على حسن السعدنى يكتب: فى مأثور الكلام

السبت، 09 فبراير 2013 11:06 م
على حسن السعدنى يكتب: فى مأثور الكلام صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قيل فى مأثور الكلام "بدلاً من أن تلعن الظلام أشعل شمعة"، إن الفرق بين المتشائم والمتفائل هو الفارق بين من يرى نصف الكوب الفارغ ومن يرى نصفه المملوء، قد تتساءل، كيف يمكن للإنسان أن يكون متفائلاً وكل شىء حوله على غير ما يرام؟

قال ماركوس أودبليوس، إن حياتنا من صنع أفكارنا. معنى هذا أنه فى وسعك أن ترى بين الظلام المحيط بك شعاعًا من ضوء، إن ذلك ممكن إذا استطعت الوصول إلى حالة نفسية إيجابية تكون فيها دائما على استعداد للمقاومة، وعلى استعداد لأن تكشف الخير الذى تنطوى عليه أسوأ المناسبات، وأن تستقبل الحوادث وفى نيتك أن تستفيد منها بقدر المستطاع، يقول عز وجل "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".

إن الشخص المتشائم الذى ما يزال يحتفظ ببعض الإرادة باستطاعته أن يظفر بالتفاؤل عن طريق العادة التى يروض نفسه عليها، فيخلق فى نفسه حالة جديدة تتحول فيما بعد إلى عادة حسنة، وسوف يغير المنظار الأسود الذى يرقب به الحوادث، وينظر إلى الأشياء بمنظار أبيض يرى الأمور خلاله بهدوء وسكينة واطمئنان فيكتشف الخير الذى يحركها. إن المثل المعروف يقول "اضحك.. تضحك لك الدنيا، ابك تبك وحدك"، الحياة أشبه ما تكون بمرآة تعكس الصورة التى تتلقاها منا، فلا تتوقع أن تجابه الحياة وأنت ساخط متبرم مكتئب ثم تجدها وقد فتحت لك ذراعيها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح وهو ساخط على الدنيا فكأنما أصبح يحارب الله تعالى". ولكن ما هو السخط؟. إن السخط دائما مرجعه لعدم فهمنا للحياة فنحن نقبل على النواة ونأكلها راضين ونترك الثمرة، ونرى الأرض مفروشة بالرياحين والورود فلا تهوى نفوسنا إلا البحث عن الأشواك لتدمى بها أقدامنا.

لا تنس، أنك ستجد دائما أمام عينيك صورة ما تحمله فى نفسك فإذا توقعت الخوف والبغض فإنك ستجدهما أمامك، الأولى فى صورة وسواس والأخرى فى صورة الحسد والغيرة والغضب، أما إذا كنت من الذين لا تراودهم إلا أفكار صحيحة ومثل عليا وهدوء شامل، فسوف تجد أمام عينيك دائما الإخلاص والشفقة والاعتراف بالجميل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة