معصوم مرزوق

سياسة أفسدها الهوى والهواة

الأحد، 10 مارس 2013 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مات أوجو تشافيز رئيس فنزويلا.. خرج الملايين من شعبه فى وداعه.. رأيت فى عيونهم شرعية الحب، وهى أقوى من أى قانون.. وسواء اتفقت أو اختلفت مع أوجو تشافيز، جمال عبدالناصر، مارتن لوثر كنج، نيلسون مانديلا، تشى جيفارا، غاندى.. إلخ، فلا تملك سوى تقدير الدور المؤثر الذى لعبوه، ليس فقط فى تاريخ شعوبهم، وإنما فى تاريخ البشرية.. تجمعهم صفات عديدة، أبرزها انحيازهم الواضح للفقراء والمستضعفين، وانتصارهم لاستقلال إرادة الشعوب.

وبينما كنت أتابع مراسم جنازة تشافيز تذكرت جنازة عبدالناصر، وتأملت حال بلادنا فى هذه الأيام الصعبة، وفكرت فى أنه عندما يمرض إنسان مرضا عضالا يتم استدعاء كونسلتو، ومصر مريضة تحتاج إلى كونسلتو من خبراء، ما حدث هو أننا اكتفينا بعرضها على حلاق صحة، وبلا إرادة منى استدعيت آخر حديث للرئيس فى نصف الليل لشعب نائم، ووجدت أنه يعكس واحدا من أمرين: فإما أن الرئيس لا يهتم كثيرا بمتابعة الشعب لما قد يقوله، وإما أنه ليس لديه ما يقوله، أؤكد أنه ليس من مصلحة أحد الاصطياد لأخطاء أو جرائم الإخوان.. فهم - كما كتبت فى مقالات قديمة أكثر من مرة - فصيل سياسى أصيل.. كم تمنيت، وما زلت أتمنى، أن ينجحوا، أو ننجح معا فى بناء مصر التى نحلم بها، وطنا كريما لكل مواطن، مستقلا عزيزا سيدا، يشيد من جديد صروحنا التعليمية التى صارت خاوية على عروشها، يقدم لكل إنسان الفرصة المتساوية، يوفر لكل مصرية ومصرى الحد اللائق إنسانيا كى يعيش كريما.. وبغير شيفونية ممجوجة أرى أن ذلك ممكن، وأؤمن بطاقات شباب مصر بغير حدود.

المشكلة أنه قد تبين أننا بصدد جماعة لديها خطة لا تتضمن ما سبق، وإنما دوجما أيديولوجية تسعى إلى ما يطلقون عليه «أستاذية العالم».. بلا رؤية أو خبرة أو رغبة حقيقية فى التشارك مع الآخرين.. ولست أريد أن «أشيطنهم»، فقد قابلت بعض شبابهم وأعجبنى، بل أوصيت من أعرفهم من الشباب أن يفتحوا معهم حوارا «منزوع» الأيديولوجية، فقط حول حلم واحد مشترك لجيلهم الواعد الذى أهدانا الثورة حياتنا، أؤكد أن العمل الوطنى لا ينبغى أن يكون هدفه إسقاط «الإخوان» وإنما هزيمة المنهج الذى اتضحت معالمه، وذلك لا ينقذ الوطن فقط، وإنما ينقذ الإخوان أنفسهم، ولكى أرضى المتعاطفين معهم، فإننى لا أرى أن المعارضة منزهة عن الأخطاء، ولقد كان آخر مقالين لى نقدا ذاتيا لهذه المعارضة. إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هناك توجها واضحا للقمع والتعذيب وتخويف الشعب حتى تختفى كل مظاهر الاعتراض، أى فاشية تولد على ضفاف النيل، وبالتالى فإنهم لا يهربون من «الحوار» الحقيقى فقط، وإنما يتبعون خطة واضحة لتشويه المعارضة واغتيالها معنويا، وربما جسديا بعد ذلك، لقد قاطعت جبهة الإنقاذ الانتخابات البرلمانية القادمة لأن المشاركة تعنى الموافقة على خداع الناس، والقبول بأن تكون مجرد ديكور يتم من خلفه بناء نظام ديكتاتورى يجثم على صدر الوطن مثلما حدث مع نظام مبارك، ومن المهم أن نؤكد مرة أخرى أن الديمقراطية ليست الصندوق، لقد وصل هتلر وموسلينى إلى الحكم عن طريق الصندوق، ربما لا يوجد تزوير للصناديق، ولكن هناك تزوير لوعى الناس، وسيحاسبنا التاريخ لو مررنا هذا الأسلوب الاستبدادى.. أربأ بكل أصحاب العقول عن الإفراط فى التذرع بـ«الصندوق»، لأن الديمقراطية كما ينبغى أن نعرفها تتجاوز آلية الصندوق، خاصة فى مجتمع كمجتمعنا، ومع صدور حكم المحكمة الإدارية الأخير بإلغاء قرار رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الانتخابات، يدخل الرئيس موسوعة جينس العالمية من حيث عدد قراراته التى تم إلغاؤها أو التراجع عنها خلال أشهر وجيزة، ويلح السؤال فى آفاق مصر: هل هو الهوى أم الهواية التى تدار بها أمور الحكم فى مصر.. رحم الله تشافيز!!





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

هواة يواجهون هواة

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

"طلعت حرب أهلية" مؤسس نهضة مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة