بالصور.. أسرة بدوية بسيناء تفقد جنسيتها المصرية بقرار أمن دولة سابق

السبت، 09 فبراير 2013 01:29 م
بالصور.. أسرة بدوية بسيناء تفقد جنسيتها المصرية بقرار أمن دولة سابق قاعود سلمان حمدان يشرح لـ"اليوم السابع" مأساة أسرته
شمال سيناء- محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة وبدون مقدمات جمدت وزارة الداخلية "جنسيتهم" فأصبحوا بلا هوية.. هم رجلان وأربع سيدات من أسرة بدوية فقيرة تقطن مدينة العريش فى شمال سيناء.. يقولون إنهم ضحية قرار كلف به "جهاز أمن الدولة" المنحل مصلحة الأحوال المدنية بالعريش، بعد أن رفض أحد أبنائها العمل مع ضباط الجهاز كمخبر سرى، بعد اعتقال لعدة شهور، وكانت النتيجة استدعاؤهم جميعا إلى مقر مصلحة الأحوال المدنية فى مدينة العريش ليطلب منهم الموظف أن يسلموا بطاقات الرقم القومى الخاص بهم، وعند محاولة استردادها قالوا لهم عليكم بإحضار مستند يفيد أنكم مصريون.

"اليوم السابع" رصد رحلة عذاب الأسرة.. من منزلهم الكائن بحى عاطف السادات شرق العريش، حيث لا يستطيع أحدهم السفر للحج أو للعمل، كما أن المريض منهم لا يمكنه مغادرة المدينة للعلاج، فيما ينتظر الصغار مستقبلا مجهولا.

كبير هذه الأسرة، والتى هى فرع من "قبيلة الملالحة" المعروفة فى سيناء، يدعى قاعود سلمان حمدان، مواليد عام 1942، ويحمل الرقم القومى 242003300034، ولايزال يتقاضى معاشه الشهرى من وظيفته التى كان يشغلها كعامل فى المطاحن.

يقول "قاعود"، إن ابنه "محمد" كانت تطارده مباحث "أمن الدولة"؛ لأنه كان ملتحيًا، ويتم القبض عليه لفترة ثم يفرج عنه، وفى كل مرة يطلبون منه أن يكون عينهم فى المنطقة فيرفض، وفى عام 2005 اعتقل لنحو ثلاثة شهور، وبعد خروجه تمكن من السفر لإحدى الدول الخليجية، ولا يزال هناك، لا يستطيع العودة برغم وجود أسرته وأطفاله بيننا.

يضيف "قاعود" أن المأساة التى يعيشونها بدأت بعد وصول إخطار أحضر الشيخ الحكومى التابعين له لحضورهم فى مقر "مصلحة الأحوال المدنية بالعريش"، لمراجعة أوراق هامة، و"ذهبنا جميعا إلى هناك بحسن نية، وطلب منا الموظف أن نقدم هوياتنا "الرقم القومى"، وبعد حصوله عليها قال لن تستردوها إلا بعد أن تقدموا لنا ما يفيد بأنكم مصريون، والإفادة هى مستند إثبات أملاك أرض قبل عام 1913.

يضيف "قاعود": "وقع الخبر علينا كالصاعـقة، فنحن هنا منذ القدم، جيلا بعد جيل، وكنا كبقية أبناء القبائل البدوية نرتحل من مكان إلى آخر بين مناطق سيناء، إلى أن استقر بنا الحال فى العريش، ولا نملك أرضًا أو عقارات أو ممتلكات مؤرخة بهذا التاريخ، نظرا لكوننا بسطاء وفقراء، فكيف لنا الخلاص من هذه المشكلة؟!".

ويضيف شقيقه الأصغر سلمى سلمان حمدان، مواليد عام 1963، وسحبت منه بطاقة الرقم القومى 26303283400035، أنهم تتبعوا مسار احتجاز بطاقاتهم إلى أن تبين أنها نقلت إلى مصلحة البحث الجنائى بمحافظة الإسماعيلية، وعندما تقدموا بطلب لاسترجاعها كان التسليم مشروطا بإحضار موافقة من مصلحة الأحوال المدنية بشمال سيناء.

ويواصل حديثه قائلا: قدمنا شكوى للمحافظ السابق وللحاكم العسكرى فقالوا لنا اذهبوا إلى الأحوال المدنية بالإسماعيلية وستحل المشكلة، وبمراجعتها قال لهم الموظف "أسماؤكم على الكمبيوتر مشفرة"، وفك شفرتها من مجمع التحرير بالقاهرة، وفى المجمع طلب منا إحضار نفس المستند الذى تم طلبه فى العريش، وهو إثبات ملكية تعود لبداية التسعينيات، ولم نيأس من المحاولات، وذهبنا إلى دار المحفوظات بالقاهرة علّنا نجد إثبات أراضٍ لجيراننا أو من لهم صلة بنا، وكانت الإجابة بأن أوراق شمال سيناء خلال هذه الفترة حرقت جميعها.

"سالمة سالمان"، سيدة مسنة ممن سحب منها الرقم القومى 25910252400146، تقول، إن شقيقتها "صبحة"، والتى سحب أيضا رقمها القومى 2660617340041 مريضة بالقلب، ولا تستطيع أن تذهب بها للعلاج خارج المحافظة، كما أنها تتمنى أن تحج بيت الله الحرام، ولكن هذا مستحيل بدون استخراج جواز سفر، مضيفة أنها نفس المعاناة لشقيقتيها "صباح" والتى سحب منها الرقم القومى 27203013400041، و"نجاح" وسحب منها الرقم القومى 2750113400088.

وقال "محمد"، مواليد عام 1992، إنه عندما طلب "قيد عائلى" من السجل المدنى لتقديمه للتجنيد، أشار الموظف بالسجل المدنى إلى أن "الجنسية خطأ" رغم كل ما يحملة من إثباتات لأوراق والده الذى كان موظفًا بالبريد، وهو الآن لا يعرف ماذا يفعل.

أفراد الأسرة يجمعون على أن بؤس الحال، وجبروت أمن الدولة السابق تكاتف عليهم، ووقعوا ضحية لقرارات أصدرها أشخاص ينكلون بهم، ويفقدونهم مصريتهم للأبد. ومن بين ما تحمله الأسرة بحافظة أوراقها بطاقة عائلية ورقية قديمة لوالدهم تحمل رقم 2625 صادرة بتاريخ 25/12/1962.



















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة