كيف وصلنا إلى تلك الليلة؟.. كيف وصلنا إلى حد تفجير الحياة السياسية فى مصر؟، لتتبعثر كل الأوراق.. وليصبح دعاة الفوضى فى المقدمة فى كل شوارع مصر وما أكثرهم الآن.
قد نفهم أن يسقط شهداء من هذا الشعب من أجل هدف نبيل.. لكن ما يحدث فى شوارع مصر الآن، يبين أن الجميع حكومة ومعارضة دون مستوى الحدث.. فما بين الحكم والمعارضه تتوزع مسئولية ما يحدث فى مصر الآن... شعب مازال يعانى من ظروف اقتصادية وأمنية سيئة.. وخريطة سياسية تشكلت بنفس الطريقة القديمة.. ورغم ذلك لا أعرف كيف لم يتعلم الإخوان المسلمون الدرس فاستقر فى وجدانهم أنهم كل الشعب بأغلبية اكتسبوها فى انتخابات قد تكون غير مزورة لكنها بالتأكيد لم تكن عادلة ولا ديموقراطية.. فتعاملوا مع المعارضة على أنها قليلة العدد، ومنقسمة بل تجاوزوا ذلك إلى حد التجاهل والاستخفاف.. والغريب أنهم لم يكتفوا بالفشل فى تحقيق التوافق المنشود مع المعارضة.. بل نقلت هذه السلطة صراعها الحزبى ليصبح ركيزة تعتمد عليها فى أدائها على مستوى الدولة فظهرت تلك الشقوق والسلبيات على السطح ثم ما لبثت أن امتدت إلى العمق لتشق المجتمع كله إلى فريقين.. مما أحدث ارتباكا فى المحيط السياسى كله.. لا أصدق أنهم تعاملوا مع المعارضة بنفس منطق مبارك القديم.. وهم الذين عانوا فى زمنه الكثير.. ولا أصدق أنهم وقعوا فى نفس الخطأ وهو درس ليس عليهم ببعيد.. أقول ذلك وأنا أتعجب أيضا من معارضة مازالت تتعثر خطواتها أمام عظم التحديات التى تواجهها. . معارضة أصبح كل دورها فى هذا المجتمع هو رفضا مستمرا وانسحابات متكررة فأصبحت تتحدث خارج الخارطة والآليات.. معارضة تحولت من رد فعل وتقويم لسياسات السلطة وأداء الحكومة إلى قوة تريد أن تدق مسمارا فى نعش النظام فى فترة انتقالية يعلم الجميع بمدى صعوبتها.. معارضة أصبحت مشكلة بعض رموزها الأساسية أن من فى السلطة هم ممن ينتمون للتيار الإسلامى... فهل هزمت السياسة الثورة ؟. . هل أصبحت أحلام هذا الشعب بعيدة المنال؟ هذا ليس تساؤلا بل هو شعور غالبية الشعب المصرى.. شعور لم ينبع فقط لأن ثمار الثورة لم تنضج بعد فهذا ما يعلمه الجميع ويدركه.. ولكن لأن السلطة والمعارضة لم تكن على مستوى المسئولية فصدرت مشكلاتها للشارع فى فترة عصيبة يمر بها الوطن. . فضلا عن أداء الحكومة الذى اتسم بالارتباك والارتجال فى كثير من قراراتها.. وهى التى لم تحدث أى بادرة تحسن على جميع المستويات.. فوصل الانحدار فى الشارع المصرى إلى ذروته عندما حل الغضب محل الأمل الذى تولد ببزوغ شمس الثورة.. نريدها وقفة صادقة مع النفس حكومة ومعارضة بعيدا عن الاتهامات والمشاحنات والخلافات الحزبية حتى نخطو بمستقبل هذا الوطن خطوة للأمام... وطن يستحق منا أكثر من ذلك.
محمد على عبد الهادى يكتب: السياسة التى هزمت الثورة
الأربعاء، 06 فبراير 2013 06:42 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمام حسن
وصفت وتعجبت