الإمام الأكبر يستنكر سن القوانين التى تبيح الشذوذ فى أوروبا

الخميس، 07 فبراير 2013 06:57 ص
الإمام الأكبر يستنكر سن القوانين التى تبيح الشذوذ فى أوروبا جانب من اللقاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقبل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، سعيدة حسين وارسى، وزيرة الدولة البريطانية لشئون المعتقدات الدينية والمجتمعات الإنسانية، وسفير بريطانيا بالقاهرة، والوفد المرافق لهما، مساء أمس الأربعاء، وقد تناول اللقاء بحث سبل تدعيم أوجه التعاون المشترك بين الجهات العلمية والثقافية والدينية البريطانية والأزهر الشريف.

وقد استهلَّ الإمام الأكبر حديثه بأنَّه فَخور بوجود وزيرة مسلمة فى الحكومة البريطانية، وفى هذا المكان المهم فى قلب أوروبا؛ الأمر الذى يدلِّل على أن دين الإسلام وحضارته منفتحان على الآخر، بغضِّ النظر عن الاختلاف فى الألوان والأجناس واللغات والأديان والأعراف، وقد أكَّد القرآن هذه الحقيقة، وأنها سنة ربانية باقية إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها؛ مما يدفع الناس إلى أن يتعارفوا ويتعاونوا فيما بينهم، وهذا إثراء للحضارة البشرية، ونحن نُثمِّن هذا النهج الذى يسمح للمواطنين المسلمين فى بريطانيا بالاندِماج الواعى الذى يحتفظ فيه صاحبه بكلِّ ثوابته الدينية دون تناقض مع مجتمعه الغربى الذى يعيش فيه.

وأكَّد أنه على الرغم من الحريات الواسعة التى يعيشها العالم الغربى، إلا أن هناك مصادرة للحريات الفردية والجماعية لمواطنيها المسلمين فى بعض دول أوروبا، وأتعجب على سبيل المثال من موقف إحدى كبرى الدول الأوروبية فى مصادرتها لحجاب المرأة المسلمة، أو إثارة قضية الذبائح فى عيد الأضحى؛ ممَّا يتعارض مع الميثاق العالمى لحقوق الإنسان، كما أتعجب من بعض الأصوات فى الحضارة الغربية الذين يعتبرون أن عدم شرب الخمور والمسكرات وارتداء الحجاب واختلاط الفتيان والفتيات دون ضَوابط أمرًا يتعارض مع السلوك الحضارى الحديث.

وردًّا على قول الوزيرة، بأن بعض المجتمعات الغربية تُضفى على زواج المثليين الصبغة القانونية بعقود مدنية، على الرغم من رفض معظم الهيئات الدينية، قال: إنه يرفض رفضاً تاما كل الدعوات التى تؤيد سن تلك القوانين التى تتعارض مع الشرائع السماوية ومع الطباع السوية والعقول السليمة، مضيفًا: أن هناك خيطاً رفيعاً بين الحرية وبين الفوضى، وأن إباحة مثل هذه الأمور من قبيل الفيروسات التى ينبغى على العقلاء نبذها؛ لأنها تفسد المجتمعات وتسيء إليها؛ فإضافة إلى البعد الدينى هناك البعد الأخلاقى والفطرى؛ مما يتطلب من كل العقلاء الوقوف ضد هذه السلوكيات الشاذَّة.

وذكر أنه كان يقرأ بالأمس للكاتب الفرنسى: بول آزار، كتابه الشهير: "أزمة الضمير الأوروبي"، وكان يتحدث عن السلوكيات الاجتماعية الغربية فى الفترة ما بين 1600 إلى 1715، واستنتج وجود أزمة فى الضمير الأخلاقى، وأن كل ما كان مقبولاً فى هذه الفترة أصبح مرفوضًا تمامًا بعد ذلك، وهى الأزمة نفسها التى نعيشها اليوم وكأنَّ التاريخ يعيد نفسَه.

وقد شرحت الوزيرة مدى حِرص الحكومة البريطانية على ترسيخ مبدأ الحريات بين كافة مواطنيها دون التفرقة بينهم فى اللون أو الجنس أو الدِّين، على الرغم من وجود بعض الجاليات الإسلامية التى تتبع تقاليدها وأعرافها؛ مما يعطى انطباعًا عن بعضهم بأنهم مُنعزِلون عن ركب المجتمع، وهو الأمر الذى يستغلُّه الإعلام الغربى ضد سماحة الإسلام ووسطيته.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة