د. هانى أبوالفتوح يكتب: ولا تنازعوا فتفشلوا

الخميس، 07 فبراير 2013 10:58 م
د. هانى أبوالفتوح يكتب: ولا تنازعوا فتفشلوا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتاج المرء أحيانا أن يجلس مع نفسه ليقيم الأحداث وما أراه من مشهد اليوم بعد أن تابعت جنائز العنف الذى يحصد الأرواح بين أبناء الوطن الواحد يدعو للأسى والحزن والهم، وأتساءل ما كل هذا العنف فينا ومن الذى زرع الفتن وأججها ويشعل النار تحت الرماد ومن المستفيد من هذا الحصاد المر، هل يوجد من يستطيع أن يدعى أنه وحده الكاسب،
أرى الكل خاسر والخاسر الأكبر هو الوطن وهؤلاء الذين غيبهم الموت أيا كانت أسبابه وذووهم الذين إكتووا بنار فقدانهم ولم يحصدوا إلا الحسرة والألم، وفى النهاية من المحاسب يوم العرض أمام الديان الواحد الأحد.

انقسمنا لفرقاء كل يرى نفسه صح مطلق ولم يعد هناك نقاط التقاء وبات الصراع الآن من يقضى على الآخر وينفرد بما يريد ولن يحدث أبدا، فلن يستطيع الشارع المعارض بكل الوسائل أن يسقط الحكم القائم، ولن يستطيع النظام الحالى الحاكم وبطش الشرطة التى عادت بسيفها من جديد أن تكمم الأفواه والأصوات، فلقد تغير الزمن تماما بعد الثورة وتتابع الأجيال والثقافات أتى بجيل جديد لن يسهل التعامل معه أو الإقصاء الكامل أو التغاضى التام عن مطالبه.

أرى المشهد مأساويا من الجميع نتجه فيه لقتل بعضنا البعض ونعيد أسوأ ما عانينا منه من النظام السابق فقد هنا على بعضنا وهان الوطن علينا ولا يتبقى إلا أن نعزى أنفسنا بأنفسنا فى المحبة والإخوة والمودة والتعاون وسقط من بين أيدينا أمر الله تعالى لنا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وها هى الريح تعصف بالجميع ولا أذن تسمع ولا عين ترى ولا قلب يعى أن الفشل قادم قائم وأن الحصاد مر بمرارة العلقم.

إن للنجاة طريقا واحدا هو محاولة الالتقاء فى منتصف الطريق فهل فينا من ينزع غل القلوب والصدور ويتنازل بعض الشىء عن كل المطامع والأحلام لنتقى ونلتقى...
أتمنى ولكن ليس بالأمنيات فقط تبنى الأوطان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة