بات سقوط المنتخبات العربية، فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقامة حالياً فى جنوب أفريقيا، هو الشغل الشاغل لأهل السياسة فى دول المغرب العربى "تونس، والجزائر، والمغرب"، لاسيما بعد الأموال الضخمة التى تم إنفاقها على استعدادات وتحضيرات المنتخبات الثلاثة، لخوض منافسات المعترك الأفريقى، رغم أن هذه الدول من أزمات اقتصادية واجتماعية، يأتى على رأسها ارتفاع معدل الفقر، وزيادة نسبة البطالة.
"ثورة الغضب" التى تجتاح الشارع الرياضى فى الجزائر، عقب الخروج المبكر من منافسات المونديال الأفريقى، انتقلت إلى مجلس النواب أو ما يسمى لدينا بـ"مجلس الشعب"، بعدما طالب عدد من أعضاء المجلس، من محمد تهمى، وزير الشباب والرياضة بمحاسبة المسئولين عن الإقصاء المُخزى لـ"الخضر" من البطولة، على الرغم من توفير الإمكانيات المادية، لتحقيق أفضل النتائج، التى جاءت عكس ما تشتهيه السفن.
وكان المنتخب الجزائرى قد ودع البطولة، بعدما تذيل جدول ترتيب المجموعة الرابعة برصيد نقطة واحدة، حصدها من تعادل مع كوت ديفوار، وطالب النواب الجزائريون، باستجواب وزير الشباب والرياضة، لمساءلته بشأن الأموال التى تم إنفاقها على استعدادات المنتخب الجزائرى، كما طالب بضرورة محاسبة جميع المقصرين وجميع من تسبب فى هذا الخروج المبكر، ويأتى على رأس هؤلاء محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى، والبوسنى وحيد خليلوزيتش، المدير الفنى لـ"الخضر"، الذى يتقاضى مع معاونيه راتب ضخم يصل إلى 120 ألف دولار شهرياً، ولا يتناسب مع حجم النجاح الذى حققه مع المنتخب حتى الآن.
فى ذات السياق، نشب خلاف بين وزير الشباب والرياضة المغربى وأحد أعضاء مجلس الشعب خلال الدورة البرلمانية التى عُقدت بالمغرب وتحول النقاش بينهما إلى فوضى عارمة، بسبب الخروج المُخزى لمنتخب أسود الأطلسى من البطولة الأفريقية المُقام فاعليتها حاليًا بجنوب أفريقيا، من الدور الأول.
وكان خروج المنتخب المغربى من البطولة الأفريقية على مائدة البرلمان المغربى، وطالب أحد الأعضاء وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، بتوضيح أسباب فشل أسود الأطلسى فى البطولة الأفريقية والخروج المبكر منها دون تحقيق أى انتصار.
وأكد عضو البرلمان المغربى أن الأجهزة المسئولة عن كرة القدم باعت "الوهم" للمغاربة، على حد وصفه، وهو الأمر الذى أثار غضب وزير الشباب والرياضة، الذى جاء رده سريعًا قائلا،" إذا لم تستحِ فأفعل ما شئت"، وأصابت هذه العبارة جميع أعضاء بالغضب والاستياء الشديد، واستمرت المناقشة بينهم بشكل حاد حتى أن عضو البرلمان طالب وزير الرياضة بضرورة الاعتراف بالفشل فى إدارة منصبه والكشف للرأى العام عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الإخفاق فى البطولة القارية.
وحمل وزير الرياضة، المدير الفنى للمنتخب المغربى، رشيد الطاوسى، السبب فى هذا الإخفاق الذى كان صادمًا للجميع، مشيرًا إلى أن المدرب الوطنى فشل فى تكوين فريق متجانس ولكنه علل ذلك لضيق الوقت خاصة أن الطاوسى تولى مهمة تدريب الأسود من فترة قصيرة، مؤكدا أن الرياضة المغربية عامة وكرة القدم خاصة تحتاج للعمل وبذل مجهود كبير للنهوض بها من جديد.
ولم تكن تونس أهدأ حالاً من الجزائر والمغرب، بعدما قرر عدد من المواطنين التوانسة ملاحقة سامى الطرابلسى، المدير الفنى للمنتخب التونسى،"قضائياً" بتهمة إهدار المال العام، بعد الفشل فى تجاوز الدور الأول من منافسات البطولة، فى الوقت الذى عقد فيه طارق ذياب، وزير الشباب والرياضة التونسى، اجتماعات طارئة مع وديع الجرىء رئيس الاتحاد، كذلك سامى الطرابلسى، لمعرفة أسباب الخروج.
ويتوقع المراقبون، أن يصدر طارق ذياب، واتحاد الكرة قرارات وصفت بـ"الثورية"، خلال الأيام القليلة المقبلة، لامتصاص حالة الغضب المتواجدة لدى الشعب التونسى.
"السقوط العربى فى المونديال الأفريقى" من "الرياضة" إلى "السياسة".. التوانسة ينتظرون قرارات "ثورية".. وفوضى فى البرلمان المغربى.. واستجوابات جزائرية حول "راتب" خليلوزيتش
الخميس، 07 فبراير 2013 06:17 ص
تونس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة