائية للحيوانات والنبات بتلك المنطقة، مؤكدا حرص المجموعة على دراسة إمكانية الاستثمار فى قطاعات صناعية أخرى خلال المرحلة المقبلة.