أوضح الدكتور محسن إبراهيم، أستاذ القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لضغط الدم أن مصر تعد واحدة من أعلى دول العالم فى معدلات الإصابة بأمراض الشريان التاجى، وضغط الدم المرتفع، حيث تحدث الإصابة بهما بين المصريين فى أعمار تقل بعشر سنوات عنها فى معظم دول العالم، ويمثل التدخين أهم عامل مساعد على الإصابة، وفى الوقت الذى تتناقص فيه معدلات التدخين فى معظم دول العالم، نجد أنها تتزايد فى مصر.
كذلك تحتوى كل أنواع البسكويت على دهون متحولة، كما يعد هواء القاهرة من أكثر الأجواء تلوثا فى عواصم العالم، وهناك علاقة مباشرة أكدتها الأبحاث بين تلوث الهواء والأزمات القلبية.
كذلك تعد مصر من أكثر دول العالم فى معدلات الإصابة بالسمنة، وكشفت دراسة لقياس محيط الخصر بين المصريات أنهن يستأثرن بأكبر معدلات العالم، ومن المعلوم أن زيادة محيط الخصر ترتبط بشحم الكرش عند الرجال وامتلاء الجزء السفلى عند الإناث، وتتمثل خطورة ذلك بأنه يؤدى لخروج أحماض دهنية حرة ومواد بروتينية أخرى ضارة تحدث خللا فى تمثيل السكر بالجسم بطريقة تؤدى لزيادة دهون الدم، وحدوث خلل فى الغشاء المبطن للأوعية الدموية، وفى دراسة لجامعة هارفارد لقياس مدى تأثر الأوعية الدموية بعد تناول وجبة واحدة مشبعة بالدهن، من أحد المحال الشهيرة للوجبات السريعة، ووجد أن لها تأثيرا مباشرا، حيث أحدثت تغيرات حقيقية فى الخلايا المبطنة لجدران الشرايين عامة، والشريان التاجى خاصة، بصورة تجعلها أكثر قابلية للانقباض، ومنع دخول الدم إلى عضلة القلب، مما يجعلها معرضة لتخثر الدم داخلها، وتعجل بحدوث النوبة القلبية.
ومن المتوقع أن تكون أمراض الشرايين التاجية السبب الأول للإعاقة والتغيب عن العمل والإصابة الاكتئاب.
ولذلك يوجه الدكتور محمد محسن إبراهيم نصائحه على ثلاثة مستويات الأول للدولة ممثلة فى وزارة الصحة بضرورة بذل أقصى جهد ممكن فى وضع اللوائح والقوانين المؤدية لمنع التدخين، والرقابة على إنتاج المواد الغذائية، وحظر دخول واستخدام المكونات الغذائية الضارة مثل زيت النخيل، والتفتيش على أماكن إعداد الوجبات ومصانع الغذاء، وتوفير إمكانيات الفحص الدورى والذى يتضمن قياس مستويات السكر والدهون وضغط الدم، وتوفير العقاقير اللازمة لعلاجها بأسعار زهيدة، وفرض نوع من الرقابة على الإعلانات الخاصة بالمواد الغذائية الضارة.
وعلى المستوى الثانى، يوجه الدكتور محسن إبراهيم نصائحه للشعب بضرورة الاهتمام بمعرفة الأسلوب الصحى للغذاء، وما يجب وما لا يجب تناوله، وتجنب زيادة الوزن وعلاجها، ومراعاة إجراء الفحص الدورى فى موعده، وتشجيع ممارسة الرياضة، وتجنب التدخين وعدم تناول الغذاء أمام التليفزيون لارتباط ذلك بزيادة كميات الطعام، والإصابة بالأزمات القلبية.
أما عن مستوى الثالث، فينصح المرضى أنفسهم بضرورة الالتزام بأسلوب الحياة الصحية وتجنب التدخين تماما، ومراعاة إنقاص الوزن، وتجنب الأغذية الضارة، والإكثار من الخضراوات والفاكهة الطازجة والالتزام بعلاج عوامل الخطر الأخرى مثل الضغط والسكر ودهون الدم، وتؤكد الدراسات أن الالتزام بهذه النصائح يحقق نتائج باهرة.
وعن الجديد فى مجال علاج هبوط القلب وتوسيع الشرايين، أوضح الدكتور حلمى الغوابى أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العينى أن هبوط كفاءة عضلة القلب يعرض المريض، لنوبات من ضيق التنفس واحتقان الرئتين واضطراب نظم القلب، وتصيب هذه الحالة نسبة غير صغيرة من مرضى القلب عامة، وأكثر من 65% من المصابين بضيق شرايين القلب والقصور الحاد من أثر جلطات القلب.
وهناك أدوية حديثة تمنع حدوث التليف داخل عضلة القلب بجانب التأثير على الهرمونات العصبية المؤثرة فى إعادة تشكيل عضلة القلب بعد الجلطة أو هبوط عضلة القلب عقب الالتهابات، كذلك تمت مناقشة جدوى بعض منظمات القلب الحديثة مثل المنظمات الثلاثية الداعمة لعضلة القلب، والدعامات الجديدة لعلاج ضيق الشريان التاجى التى من أهم مميزاتها أنها تحافظ على التضاريس والتقسيمات الداخلية للشريان، ومعظمها لا يحتوى على مواد معدنية، ولكنها تحتوى على مواد تحول دون رجوع الضيق للشريان مرة أخرى.
وهناك بعض التجارب الحديثة تجرى حاليا بمستشفى جورج بومبيدو بفرنسا على أنواع جديدة من الدعامات تذوب ذاتيا بعد أداء دورها فى توسيع الشريان بالمواد الدوائية المحتوية عليها. وقد تم متابعة أداء هذه الدعامات وأكدت فاعليتها بعد مرور عامين على تركيبها فى المرضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة