نظرت حولى فلم أجد سوى دخان نيران يتصاعد من ميدان التحرير، واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وقتلى وجرحى فى بورسعيد والمنصورة والمحلة.
سألت نفسى أين الوطن؟ فمحاكمات رموز النظام لم تنته بعد، ورجال الأعمال أغلقوا مصانعهم وشركاتهم، وشُرد العاملون بها وتعطلت حياتهم، حتى مشجعو كرة القدم أصبح لهم مهمة أخرى غير التشجيع ومتعة المشاهدة، فتارة يطالبون بحق زملائهم، وأخرى يعطلون سير العمل فى المصالح الحكومية.
نعيش وكأننا نقف على رؤوسنا، وأزيدكم من الشعر بيتًا، فقد حادثنى صديق بأنه يسكن منذ أكثر من عشر سنوات فى مدينة جديدة تتمتع بالهدوء والرقى، وذكر لى واقعة تنضم إلى مهازل مانعيشه الآن فى المجتمع المصرى، فقد تحدث إليه "بلطجى" أتى إلى المدينة ليقطن بها حديثًا، وطلب من صديقى أن يبلغ جيرانه أنه سيفرض "إتاوة" 100 جنيه شهريًا على كل من لديه سيارة يضعها أمام عمارته التى يسكنها، وبالفعل أبلغ جيرانه وما كان منهم إلا الذهاب إلى قسم شرطة المدينة لتحرير محضر بهذه المهزلة.
فى الحقيقة تم استقبالهم بكل ترحاب من ضباط شرطة القسم، وقد استمعوا إلى شكواهم، ولكن المفاجأة كانت فى الإجابة التى كانت شبيهة بأحوال المجتمع الآن، فأبلغوهم بأنهم قد ألقوا القبض على هذا البلطجى من قبل وتم الإفراج عنه من سراى النيابة دون الرجوع إلى القسم.
ووجهوا السكان بأن الحل هو فى التعاون مع بعضهم البعض فى التكتل على هذا البلطجى وأن يوسعوه ضربًا ثم يأتى دور الشرطة بعد ذلك.
أى منطق هذا الذى يحول المجتمع إلى غابة، لا يستطيع المواطن الشريف أن يعيش يومه فى هدوء واحترام وطمأنينة.
لا نتحدث بنبرة يأس، ولكن نحن نترحم على الوطن الذى لم يستوعب أهله الدرس القادم من سوريا، البلد الشقيق، الذى لفظ أهله وأصبحوا يتيهون فى الأرض يتسولون العيش بعد أن كانوا فى عزة وكرامة.
على الشعب والسلطة أن يدركا أن ضياع الوطن سيأتى على الأخضر واليابس، وسيطول كل عناصره وأطيافه، وكفانا ضياعًا وتيهًا، فالوقت يمر سريعًا، والوطن يترنح، ولن يعود إلى قوته وعنفوانه إلا بتوحيد الصفوف وتشابك الأيدى قبل فوات الأوان.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nagwa
ربنا يستر
عدد الردود 0
بواسطة:
Kimo 13
الاعلام
عدد الردود 0
بواسطة:
HUSSEIN FAROUK
مصر محتاجة قانون