حشود ضخمة فى جنازة شكرى بلعيد وسط انتشار لقوات الجيش.. عشرات الآلاف من التونسيين يشاركون فى وداعه.. والمراسم تتحول لتظاهرة ضد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة.. وزوجته تتهم الحكومة باغتياله

الجمعة، 08 فبراير 2013 04:20 م
حشود ضخمة فى جنازة شكرى بلعيد وسط انتشار لقوات الجيش.. عشرات الآلاف من التونسيين يشاركون فى وداعه.. والمراسم تتحول لتظاهرة ضد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة.. وزوجته تتهم الحكومة باغتياله جنازة شكرى بلعيد
تونس (ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاركت حشود ضخمة الجمعة فى تشييع جنازة المعارض التونسى شكرى بلعيد الذى اغتيل الأربعاء الماضى، حيث رددت شعارات ضد السلطة الإسلامية تحملها مسؤولية الأزمة السياسية والأمنية فى البلاد فيما انتشر الجيش فى عدة مدن فى تونس التى شلها إضراب عام.

وشارك عشرات الآلاف من التونسيين فى جنازة بلعيد (49 عاما) الذى اغتيل بالرصاص أمام منزله فى العاصمة تونس، بحسب تقديرات لوسائل إعلام تونسية بينها تلفزيون"نسمة" الخاص.

وتدفقت أمواج بشرية على مقبرة الجلاز التى سيدفن فيها بلعيد فيما رفضت الشرطة تقديم تقديرات حول عدد المشاركين فى الجنازة التى أخذت شكل تظاهرة ضد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة.

وردد الحاضرون شعارات ضد إسلاميى حركة النهضة كالتى تتردد فى التظاهرات وأعمال العنف المناهضة للحكومة التى اندلعت إثر مقتل محمد بوعزيزى فى ثورة 2011 التى أطاحت بنظام زين العابدين بن على.

وأطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق"منحرفين" حاولوا الاندساس فى الجنازة على ما أفاد خالد طروش الناطق الرسمى باسم وزارة الداخلية ومراسلة فرانس برس.

وقال طروش للتلفزيون الرسمى التونسى إن"مجموعة من المنحرفين قاموا بالاعتداء على بعض السيارات فى محيط مقبرة الجلاز (التى سيدفن فيها بلعيد) وعناصر الأمن تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع".

وتقلص النشاط فى البلاد بسبب الإضراب العام الذى دعا إليه عدد من أحزاب المعارضة والاتحاد العام التونسى للشغل (خمسة ملايين منخرط) وهو الأول منذ 2011.

وألغيت الجمعة كل الرحلات الجوية من وإلى تونس فى مطار قرطاج الدولى، الأكبر فى البلاد، حسب مصادر ملاحية، بينما بدت شوارع العاصمة تونس خالية تجوبها بعض الحافلات القليلة بينما سار مترو تونس لكن بعدد قليل جدا من الركاب.

وفى العاصمة توقفت شاحنات الجيش فى شارع الحبيب بورقيبة حيث تدور عادة مشادات بين شرطيين ومتظاهرين، واتى العسكر لتعزيز انتشار أمنى كبير، حيث تقف العديد من حافلات الشرطة تحسبا لأى تجاوزات.

وانتشر الجنود أيضا فى جرجيس (جنوب) وهى من النقاط الساخنة قرب الحدود الليبية وقفصة (وسط) وسيدى بوزيد مهد ثورة 2011 وأمام المبانى الإدارية الأساسية.

وفى حين تظاهر المئات من الأشخاص فى عدة مدن مرددين "قتلة" و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام" و"يا بلعيد ارتاح سنواصل الكفاح"، دعا الاتحاد العام التونسى للشغل إلى"إضراب سلمى ضد العنف" بينما طلبت السلطات من المواطنين" تفادى كل ما قد يمس الأمن العمومى".

وردد المتظاهرون شعارات معادية لراشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة التى تتهمها عائلة بلعيد باغتياله، مثل"لا اله إلا الله والغنوشى عدو الله" و"يا غنوشى يا سفاح يا قتال الأرواح".

وكان الغنوشى نفى فى تصريحات صحفية هذه الاتهامات، وقال أن من اغتالوا بلعيد هم من "أعداء الثورة".

وفرضت حال الطوارئ منذ 2011 فى البلاد فى محاولة من السلطات لاستتباب الأمن بعد تضاعف أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة وهى الأخطر التى تسببت فيها مجموعات سلفية متطرفة.

ونشبت إثر اغتيال شكرى بلعيد أعمال عنف بين الشرطة ومتظاهرين وقتل شرطى وسقط ثان فى غيبوبة الجمعة بعدما تعرض إلى ضرب مبرح من المتظاهرين ليلة الخميس الجمعة فى قفصة.

ومنذ الصباح، تجمع الآلاف من بينهم شخصيات سياسية أمام دار الثقافة بحى جبل الجلود، حيث عرض نعش شكرى بلعيد مغطى بباقات الزهور فى انتظار نقله عصرا إلى مقبرة الجلاز المجاورة لدفنه.

وردد الحاضرون: "بالدم بالروح نفديك يا شهيد"، وشعارات أخرى تتهم إسلاميى النهضة بأنهم"قتلة"، ولم تظهر قوات الأمن فى جبل الجلود.

وقال صالح بلعيد إن: "ابنى رجل عاش شجاعا وكريما، لم يخف أبدا واستشهد من أجل بلاده".

وتوافد العديد من التونسيين إلى المكان الذى قتل فيه شكرى بلعيد مرددين: "وداعا يا شكرى يا شهيد الحرية" لوضع باقات الزهور.

ولزمت زوجته بسمة الصمت بعد أن اتهمت مرارا حركة النهضة بأنها من دبر جريمة قتل زوجها.

وفاقم الاغتيال الأزمة السياسية التى تتخبط فيها تونس ودعا رئيس الوزراء الإسلامى حماد الجبالى الأربعاء الماضى إلى تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة لكن حركة النهضة رفضت، فى حين قالت الرئاسة إنها لا تعلم شيئا عن تشكيل مثل هذه الحكومة ومن حينها لزم الجبالى الصمت.

ودعت سفارة فرنسا فى تونس مواطنيها المقدر عددهم بنحو 25 ألفا إلى توخى الحذر وقررت إغلاق كل المدارس الفرنسية فى تونس الجمعة والسبت، وأغلقت جميع جامعات البلاد حتى الاثنين.

وتكثفت أعمال العنف السياسى والاجتماعى خلال الأشهر الأخيرة بسبب خيبة آمال الثورة وظهور ميليشيات سلفية اتهمت مرارا بمهاجمة المعارضة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة