قال أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، إن هناك فجوة كبيرة تتسع يومًا بعد الآخر بين مؤسسة الرئاسة والقوى المدنية، مشيرًا إلى أن هناك مشكلات كثيرة بسبب سوء إدارة المرحلة الحالية، والوضع الاقتصادى الحالى أسوأ ما يكون.
وأضاف هيكل خلال حوار لبرنامج "90 دقيقة" الذى تقدمه الإعلامية ريهام السهلى على قناة المحور، أن صورة مصر خارجيًا سيئة وغير صورتها التى رسمت فى 25 يناير حتى 11 فبراير 2011، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك مستثمرون بسبب الصورة غير المطمئنة لمصر فى المرحلة الحالية، كما أن حجم المقابلات الدولية للرئيس مرسى قليلة.
وأوضح، أن إفلاس مصر أمر وارد، وعلينا أن نطمئن المستثمرين والوضع الأمنى مهم جدًا كى نجذب استثمارات وسياح لمصر.
وطالب هيكل بالتحلى بالحكمة فى هذه الظروف التى تمر بها البلاد قائًلا: " نحتاج التعامل بقليل من الحكمة بعيدًا عن الانفعالات والمصالح"، مضيفًا أن المبادرة بالحوار دائمًا تأتى من الرئاسة، بينما الحوار بين التيارات السياسية داخلى.
وأضاف،" لم نكن نعلم ماذا يريد التيار المدنى خلال المرحلة الانتقالية، والآن مصر فى وضع لا تحسد عليه فهناك تقاذف فى الاتهامات بين الإسلام السياسى وجبهة الإنقاذ، ومصر هى التى تدفع الثمن، وعلينا أن نبدأ فورًا بالحوار الوطنى"، كما أوضح أن جبهة الإنقاذ بكاملها لا تستطيع أن تحرك 5% من الموجودين أمام الاتحادية.
وأدان هيكل ما حدث فى الاتحادية يوم الجمعة الماضى، مطالبًا بوضع تعريف للتظاهر السلمى، مضيفًا" ونحن أصبحنا فى حاجة ماسة إلى صدور قانون تنظيم التظاهر"، وقال إن قذف قصر الاتحادية بالحجارة خروج عن السلمية، مضيفًا: أى قطرة دماء تسيل على الأرض تحزننى كثيرًا، كما يحزننى مقولة الإخوان المسلمين لن يتركوا الحكم بعد أربع سنوات لأن الشعب المصرى لن يسمح بالديكتاتورية مرة أخرى.
وأضاف هيكل أن المواطن المصرى لا يشعر بالرضا، حيث يقوم النظام الحالى بإهدار 90% من وقته فى محاسبة رموز النظام السابق ومن ينتقدون النظام الحالى من المعارضة، ومن ثم لا يشعر المواطن أن النظام الجديد يعطيه أهمية.
وأشار هيكل إلى أن الخطة التى أعلنت عنها الحكومة حتى 2011 تعيدنا إلى عام 2009، حيث تسعى إلى فرض خطط دون تنفيذها على أرض الواقع وهو ما جعل مصر مهددة بالإفلاس، كما أن الوضع السياسى ينتقل من سيئ إلى أسوأ.
ولفت هيكل أن كل الجهات لا تثق فى بعضها البعض، مطالبًا بدعم جهاز الأمن، معترفًا أن جهاز الشرطة به مشكلة كبيرة جدًا، وهو الإعلام، حيث اعترف الوزير الأسبق بأنه كان يساهم فى إحباطهم، وأوضح أن قطاع كبير من جهاز الشرطة كانت تعمل فى النشاط الدينى وشاءت الأقدار أن من يحكمون الآن هم من التيار الإسلامى، مطالبًا بتغيير مفهوم الأمن القومى لدى هؤلاء حتى يستطيعوا القيام بواجبهم المنوط بهم.
وطالب وزير الإعلام الأسبق الرئيس مرسى بأن يغير طريقته فى التعامل مع معارضيه والمجتمع بشكل عام، لأن الصورة قاتمة والكرة فى ملعب الرئيس، كما أن عليه أن يغير مجموعة مستشاريه وأن يأخذ برأيهم، ولابد من عمل مصالحة حقيقية بين المؤسسة الحاكمة والقوى المعارضة والمجتمع بشكل عام، ولابد أن يشعر الناس بأنهم فى عهد جديد.
ولفت أن الشعور العام لدى المصريين أن الرئيس هو مندوب لجماعة الإخوان المسلمين فى الرئاسة.
وشن هيكل هجومًا لاذعًا على قناة الجزيرة مباشر مصر، متهمًا إياها بأنها لعبت دورًا كبيرًا فى تأجيج المشاعر فى المجتمع المصرى بين المجلس العسكرى والشعب أثناء الفترة الانتقالية، وقال إن إنشاء هذه القناة كان مقدمًا من قطر لدعم الإخوان المسلمين، مؤكدًا أنها نالت مرادها فى النهاية، وقال إن القناة تحاول الآن دعم الإخوان فى كل صغيرة وكبيرة مهما كانت أخطاء الرئاسة وذلك على حد قول الوزير الأسبق.
كما انتقد هيكل طريقة التعامل مع القضاء فى الفترة الماضية، قائًلا إن حسين سالم كان على وشك تسليمه لمصر، ولكن ما حدث أمام المحكمة الدستورية العليا كان سببًا فى عدم تسليم سالم إلى مصر.
وطالب هيكل بإقامة علاقات مع كل دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وفقًا لمصالحنا، ومع ما لا يتعارض مع الدول الأخرى، وبذلك بعمل موائمة بين هذا وذاك.
وزير الإعلام السابق: لابد من المصالحة بين المؤسسة الحاكمة والمعارضة
الأربعاء، 06 فبراير 2013 06:57 ص