واقعية جنان جاسم حلاوى.. تشرد الشبان وتمسك الكبار بأرض الوطن

الجمعة، 08 فبراير 2013 12:32 م
واقعية جنان جاسم حلاوى.. تشرد الشبان وتمسك الكبار بأرض الوطن غلاف رواية "شوارع العالم"
بيروت (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكاتب العراقى جنان جاسم حلاوى، يروى بواقعية تنقل الآلام والأحزان وأجواء الغربة عن العراق فى فترة زمنية معينة وعن تشرد الشبان العراقيين فى أرجاء الأرض وتمسك كبار السن بأرضهم رافضين الانتقال إلى بلدان أخرى.

وكل من الفريقين -الشبان والمسنين- ينفذ خياره أو ما أرغم على أن يكون خياره بحزن يكاد يبلغ درجة اليأس. فالمشردون عن بلدهم مطروحون على أرصفة شوارع مدن العالم ويخشون العودة إلى الوطن، حيث يلقون عقوبات على مواقفهم المعارضة للحاكمين.. والمقيمون وهم غالبا متقدمون فى السن يقبعون وسط الحرب والاقتتال والدمار هاربين من مكان فى الوطن إلى آخر، لكنهم يرفضون الهجرة، حيث تتاح لهم ويبقون فى أرض الوطن ينتظرون أخبار أحبائهم كما ينتظرون الموت بين لحظة وأخرى.

رواية جنان جاسم حلاوى "شوارع العالم" وردت فى 318 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار رياض الريس للكتب والنشر فى بيروت.

يكتب حلاوى بواقعية بعيدة عن الواقعية الجافة التى ألف القارئ فى الفترة الأخيرة مواجهة نماذج منها تغرق فى آلية جامدة وتفاصيل تتوالد وتتناسل ويخلق بعض منها مللا فى النفس.

إن واقعيته حية تنقل الحياة وتشبهها.. أحزانها وآلامها وأوهامها ولذاتها وخيباتها.

فى الرواية خطان يسيران بتواز وإن عن بعد، الخط الأول هو قصة سالم الذى نلتقيه فى السويد التى هرب إليها من الاتحاد السوفيتى وبعد فترات مضاها فى دمشق وبيروت وأماكن أخرى. سالم شاب كان شيوعيا وهرب من العراق أيام حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

ومن دمشق أرسله الحزب الشيوعى فى بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتى حيث ملت نفسه الانضباط الحزبى والصرامة وعقلية "نفذ ثم اعترض" فابتعد عن رفقائه إلى أن هرب من الاتحاد السوفيتى إلى السويد. أنه قرار لا يغتفر. وهو الآن ينتظر قرارا بشأنه.. فإما أن يعطى حق اللجوء السياسى وإما أن يعاد إلى التشرد من جديد ويعاد إلى الاتحاد السوفيتى.

الخط الآخر فى العراق، فى هذا الخط نلقى والدى سالم وأخاه الأصغر منه زكى ذا الستة عشر عاما. يعيش هؤلاء فى البصرة التى تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فهى تقع على خط القتال فى الحرب العراقية الإيرانية.

تعيش العائلة معظم أوقاتها فى قبو منزلها الذى بذلت جهدها لتحصينه، وذلك هربا من القذائف التى تضرب المدينة بفعل القصف المستمر. ويهتز المبنى باستمرار ويتطاير منه التراب والغبار. وفى بعض حالات الهدوء تصعد العائلة إلى البيت فى الطبقة الأعلى من القبو ولا تلبث أن تعود إلى القبو مع الجرذان والخفافيش بعد أن يعود القصف.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة