سرد تقرير بعثة تقصى الحقائق التابعة للمجلس القومى لحقوق الإنسان، عن أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بمحافظة السويس، وما صاحبها من أعمال عنف راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين، أن الثوار تجمعوا يوم 25 يناير 2013 أمام مقر محافظة السويس للتعبير عن ذكرى الثورة، وأنهم اختاروا مقر المحافظة لأنه المكان الذى اشتعلت فيه ثورة 25 يناير 2011، بالإضافة إلى أن مقر المحافظة يجسد الحكومة.
وأضاف التقرير، أن القوى السياسية اجتمعت مع مدير أمن السويس فى مبنى المحافظة يوم الخميس 24 يناير 2013، واتفقوا على أنهم سوف يتجمعون أمام مقر المحافظة لإحياء هذه الذكرى الخالدة، وتم الاتفاق مع مدير الأمن بإصدار تعليمات بعدم التعرض لهم، وبالفعل تجمعت أعداد غفيرة من الثوار أمام مقر المحافظة، للتعبير عن إرادتهم والمطالبة باستكمال أهداف الثورة.
وكشف التقرير عن أن المظاهرة بدأت سلمية، وبعد ذلك حدثت مشادات كلامية بين الثوار ورجال الأمن أسفرت عن مشاحنات، قبل أن يرشق الثوار أفراد الأمن المكلفين بحماية مقر المحافظة بالحجارة، مما أدى إلى استفزاز ضابط أمن يدعى "شريف توفيق"، والذى ضرب طلقتين فى الهواء لترويع الثوار وإرهابهم، مما أدى إلى توتر الأجواء.
وتابع التقرير، "كان ذلك دافعا لأفراد الأمن لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، دون انتظار الأوامر، وهو ما أغضب الثوار فاشتبكوا مع أفراد الأمن بكل عنف، وزادوا من رشق القوات بالحجارة، واشتعل الموقف توتراً، وفى حوالى الساعة السادسة مساءً سقط أول قتيل بالرصاص الحى، ويدعى وليد السيد سليمان، ورد الثوار على أفراد الأمن بطلقات الخرطوش المصنع يدوياً "الكباس" وتبادلوا إطلاق النيران، حتى الثامنة مساءً.
وذكر التقرير، أنه فى المقابل سقط قتيل من قوات الأمن، وعندما علم المجندون بذلك اشتعل الموقف وأصبح أكثر توتراً، مما دفع أفراد الأمن إلى تحطيم السيارات الموجودة فى محيط المحافظة، وإضرام النيران بها، وبمبنى سكنى مجاور، كما حطموا مقر إقامة حفلات للزفاف "كزابلانكا" والذى يبعد عن مقر المحافظة بحوالى 100 متر، وتم تفريق الثوار وإبعادهم عن مقر المحافظة.
وأضافت بعثة المجلس فى تقريرها، أنه فى صباح اليوم التالى 26 يناير 2013 توجه الثوار إلى مستشفى السويس العام، ومستشفى التأمين الصحى، والأمل التخصصى، للاطمئنان على المصابين والقتلى الذين سقطوا أمس الأربعاء، كما توجهوا إلى مشرحة السويس ببور توفيق لتشييع جثامين المتوفين، وبعد الانتهاء من مراسم دفن الجثامين اتفقوا فيما بينهم على الذهاب إلى مقر مديرية الأمن للمطالبة بحق الشهداء الذين سقطوا يوم 25، وكان ذلك بعد صلاة الظهر.
وتابع تقرير تقصى الحقائق، أن الثوار عندما وصلوا إلى مقر محافظة السويس، ومديرية الأمن، تفاجئوا بأن مقر المحافظة والمديرية تحت تصرف الجيش، وعندما بدأ الثوار الحوار مع قوات الجيش المحيطة بالمنطقة، ظهرت قيادة من قوات الجيش تحدثت معهم، وأخبرتهم بأن الجيش والشعب يد واحدة، وأنهم لا يمكنهم الاحتكاك بهم على الإطلاق مهما كانت الظروف، وأقنعوهم بفض التظاهر فى هذه المنطقة المحيطة والذهاب إلى قسم شرطة السويس، حيث توجد قيادات من وزارة الداخلية، على حسب شهود العيان.
ولاقت الفكرة قبول المتظاهرين، حيث حشدوا صفوفهم للذهاب إلى قسم شرطة السويس، وتم تجميع أعداد كبيرة منهم، وعند وصولهم إلى مقر قسم شرطة السويس رددوا شعار "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، وبدأت المناوشات بين قوات الأمن والثوار، ولم يكن هناك أى خسائر فى الأرواح، وتعالت هتافات الثوار، فأطلقت قوات الأمن بعضا من الأعيرة النارية الحية، وقام الثوار برشق قوات الأمن بالحجارة، وأصبحت الأمور أكثر توترا، فقامت قوات الأمن بإطلاق نوع جديد من الغاز المسيل للدموع "غاز 6230" وهو أمريكى الصنع، واستمرت المناوشات بين الطرفين، قبل أن يسيطر الثوار على الموقف وتم اقتحام قسم شرطة السويس، وقام عدد من المقتحمين بسرقة بعض الأسلحة النارية منها "بندقية آلية، ونصف آلى، وعدد من المسدسات.
وأكد تقرير البعثة، أن أهالى المناطق المحيطة بقسم شرطة السويس عندما علموا بسرقة الأسلحة النارية من القسم قطعوا الطريق المؤدى إلى منطقة "المنشية، والبديوى" وتفتيش المارة تم ضبط المسروقات، وتسليمها إلى الجيش، حيث سلم مواطن يدعى سيد عبد القادر جوالا به 3 بنادق آلية وعدد من المسدسات، وكمية من الذخائر تمت سرقتها من قسم شرطة السويس، إلى قوات الجيش.
فيما ذكرت بعثة تقصى الحقائق توجه عدد من المتظاهرين للهجوم على مقر قسم شرطة الأربعين القديم، والذين تفاجئوا بأن قوات الأمن المسئولة عن حماية قسم الشرطة سلموا القسم لهم دون أى مناوشات.
وعلى صعيد قسم شرطة عتاقة اقتحم جماعة من العرب، وعلى رأسهم شخص يدعى الشيخ عادل، قسم شرطة عتاقة لإخراج عدد 6 محجوزين تابعين لهم، كما سرق بعض المواطنين "العرب" بعض السيارات المحجوزة على ذمه القضايا، منها "سيارات محملة بالسولار، وعدد 3 سيارات تويوتا نصف نقل، وعدد 2 سيارة بيجو"، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الشرطة، وأشعلوا النيران فى قسم شرطة عتاقة وأجلوا المحجوزين التابعين لهم، وتدخل الجيش بعد هروبهم من محيط قسم الشرطة، وألقى القبض على باقى المحجوزين داخل قسم الشرطة، ونقلهم إلى سجن عجرود الحربى.
.....
بعثة "القومى لحقوق الإنسان" بالسويس: أفراد الأمن أشعلوا النار بالسيارات والمبانى المجاورة لديوان المحافظة.. وشهود عيان: قيادة عسكرية طالبتنا بالذهاب إلى قسم شرطة السويس حيث توجد قيادات من "الداخلية"
الخميس، 07 فبراير 2013 02:24 م