معصوم مرزوق

الرئيس.. ليس لديه ما يقوله!

الجمعة، 01 مارس 2013 01:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظللت أرقب شريط الأخبار وهو يكرر: «ننقل مقابلة الرئيس بعد قليل»، ورغم كل الدلائل التى تؤكدها مناسبات سابقة، فقد تمسكت بالأمل فى أن لدى الرئيس ما يقوله هذه المرة.. وانتظرت.

الحرائق تشتعل فى أماكن متفرقة بالبلاد، إضرابات واعتصامات، ضحايا وحمامات دم، ومؤشرات اقتصادية تهوى منذ فترة طويلة تحت كل الخطوط الحمراء.. ويضاف كل يوم إلى أمهات الشهداء أماً، وإلى بحر اليأس محيطاً.. لا بد أن لدى الرئيس ما يقوله هذه المرة.. وانتظرت.

أغلقت هاتفى المحمول الذى لم يكف عن الرنين، حيث يظن بعض حسنى النية من الأصدقاء والأقارب أنه لدى بعض العلم بتوقيت إذاعة مقابلة الرئيس، ولم يصدق أحد جهلى بذلك، واضطررت لأن أشرح لهم المعنى اللغوى لـ«بعد قليل»، مؤكداً أن ذلك يعنى بعد بضع ثوان أو دقائق على الأكثر، مع تأكيدى الغامض لهم بأنه لا بد أن لدى الرئيس ما يقوله هذه المرة.. وأوصيتهم بالانتظار.. وانتظرت.

وعندما تمددت الساعة بعد الساعة، رأيت فيما يرى النائم أن الرئيس مرسى يظهر فجأة على سقف حجرتى الذى كنت أحدق فيه.. إنه هو.. هو بالتأكيد، بسحنته وابتسامته وتكشيرته وسبابته المرفوعة وكسرة حاجبه الأيسر الحكيم.. هو هو الرئيس بفصاحته واستشهاداته الدينية العديدة بصوته السوبرانى العميق.. حبست أنفاسى منصتاً إليه، وإذا به عكس كل التوقعات المتشائمة يرسل رسالة واضحة هذه المرة إلى شعب مصر، يعلن فيها أنه سيتوجه فى اليوم التالى إلى مقر جبهة الإنقاذ كى يلتقى بقيادات المعارضة ويستمع إليهم ويطرح وجهة نظره، وأنه لا يشعر فى ذلك بأى غضاضة لأن الجميع شركاء فى الوطن، وأنه سوف يصحبهم جميعاً بعد انتهاء الاجتماع إلى مدينة بورسعيد كى يلتقى بشعبها الباسل ويعاهده على إتمام التحقيق الشفاف فى الجرائم التى سقط خلالها العشرات مؤخراً، ويضيف الرئيس وهو يرفع سبابة الأمر والنهى أنه اتخذ قراراً بإقالة الوزارة التى أجمع الجميع بما فيها حزبه على أنها وزارة فاشلة، وأنه قد نجح فى إقناع النائب العام كى يعيد تقديم استقالته التى تراجع عنها فى ظروف غامضة.. وفى ختام المقابلة طلب من «عمرو الليثى» أن يزف إلى الناس قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين وحظر نشاطها حتى تقنن وضعها، مع تشكيل لجنة قانونية محايدة لبحث وتقرير التعديلات الدستورية المطلوبة.

كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل عندما انتبهت من غفوتى القصيرة لأكتشف أن الشريط الإخبارى لا يزال يجرى بنفس الرسالة: «ننقل مقابلة الرئيس بعد قليل»، وبدأ القلق يساورنى على سلامة الرئيس، فهذا التأخير الطويل فى إذاعة المقابلة قد يحمل أنباء غير سارة.. هل أصاب الرئيس مكروه لا قدر الله، هل حدث الانقلاب العسكرى الذى ترددت شائعاته مؤخراً بعد انفلات الأمور من زمامها؟، هل تم إلغاء المقابلة والقبض على «عمرو الليثى» لأنه سأل أسئلة لا تتناسب مع مقام الرئاسة، خاصة أن الاتهامات تتوالى على أهل الإعلام مؤخراً؟.. ترى ماذا حدث لمقابلة الرئيس؟

لم أجد بداً من الصبر، فمن المؤكد أن لدى الرئيس ما يقوله هذه المرة.. شربت فنجان القهوة الخامس.. وانتظرت.

أخيراً.. وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، هل الرئيس بطلعته المألوفة على الشاشة، وهذه المرة لم تكن شاشة سقف حجرتى، فحبست أنفاسى وتوجهت بكل حواسى منصتاً لحديث الرئيس، وقد تملك منى الأمل بعد إرهاق الانتظار الطويل، وهمست مبتسماً أن طول الصبر ينوّل الأمل، ولا بأس فى الليل وآخره، فمن المحتمل أن الرئيس كان يراعى فروق التوقيت مع أمريكا، ويحرص على أن يسمعه أهل الفرنجة فى توقيت يناسبهم، وذلك هو الكرم المصرى المعروف.

حوالى الرابعة من صباح اليوم التالى، انتهت المقابلة مع الرئيس، تحدثت كثيراً، لكننى اكتشفت فى النهاية أن الرئيس ليس لديه ما يقوله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ثروت ميلاد

كفايه بقيييييييي

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم منصور

الرئيس يتلقى الاوامر و مفيش عندة حاجة علشان هو مفرغ يعنى ابيض يا ورد

اسالو الشاطر و مرشدة و عريانة و غزلانة

عدد الردود 0

بواسطة:

جرجس فريد

ياريتها جت علي كده

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

خطايا لا تغتفر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة