أكد خطيب الجمعة بمسجد حسن الشربتلى، بالتجمع الخامس، خلال خطبة اليوم، فى حضور الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أن الفتنة أشد من القتل، وأن الله عز وجل حرم القتال فى الأشهر الحرام، مضيفا "أننا نعيش احتقانات شتى، وأن الدين الإسلامى يعكس حضارتنا وثقافتنا، وأن نبض الإسلام ورسوله متأصلا فى أمتنا، مؤكدا حاجتنا للحكماء والعلماء، ولحراك لترتيب البيت الدعوى والبيت المصرى وتطبيق الشريعة التى كانت تفتقد الإرادة السياسية والتى تتواجد اﻵن.
وقال خطيب الشربتلى، "إن العمل السياسى ﻻ يحلل حراما وﻻ يحرم حلالا، وأن المعارضات فى المنظور الإسلامى ليست حرفة وﻻ مهنة، إنما هى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن لها ضوابط معروفة، وفقها كبيرا فى الشريعة، مؤكدا أن الخلافات الدعوية لا يجب أن تصل إلى الملأ، وأن تظل فى المجالس المغلقة، وأن الخطاب الدعوى هو ما يدعو للتلاحم الوطنى، مؤكدا أننا بحاجة لوثيقة يجتمع عليها الناس مثل وثيقة المدينة فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام.
وأضاف الخطيب خلال خطبته "أننا بحاجة إلى رفض بعض المصطلحات الشائعة الجديدة، مثل مصطلح التقارب بين الأديان، واصفا ذلك المصطلح بأنه سىء السمعة، وأنه تعبير مجمل، وأن التقارب يكون على أساس "لكم دينكم ولى دين"، وأن اللحمة الوطنية ﻻ تعنى بالضرورة الكفر بمبادئ ورواسخ الدين، مضيفا أنه بعد صلح الحديبية بعد أن وضعت الحرب أوزارها تضاعفت أعداد معتنقى الدين الإسلامى بعد اختفاء الاحتقان، وأن الدين الإسلامى لم يخسر فى اختبار قط، مؤكدا أن العمل السياسى ليس بديلا عن العمل الدعوى والفكرى، مطالبا استثمار الأجواء الحالية فى دعوة الناس للحب والتآخى.
وأكد خطيب الشربتلى أثناء وجود الرئيس مرسى، على حرمة دم المسلم على المسلم، وحرمة المرافق العامة، موضحا أن من يسعى لتدمير المرافق العامة كمن يطلق الرصاص على نفسه، وأنه ﻻ علاقة بتخريب المرافق العامة بالخلافات السياسية، وأنها معصومة باعتبارها ملكا لجماعة المسلمين.
كما أوضح أيضا أن قضية تطبيق الشريعة هى أكبر من أن تكون قضية حزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات، مضيفا أنها ﻻ يجب استخدامها فى تصفيات سياسية أو حزبية، مشيرا إلى أنه لدى الكثير من الناس مخاوف مشروعة من قضية تطبيق الشريعة الإسلامية، وأن اختزال قضية الشريعة فى باب العقوبات ليس صحيحا، مضيفا أن العقوبات هى الدور الرابع من الشريعة، معلنا عن احتياجنا لتطبيق الشريعة فى حماية الفضيلة والأخلاق العامة والتعليم والإعلام.
وطالب خطيب الشربتلى، باللجوء لمؤسسة الأزهر، باعتبارها لم تكن فى يوم من الأيام طرفا فى الصراعات السياسية، لتطبيق الشريعة، مؤكدا أن علماء وفقهاء الشريعة هم شق رئيسى فى جميع أمور الحياة الاقتصادية والسياسية، داعيا الله عز وجل فى نهاية خطبته أن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، وأن ينصر المسلمين فى بلاد الشام وجميع البلاد، مطالبا بمد يد العون للمنكوبين والجائعين وإعانة اليتيم، باعتبارها نوعا من أنواع الجهاد فى سبيل الله.
فيما تجمهر عدد كبير من المصلين بمسجد حسن الشربتلى بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة حول الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فور انتهاء صلاة الجمعة للتعبير عن استيائهم من تفتيش أمن الرئاسة لهم على أبواب المسجد، مما أدى لحدوث المشادات الكلامية بين المصلين الرافضين لذلك ومن أيدوه والذين هتفوا "مرسى مرسى"، "بنحبك يا مرسى"، قبل أن يمنع الحرس الخاص بالرئيس مرسى المصورين من التقاط صور للمشادات التى وقعت داخل المسجد.
المصلون يتجمهرون حول الرئيس مرسى بمسجد الشربتلى غضبا من تفتيشهم.. والخطيب تطبيق الشريعة أكبر من أن تكون قضية حزب أو جماعة.. ويؤكد: من يخرب المرافق العامة كمن يطلق الرصاص على نفسه
الجمعة، 08 فبراير 2013 04:05 م