إن ثورات الربيع العربى، التى فجرها الشباب العربى وقادتها الشعوب والجماهير العربية المطالبة بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين فى كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية وغيرها والتى عانت شعوبها عقودا من التهميش والتعبيد والإقصاء والقهر والمعاناة من قبل أنظمة الحكم العربية الأتوقراطية المستبدة، قد وظفتها أمريكا وإسرائيل والقوى الاستعمارية الغربية لتفكيك روابط وأنسجة المجتمعات والشعوب العربية المتماسكة، وكذا إسقاط مؤسسات ودول الربيع العربى من الداخل تحت شعار التغيير والديموقراطية وحرية التظاهر والاحتجاج السلمى، علماً بأن الثورات العربية ومنها الثورة المصرية قد تحولت إلى اعتصامات فئوية وعصيان مدنى، واحتجاجات تخريبية وانهيار اقتصادى ومؤامرات سياسية قد تؤدى إلى إسقاط الدول وتحلل المجتمعات وفى مقدمتها المجتمع والشعب والدولة المصرية التى أوشكت على التحلل والتفكك والانهيار فى ظل غياب وضعف هيبة وسلطة الدولة وتفشى جميع مظاهر الفساد والانهيار الاقتصادى وتخريب جميع مؤسسات الدولة، علماً بأن ثورات الربيع العربى قد حصرت وأسرت وسيرت ووجهت أمريكياً وغربياً وصهيونياً لخدمة الأهداف والمخططات الاستعمارية والاستراتيجية الأمريكية والصهيونية العليا فى منطقة الشرق الأوسط، كما أن ثورات الربيع العربى ومنها الثورة المصرية، قد انحرفت عن مسارها وأهدافها الثورية والشعبية والاجتماعية إلى مسار الخلافات والصراعات السياسية والحزبية المفرغة المضمون والأهداف والنتائج، علماً بأن الساحة العربية تموج وتزدحم بالأحزاب السياسية الهشة والمغيبة عن الشارع المصرى والعربى والتى تسعى لتسييس الثورات العربية ومنها الثورة المصرية، علماً بأن الأسر والمجتمعات المصرية والعربية المهددة أمنياً والكادحة حياتياً ومعيشياً والمنهارة اقتصادياً قد كفروا جميعاً بالثورات وبأنظمة الحكم وبالساسة، ووسائل الإعلام وجميع الأحزاب المتصارعة على حساب استقرار وأمن وسلامة الوطن والمواطنين، كما أن غالبية الأسر والمجتمعات المصرية والعربية غير منتمية سياسياً وموجهة إعلامياً، كما أن أنظمة الحكم المدنية الرخوة التى أعقبت الثورات الشعبية العربية ومنها الثورة المصرية قد برهنت على فشلها فى إدارة الحكم ومؤسسات الدولة، كما أن القبول بالاختلاف والتعايش مع الآخر هو من تعاليم الإسلام ومن مفاهيم المواطنة ومن قواعد الديموقراطية، لذا يجب ترسيخ قواعد المواطنة والديموقراطية والحرية المسئولة وتكريس حوار وسلام الأديان وتفاعل واندماج وتعايش الثقافات والأيديولوجيات المختلفة للقضاء على ظاهرة الاستقطاب فى المجتمع المصرى والمجتمعات العربية والغربية.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة