تأبى جماعة الاستبداد المسماة بالإخوان المسلمين أن يمر أى موقف دون أن تكذب وتمعن فيه فالكذب قد أصبح بالنسبة لها هو الهواء اللازم لحياتها والغذاء الذى لا يمكن الحياة بدونه، وها هى تكذب كل الكاميرات والقنوات الفضائية والأعين التى رأت كل شىء فى واقعة سحل المواطن المصرى البسيط حمادة صابر النقاش الذى لا يمتلك من حطام الدنيا شيئا، والذى تم استغلاله أبشع استغلال ممكن، وعمل لقاء تليفزيونى معه عقب عملية السحل التى كانت على مرأى ومسمع من الجميع، وهالنى وأنا أسمع التقاير والأخبار ما سمعت من أحد مراسلى راديو مصر من أنه كان بالدور الثامن بأحد المبانى أمام نادى هليوبوليس وأنه سمع حمادة صابر وهو يرجو من الداخلية حمايته من المتظاهرين الذين سحلوه وخلعوا عنه ملابسه وأن أفراد الشرطة قد استجابوا له وأنقذوه، بل وأغدقت الشرطة من كرمها وعطاياها ورقة قلبها مع الشعب ومنه هذا المواطن المسكين فنقلته الى مستشفى الشرطة لعلاجه!
وكان ذلك عقب اعتذار الشرطة رسميا عما حدث وأنها سوف تحقق فيه وأن هذا التجاوز عبارة عن خطأ فردى وليس منهاج عمل للشرطة بل واستنكرت رئاسة الجمهورية أنها وجدت بحوزته عدد 18 زجاجة مولوتوف وجركن بنزين.
والآن المطلوب من الشعب المصرى بجميع طوائفه وفئاته أن يصدق هذا الكذب الواضح الفاضح ويكذب عينيه ويصدق هذا الكلام العبثى، وهذا المواطن المهدد بتلفيق القضايا والمحاضر والمحاكمات والحبس والتشريد إن نطق بكلمة واحدة مما حدث له ولو كانت مصورة وموثقة وغير قابلة للتكذيب للأسف أن هذا الاستهتار والاستخفاف بعقول المصريين كان تنيجة إدمان الكذب الذى دأبت هذه الجماعة المستبدة على جعله منهاج عملها وطريقتها فى التعامل مع الآخرين ومن فرط استخدامها له وإبداعها فيه أن أصبحت تحس أن الآخرين يدعون عليها بالكذب فهى لا تفعل سوى الصدق ولا شىء سواه ويستطيع أى ممن ينتمون للجماعة أن يحلف لك على ذلك وإن أحرجته كثيرا ربما يقول لك أن ذلك من قبيل الدهاء وأنه ليس كذبا وأنك- وحدك – لا تدرك ذلك!
ولا نعلم جميعا كيف نتعامل مع هذه الجماعة؟! ونحن مضطرون للتعامل معها فهى الآن فى سدة الحكم وأرى أنها تجيد كثيرا فى استغلال أى موقف أومظاهرات أو أحداث عنف قد تحدث فى تبرئة نفسها من كل الاتجاهات والادعاء دائما أن تلك الأحداث جميعا قد أدت إلى هروب طائر النهضة الأسطورى من مصر، ودون أن تعطينا أى إشارة أو دليل على قدرتها على قيادة دولة كبيرة عظيمة الشأن كمصر وشعب هو من أروع وأشجع وأنبل شعوب هذه الأرض، ولكن على القائمين على حكم البلاد أن يجتروا مخزون القيم والفضيلة من نفوس الشعب وأن يظهروه ومن حسن الحظ أن هذا المخزون قريب جدا من أسطح النفوس البشرية لأنه كان قد ظهر فى أعقاب اندلاع الثورة وانهيار جهاز الشرطة وتشكيل لجان شعبية ووجود تلاحم وتعاضد بين الناس وانخفاض معدلات الجرائم على أنواعها ولابد من مد الأيدى من الحكام للمحكومين والأخذ بأيديهم للمرور نحو أفق أرحب يشمل الجميع دون تهميش والعمل على استفادة هذا الوطن بجهود كل أبنائه على خلافهم واختلافهم ولنعتبر بدروس التاريخ التى لا تعرف الكذب والتى تثبت أن الرهان هو على الشعب فهذا الشعب مرت عليه الكثير من الأهوال والمحن ولكنه كان – دائما – قادر على أن يختار طريقه وأن يصحح مساره وأن يفاجئ أعداءه ويصبر كثيرا ولا يستسلم أبدا، ولذلك سوف ينتصر هذا الشعب وسوف يحقق ما يريد وستتحقق – بإذن الله – أهداف هذه الثورة والتى سيتوقف أمامها التاريخ طويلا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة