د. مصطفى النجار

شهداؤنا يرتقون وأنتم تسقطون

الخميس، 07 فبراير 2013 05:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تضع رأسك على وسادتك لتنام ستطالعك هذه الوجوه وتحدق فى عيونك وتسألك بأى ذنب قتلت؟

فى تلك العيون نظرات ونظرات، ربما تعاتبك وربما تودعك، ولكنك لن تجد ما تقوله من شدة الخجل، فقوافل الشهداء تستكمل مسيرها لترتقى إلى آفاق العلا وتحلق فى سماء الحرية والكرامة التى سالت دماؤها بحثا عنها.. ينظر الشهداء إلينا ويتساءلون من سيلحق بنا؟ من الشهيد القادم ؟ إن قوس أسماء الشهداء قد فتح من أول يوم فى الثورة، ولكنه لم يغلق، ويبدو أنه سيستمر هكذا لتزداد صفحات سجل الشهداء الذين فارقوا دنيانا ليلاقوا ربا كريما.
هناك فى جانب غرفتها المظلم جلست أم الشهيد تبكى وتحدث نفسها، لماذا قتلوا ابنى؟ ماذا جنى حتى يغيبوه عن الحياة؟ لقد أراد للناس الحرية والكرامة والعدالة فلماذا يموت، قلبها يحترق ودموعها تملأ الأرض أسى وضنى، وصوتها يتردد فى جنبات الوطن: لماذا مات ابنى؟ أما عم سيد بائع الجرائد فقد أمسك الصحيفة التى بها صورة الشهيد محمد الجندى وسألنى بغضب: هل هذا بلطجى؟ هل هذا مجرم، ربنا يلعن المجرمين، ادى اللى خدناه من ثورتكم والليمون اللى عصرتوه، شوية عيال ضيعوا البلد!!

وفى قصر الرئاسة مازالت جماعة الإخوان تسىء تقدير الموقف وتختزله فى اتهام المعارضة بالتورط فى صناعة العنف والفوضى وإسقاط النظام، ومازال الحديث عن مؤمرات بلا أدلة مستمرا، ومازال فريق التبرير يبرر ويناقض نفسه، حتى وجد نفسه متورطا فى تبرير سحل وتعرية مواطن.

كتلة الغضب العشوائى التى ولدت فى الشارع بلا قيادة تتصاعد وتتسع لتضم إليها كل الساخطين واليائسين والمحبطين الذين فقدوا الأمل فى المسار السياسى، وفى السياسيين وصاروا يعتقدون أن الحديث عن السلمية جبن وهوان وخيانة، وأن هذا الوطن لن يتغير، والحقوق لن تعود إلا بسقوط مزيد من الدماء فى مواجهة حالة العناد، والاستعلاء المقابل.
بعض من يراهنون على صناعة الفوضى يقفون بقوة لتبرير العنف والدفاع عنه لأنه الأمل الأخير فى بقائهم فى المشهد، أما بقايا المراهقين الثوريين فيهتفون الشعب يريد إسقاط النظام، ويدعون إلى جمعة الخلاص والزحف، ويهددون بما لا يملكون ويختفون بعد فشل ما يدعون إليه ثم يظهرون مرة أخرى بنفس الخطاب الذى جعل الناس لا تأبه بهم لأنهم يعلمون أن هؤلاء قد فقدوا التأثير ولا ولاية لهم على الجماهير الغاضبة، بل يحاولون فقط القفز على حالة الاحتجاج فى الشارع لتوظيفها سياسيا ودائما يفشلون، الحزب الحاكم يكسب مزيدا من الوقت ويستنزف المعارضة فى معارك كلامية حول حوار شكلى لا نية فى جدواه وفاعليته حتى يفاجئ المعارضة بدخول وقت الانتخابات وبدء موقعة الصناديق التى يجيد حشد الناس لها ليحصل على أكثرية يعتقد أنها ستحقق الاستقرار وتنهى حالة الاحتقان الموجودة فى الشارع.. الوهم القاتل أن يتخيل الإخوان أن الوصول إلى الانتخابات ونجاحهم فيها سيوقف حالة الغضب العشوائى وأعمال العنف، فالديمقراطية ليست صندوق انتخابات فقط، جذور المشكلة والمرض الأساسى سيظل موجودا بعد الانتخابات، وهو إحساس الناس بالظلم وضياع الحقوق وانفراد فصيل واحد بإدارة مقدرات البلاد وقيادتها من فشل إلى فشل.

العقلاء فى جماعة الإخوان يعرفون هذه الحقيقة، ولكنهم لا يستطيعون تغيير مسار الجماعة وإصلاح أخطائها ومهما كانت أخطاء المعارضة لا يمكن المساواة بين مسؤولية من هم فى السلطة ومن هم خارجها، الوطن يسير بخطوات متسارعة إلى الفوضى وتآكل الدولة وسقوطها وظهور دولة الميليشيات وهم مصممون على الإنكار، ويل لمن تسلموا دولة بتاريخ مصر وجعلوها تتردى فى بحار البؤس والقهر والإحباط، لا تتحدثوا الآن عن أمل لا جذور له ولا شواهد، الخطر يتزايد وسوء تقدير الموقف مستمر والنار ستأكل الجميع، راجعوا أنفسكم ولو للحظات فالوطن يستحق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد نعيم محمد

عجبًا

عدد الردود 0

بواسطة:

جرير عبدالله فيصل\مصري\عمان-الاردن

الوطن لن يضيع

عدد الردود 0

بواسطة:

زيكو

النجار و الأخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

شهداؤنا ...... و انتم

عدد الردود 0

بواسطة:

hisoka

الدولة أفلست من الانفاق على الناس أموات كانو أو احياء

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد طه

كان نفسي اطلع من شباب الثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

Mera Lurad

غريييييب

عدد الردود 0

بواسطة:

لاين

ناس كارهه نفسها وبلدنا وفشله خائفين من التوافق بينهم

عدد الردود 0

بواسطة:

lاحمد ابراهيم

تصحيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة