لم يعد أحد يكترث كثيرا بما يحدث على مستوى النخبة وما تسفر عن جلسات الحوار الوطنى، ويرى الكثيرون أنه لم يعد أحد يستطيع التعبير عن مدى المعاناة التى يعانى منها المواطن فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية وتراجع الأداء الاقتصادى بسبب ارتفاع معدلات البطالة وزيادة عجز الموازنة العامة للدولة وتراجع أعداد السائحين وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى سوف يدفع بالأزمة الحالية إلى منحى خطير إذا استمر الحال كما هو عليه.
لم يعد أحد يحتمل هذا المشهد العبثى، والكل يتساءل ما هو الحل وكيف السبيل للخروج من هذا النفق المظلم فى ظل إخفاقات مرسى المتكررة وعدم قدرة المعارضة على التفاوض وإجراء مواءمات سياسية تتيح حالة من الاستقرار السياسى والاقتصادى، لم يعد أحد يحتمل هذا العبث والفوضى التى أودت بحياة الكثير من أبنائنا فى ظل أحداث العنف التى تجرى هنا وهناك، ومن ثم لابد من أن نجتاز تلك المحنة التى سوف تأتى على الأخضر واليابس وتضعنا على مفترق طرق من العنف المتنامى.
لقد عجزت جبهة الإنقاذ الوطنى عن الجلوس إلى مائدة الحوار التى دعا إليها مرسى فى ظل هذا المشهد الدامى الذى تعيشه مصر فى الآونة الأخيرة وفى ظل تصاعد أحداث العنف التى تجرى هنا وهناك، مما أصاب الجميع بنوع من الإحباط وبحالة من عدم التفاؤل والاستياء العام والشديد من عدم تحمل كل طرف لمسئوليته سواء مؤسسة الرئاسة أو جبهة الإنقاذ، وعلى الرغم من مرارة المشهد إلا أن الجهود المبذولة من الطرفين لا ترقى إلى الخروج من هذا الظرف بأى حال من الأحوال.
لقد بات من المؤكد أن صراع القوى السياسية سوف يطيح بنا جميعا، فهل المطلوب هو هدم هذه الأمة؟ وهل المطلوب هو استمرار هذا العنف غير المبرر؟؟ وهل المطلوب هو إسقاط هذه الثورة؟؟ وهل المطلوب هو ضياع الأمل الذى أشرق فى عيون الملايين بعد نجاح الثورة؟؟ ما الجدوى من هذا الحوار السياسى طالما لم نعمل على النهوض بهذه الأمة من كبوتها؟؟ الكل لم يعد يحتمل هذه المشاهد المؤسفة والتى أصبحت مأساوية بشكل بشع.
لقد تراجع الوضع الاقتصادى بشكل مزر وأصبحنا على شفير أزمة اقتصادية خطيرة، فماذا لو طبقنا قول المولى عز وجل " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "؟؟ ماذا لو تنازل كل واحد منا ولو قليلا من أجل أن نعبر هذه المحنة؟؟، ماذا لو تعامل كل واحد منا مع غيره بالفضل تصديقا لقول الحق" خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "؟ ؟ماذا لو أخذنا صفة العفو منهج فى حياتنا بدلا من التناحر الذى لا طائل منه؟؟.
ومن ثم أدعو الرئيس مرسى إلى النزول إلى ميدان التحرير وأن يستمع لكل صاحب رأى بصفته رئيس لكل المصريين فهؤلاء أبنائه، وعليه أن يفتح قلبه وعقله لهؤلاء الشباب وأن يستمع لوجهة نظرهم وأن يتحاور معهم طالما عجزت المعارضة عن الحوار، ورغم صعوبة نزول مرسى للميدان فى ظل هذا الاحتقان الشديد فى المشهد السياسى إلا أنه الأمر جدير بالمحاولة من أجل هذه الأمة ومن أجل هذا الوطن ومن أجل حقن دماء أبنائنا، وعندئذ سوف نضع الخطوة الأولى على الطريق الصحيح.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤمن
يارب
اللهم أحفظ مصر ... اللهم أمين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله عبد الله
رائع جدا