أحمد أبوالوفا صديق يكتب: سؤال يبحث عن إجابة

السبت، 09 فبراير 2013 07:27 ص
أحمد أبوالوفا صديق يكتب: سؤال يبحث عن إجابة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش الشعب المصرى فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر ظروفا صعبة تتمثل فى الانفلات الأمنى والأخلاقى والاجتماعى، فالدماء تسيل هنا وهناك قتلى ومصابين فى كل مكان والجميع فى النهاية مصريون، وكأننا نعيش فى عصر الجاهلية الأولى، فلا اعتبار لقانون ولا حرمة لدين ولا احترام لعادات وتقاليد مصرية أصيلة.

وفى ظل هذا الخضم من الأحداث التى يندى لها الجبين تتبادر إلى الأذهان الكثير والكثير من الأسئلة التى قد يجد بعضها الإجابة ويبقى الكثير منها بلا إجابة، ويظل السؤال الأهم: ما المخرج مما نحن فيه؟! وما الحل ؟!

ينبغى على كل المصريين جميعا وهم يعرفون جيدا قدر وطنهم ويدركون قيمته ومكانته أن يكونوا يدا واحدة يعتصمون بحبل الله المتين، وأن يأخذوا العبرة والعظة مما فاتهم، وأن ينظروا إلى المستقبل ويعملوا بكل قوة لما فيه الخير للأجيال القادمة، وعلى القوى السياسية باختلاف انتمائتها وتوجهتها الانصياع لصوت العقل والحكمة للخروج بالوطن من أزمته وأن يستمعوا إلى رجال الدين وعقلاء الوطن، ويقوموا بتنفيذ ما يطرح من مبادرات لإنقاذ الوطن والحفاظ على الدماء المصرية الغالية.

ينبغى على كل واحدٍ منهم أن يعرف ما عليه من واجب فيؤديه قبل أن يطالب بما له من حق، فعلى الدعاة والعلماء وهم ورثة الأنبياء فى هداية الناس وإرشادهم إلى ما فيه الخير فى الدنيا والآخرة، إحياء الوازع الدينى والاجتماعى والنفسى عند الناس والنزول إلى أرض الواقع لبيان شرع الله تعالى وماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده.

وذكر النماذج والتى كان لها الدور الأول بفهمها الشامل والواضح لدينها فى نشر الإسلام فى شتى بقاع الأرض وإقامة حضارة إسلامية أبدعت فى شتى مجالات الحياة عبر قرون طويلة.

والشباب فى هذه الفترة الحرجة جدا فى حاجة ماسة إلى قدوة يراها فيمن حوله "الأب والأم ورجال التربية والدعاة"، فيجب على هؤلاء اتخاذ منهج الله تعالى سبيلا لهم، وأخلاق النبى صلى الله عليه وسلم منهاجا يسيرون عليه.

ودور وسائل الإعلام فى غاية الخطورة فالبعض منها، وللأسف الشديد، يقوم بنشر الأخبار دون التحقق من صحتها، مما يؤدى إلى بث الفتنة وتهديد استقرار المجتمع، فالواجب على هؤلاء تحرى الصدق فى نقل الأخبار وعدم الجرى وراء أخبار مستقاة من غير مصادرها، مما يسمى بـ"الشائعات".

فالكلمة لها أمانتها ومسئوليتها فى الإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم يبين أن سلامة الناس من ألسنتهم تحقق لهم وصف الإسلام فيقول فيما رواه أبو موسى الأشعرى قال: "قلت يا رسول الله: أى المسلمين أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".

والمولى سبحانه وتعالى يوجه النداء للمؤمنين بأن يستعينوا بفضيلة الصبر رمز التسلح المعنوى النابع من جهاد النفس وبفريضة الصلاة التى هى شعار التحالف مع الله القوى المتين.

يقول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين".

والرسول صلى الله عليه وسلم يبين المخرج من الفتن فى هذا البيان النبوى الكريم، فعن على رضى الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون فتن": قلت: "فما المخرج منها يارسول الله"؟ قال:"كتاب الله فيه نبأما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذى لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يخلق من كثرة الرد، ولا تنقضى عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة