د. هانى أبوالفتوح يكتب: بركة يا جامع !

الأحد، 10 مارس 2013 12:38 م
د. هانى أبوالفتوح يكتب: بركة يا جامع ! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت كثيرا عن ضرورة عدم التعجل فى إجراء الانتخابات البرلمانية وفقا لقانون مسلوق، لأننا بذلك نتسبب فى إثارة الفتن بالدولة والإصرار على دخولها فى متاهات قضائية، ثم نستدعى أنصارنا بعد ذلك للهجوم على القضاء بكافة درجاته وهى جريمة كبرى فى حق الوطن لأننا نهدم سلطة أساسية وركنا هاما من أركان الدولة.

المشكلة دائما هى فى العجلة المفرطة والرغبة الجامحة للسيطرة على كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فى الدولة أيا كانت العقبات والنتائج هى جريمة كبرى لأنها السبب الرئيسى فى الفتنة الدائرة بين أبناء الوطن الواحد.

والآن بعد حكم القضاء الإدارى بوقف الانتخابات، وإلزام الجميع بضرورة إعادة القانون المشبوه للمحكمة الدستورية، لتقول كلمتها فيما تم تعديله من مواد حتى لا يشوب الحكم البطلان، وإعمالا لكامل حقها فى السلطة المسبقة، بل أوضح الحكم الصادر قصور فهم من وضعوا القانون فى التأسيسية عن آلية تنفيذه وكامل حق المحكمة الدستورية فى مراجعته قبل إقراره.

العجيب أن مستشارى السوء زينوا لرئيس مصر صحة القرار لدرجة أن يخرج بنفسه فى حوار تليفزيونى مدافعا عن القانون بصيغته النهائية والادعاء أنه جاء موافقا تماما لملاحظات المحكمة الدستورية وهو ما كان يجب أن يخرج منه بصفته حكما فصلا عادلا بين السلطات وليس مدافعا عن السلطة التشريعية فى مقابل السلطة القضائية.

هو درس جديد لمؤسسة الرئاسة أن تتقى الله فى وطن بأن ينوع من دائرة المستشارين والخبرات والكفاءات المتواجدة حوله وألا تكون من فصيل واحد ينظر لمصلحته العليا قبل مصالح وطن بأسره لأن الرئيس يجب أن يكون رئيسا لكل المصريين حتى من يعارضونه وأنه سيحاسب أمام الله عن الجميع، لكن هل هناك أمل أن يعى قصر الاتحادية الدرس حتى وإن اعتبره ضارا فرب ضارة نافعة.

هكذا أراد الله بنا خيرا وجاءت لنا فرصة لالتقاط الأنفاس وإزالة الحرج عن الجميع فلا يدعى طرف أنه انتصر ولا يخجل طرف من الانكسار أمام الآخر، فهل ينتهزها الرئيس ولا يطعن على الحكم الصادر حتى وإن مورست عليه ضغوط عليا من المقطم ولندع أبواب الحوار مشرعة بدلا من أبواب العناد والتحدى، لنبدأ فى نزع الفتيل من كل محافظات مصر.

وبدلا من لقاءات موجهة مع أبناء النوبة والقبائل العربية وهو واجب وضرورة لكن الأهم الآن هو نزع فتيل الحرب والعنف الدائر فى بورسعيد، والمنصورة، والمحلة، وكل أماكن الفتنة الدائرة، وهى أولى أولويات الحاكم فى الحفاظ على أرواح المواطنين بدلا من ترك الساحة للحرب المشتعلة بين الشرطة وفئات معارضة من الشعب سواء كانت لها طلبات مشروعة أو مدفوعة.

الدعوة أيضا موجهة للمعارضة الهشة أن تبدأ حوارا جادا حقيقيا لمصلحة وطن وأن تسمو فوق خلافاتها وتنظر للمصالح العليا لشعب عانى الأمرين منذ قيام الثورة حتى يومنا هذا ولم يعد اقتصاده يتحمل كل هذا النزيف الذى يدمر وطنا لا جماعة، والفرصة باتت مواتية لهم للمشاركة السياسية الإيجابية والنزول للشارع للوصول للناخب بدلا من الانفصال الكامل بدعوى المقاطعة الدائمة لأى حوار سياسى أو سباق انتخابى مع جماعة مستبدة لا تؤمن إلا بحقها وحدها فى كل الوطن ولا تعترف إلا بخبرات كوادرها وعبقريها لأن الأزمة التى تعصف بالوطن تحتاج للجميع.

اتقوا الله جميعا فى مصر وشعبها ويا رئيس دولة مصر من فضلك احترم القانون هذه المرة وامش فى كل غرف القصر وقل بركة يا جامع بركة يا جامع بركة يا جامع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة