لم يكن قرار البعض من "رابطة ألتراس أهلاوى"، باقتحام مقر اتحاد الكرة وإشعال النيران بداخله والقيام بسرقة بعض المحتويات الهامة، وكذلك إحراق مقر نادى اتحاد الشرطة النهرى، نابعاً من الدفاع عن شهداء "مجزرة بورسعيد"، لكن تلك التصرفات أخذت أبعادا أخرى نتجت عن الانقسام الحاد الذى دب بين أعضاء الرابطة وقياداتها عقب صدور الأحكام بحق مرتكبى المجزرة، أدرجة أن هناك من طرح السؤال هل أحكام المجزرة التى أشعلت الفتنة، أو جزء من انقلاب داخلى فى صفوف الألتراس؟
ملامح هذا الانقسام بدت عقب حكم القضاء بدقائق قليلة، وذلك بعدما فوجيء شباب الألتراس بتأييد عدد من قيادات الرابطة لتلك الأحكام، بل وتطور الأمر إلى مطالبتهم للأعضاء بالهدوء واحترام كلمة القضاء، وهو ما قوبل بالرفض من جانب الأعضاء، فى ظل المعلومات الواردة حول جلوس " كابوهات" الرابطة قبل قرار المحكمة بساعات قليلة مع قيادات رسمية، للاتفاق حول تهدئة الأمور أى كانت الأحكام الصادرة، لدرجة أن خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، كان على رأس القائمة وكذلك المستشار القانونى لرئيس الجمهورية، ولكن جاء نفى الشاطر عبر ابنه ليزيد مساحة الشك بين أعضاء الألتراس.
أعضاء الرابطة اعتبروا تصرفات قادتها "خيانة" وتجاهل تام للحقوق الواجب استعادتها من مرتكبى المذبحة، مما أثار انقسام الأعضاء، وظهر على وجوه شباب الألتراس ملامح الغضب تجاه القيادات.
"اليوم السابع"، رصدت هذه الملامح منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأول، والتى بدت بتهليل للكابوهات وبعض شباب الرابطة للأحكام القضائية معتبرين أنها "عادلة" وقيامهم بدعوة جميع الشباب إلى الدخول لمقر النادى الأهلى للاحتفال لكن ذلك لم يحدث، بعدما أسرع الغالبية منهم إلى الذهاب لنادى اتحاد الشرطة النهرى وقيامهم بإشعال النيران بداخله كأول رد فعل على براءة 7 من ضباط الشرطة دفعة واحدة فى قضية المجزرة، وهو ما لم يكن متوقعا من جانبهم.
الأمر لم يقف عن هذا الحد، حيث قاموا بالذهاب إلى مقر اتحاد الكرة المجاور لنادى اتحاد الشرطة واقتحامه بالقوة وإشعال النيران بداخله وسرقة بعض المحتويات الموجودة بغرف المبنى وأهمها "الكؤوس" وتردد أنهم سرقوا مبالغ مالية كانت موجودة بـ"خزينة" الجبلاية، قد تكون اختفت، والتأكيد على رفضهم لاستمرار مسابقة الدورى الذى تجرى مبارياته فى الوقت الراهن.
تلك التصرفات قابلها عدد من مؤيدى الأحكام القضائية بامتعاض شديد وظهر ذلك جلياً حينما طلب البعض منهم بعدم اقتحام الجبلاية والاكتفاء بحرق النادى النهرى حيث هذا التصرف تعبيراً بليغاً ورسالة للمسئولين بمواصلة الدفاع عن القضية، وطالب "كابوهات" الرابطة أفرادها بالانصراف من أمام مقر النادى الأهلى دون نسيان قضية الدفاع عن الشهداء.
الرافضين للأحكام وصفوا مطلب القيادات بـ"الغريب" ونوع من "التسكين"، لذا أعلنوا عن تصعيد الأمور خلال الفترة المقبلة خاصة ضد رجال الداخلية، وأطلقوا لغة تهديد مفادها رغبتهم فى الهجوم على مقر الوزارة فى أى وقت وحسب الترتيبات التى ستتم بينهم،كما رددوا شعارات مناهضة للجهات الأمنية، محملين إياه والمشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى السابق المسئولية التامة عن وقوع هذه المجزرة وقت إن كان طنطاوى حاكما للبلاد.
الغريب، أن بعض أعضاء جروب "ألتراس أهلاوى"، طالبوا أفراد أمن الجبلاية بضرورة إخلاء مبنى إتحاد الكرة من الموظفين، خلال 10 دقائق، تمهيداً لاقتحامه وحرقه، وهو ما حدث بالفعل.
هل يكتب الألتراس نهاية فيلم "أيام الغضب" ويعود للمدرجات؟
هل حان موعد عودة الألتراس للمدرجات وإنهاء فيلم "أيام الغضب"؟!.. سؤال بدأ يفرض نفسه على سطح الأحداث الرياضية بل والسياسية بعدما زادت أعمال الشغب التى أقدمت عليها رابطة ألتراس أهلاوى خلال الفترة الماضية وأخرها اقتحام الجبلاية وإِشعال النيران فيها وبنادى ضباط الشرطة المجاور له.
اقتحامات واعتصامات ونيران الجبلاية جعلت كثيرين فى الشارع يطالبون الرابطة بضرورة إسدال الستار عن مسلسل العنف الذى بدأته قبل أكثر من عما تقريبًا والذى تنوّع بين مختلف مؤسسات الدولة، فكانت البداية عندما سلك طريق الشغب والعنف وهو ما تسبب فى تأجيج الصراع بين تلك الجماهير وكل أنظمة الدولة، وأثار المشهد الحالى غير المستقر قلق أبناء الوسط الرياضى خوفًا من تدهور الأوضاع أكثر من ذلك.
شباب الألتراس الذين يدافعون عن «قضية وطن» تم وصفهم بالمشاغبين بسبب إصرارهم على إعادة الحقوق إلى مواطنين تعرضوا للظلم وليس أعضاء الرابطة فحسب، لذا ينادى البعض بضرورة تركيز الألتراس على قضيتهم السابقة وهى التشجيع ومؤازرة فريقهم فى المدرجات بعدما أسدل القضاء الستار عن هذه القضية بحكمه النهائى صباح السبت.
أحكام "المجزرة".. هل هى التى أشعلت الفتنة فى الألتراس؟.. الأعضاء غاضبون من تسريب جلسة "الكابوهات" مع الرسميين.. ويتوعدون الداخلية
الإثنين، 11 مارس 2013 03:33 ص