أصدر المجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، وأمانة الدكتور سعيد توفيق، بيانًا عبر فيه أعضاء المجلس فى اجتماعهم اليوم عن بالغ الاهتمام وعميق القلق لما آلت إليه الأوضاع العامة فى الوطن المصرى العريق، وأعضاء المجلس يؤكدون أن المسئولية فى ذلك تقع على عاتق الجميع دون استثناء، كل بحسب مسئوليته.
ولذلك يتعين على عاتق كل الأطراف العمل الجاد والمخلص لرفع المعاناة عن الشعب المصرى الصبور لمواجهة الانفلات الأمنى والأخلاقى الذى يسود البلاد، فى الوقت الذى تتراجع فيه كلمة القانون وسلطة القضاء، ولن يتحقق ذلك إلا بمجموعة من الإجراءات الجادة التى تعكس الإحساس الواعى بظروف المرحلة التى تمر بها الدولة المصرية، ونحن هنا لا نوزِّع الاتهامات ولا ننساق وراء حالة التراشق السائدة ولكننا ـــ باسم عقل الأمة وفكرها الذى نتشرف بالتعبير عنه – نطالب المصريين جميعا خصوصًا المسئولين منهم وكافة أطراف الصراع القائم الالتزام بالمصلحة العليا للبلاد وأن ندرك أن العنف لا يصنع مجتمعًا سويًا وأن الأولى – بهم وبنا – أن نأتى إلى كلمة سواء نحترم فيها القانون ونؤكِّد قدسية القضاء بصورة تدعو إلى البحث فى جذور المشكلات وأصول الأزمات، وتكون قادرة على استشراف المستقبل الأفضل واستدعاء الرؤية الشاملة التى ترى مجمل أوضاعنا من منظور وطنى كامل لا يحكمه التحزب ولا يغذيه التعصب ولا يحوطه التشنج، ولتكن المقولة الخالدة للإمام الشافعى (رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب) هى نبراس أبناء الكنانة التى باركتها كتب السماء وكرَّمها الأنبياء، ونحن على ثقة من أن الوطن سوف يمضى بالضرورة نحو الأفضل كما كان العهد به دائمًا أمام كل العثرات وكافة التحديات، ولنتذكر أن مخاطر شديدة تحيط بنا وقرارات مصيرية تنتظرنا، فلنكف عن المظاهر السلبية السائدة حتى يخرج المشهد السياسى المصرى من محنته ونمضى جميعًا – بالتعليم العصرى والثقافة الراقية – نحو غد أفضل لأجيالنا القادمة وليس ذلك بعيدًا عن وطن التقت على أرضه الثقافات منذ فجر التاريخ وتزاوجت لديه الحضارات منذ طفولة الإنسانية.