محللو "سى آى أيه" يتذكرون صدمة فشلهم فى التنبؤ بحرب أكتوبر.. غطرسة الإسرائيليين أثرت على تفكير الاستخبارات الأمريكية.. وحرب 1967 تركت انطباعا بعدم كفاءة العرب

قال تشارلز ألين، المحلل بالمخابرات الأمريكية الذى شارك فى كتابة تقرير فى الرابع من أكتوبر عام 1973، حول احتمالات وقوع الحرب، والذى استبعد أن تقوم مصر وسوريا بالهجوم على إسرائيل، إن المحللين والخبراء بالسى آى أيه رأوا أن التدريبات والأنشطة التى تقوم بها مصر، ربما تكون على مدى أكبر إلى حد ما وأكثر واقعية من التدريبات السابقة، لكن لا يبدو أنها تمثل إعدادات لهجوم عسكرى ضد إسرائيل.

وجاءت تصريحات ألين التى نقلتها الإذاعة الوطنية الأمريكية، خلال مؤتمر مكتبة نيكسون بمناسبة إزاحة الستار عن وثائق خاصة بحرب أكتوبر كشفت عن أن المحللين بالسى أى إية استبعدوا أى احتمال لقيام مصر أو سوريا بالهجوم على إسرائيل.

ويشير ألين إلى أن السى آى أيه لم يكن وحده الذى فشل فى توقع الهجوم العربى. فالإسرائيليون كانوا يصرون أيضا على أنه لا يوجد حرب، حتى عندما أبدى المسئولون الأمريكيون أسبابا للقلق. وفى التصريحات التى أدلى بخا ألين فى مؤتمر بمكتبة نيكسون عن الوثائق، قال إن غطرسة الإسرائيليين ربما تكون قد أثرت على تفكير الأمريكيين.

وأضاف أنه على الرغم من القلق الذى كان موجودا فى واشنطن، فإن النشاط الذى ردت به المخابرات الإسرائيلية إلى الاستفسارات الأمريكية كان له تأثير هائل على تقييم الوكالة.

من جانبه، يقول ويليام كواندت، الذى عمل كمتخصص فى شئون الشرق الأوسط فى فريق الأمن القومى فى عهد الرئيس نيكسون: "لم نكن نتخيل شيئا مثل ما حدث". وأضاف متذكرا الأحداث خلال مؤتمر مكتبة نيكسون لقد طورنا وسيلة للنظر إلى هذه المنطقة اعتمدت إلى حد كبير على حرب 1967، التى فاز فيها الإسرائيليون.

فقد تركت حرب 1967 انطباعا أن العرب يتسمون "بالعقم وعدم الكفاءة على الإطلاق، وتركت لدينا انطباعا بأن العرب لا يستطيعون أن يفعلوا أى شىء عسكريا لمواجهة هذا، وأن المفتاح للاستقرار فى الشرق الأوسط، وكانت هذه تحديدا وجهة نظر هنرى كسينجر، وزير الخارجية الأمريكية، هو إبقاء إسرائيل قوية، وأن الردع سينجح.

لكن الجيشان المصرى والسورى استطاع تحقيق "بعض الانتصارات المؤثرة قبل أن تردعهم إسرائيل إلى الوراء، على حد زعم الإذاعة، وعانى كلا الجانبين من خسائر فادحة. وفى أعقاب الحرب فرضت الدول العربية مقاطعة النفط على الغرب.

وتقول الإذاعة الوطنية الأمريكية، إنه لا يوجد محلل فى السى آى أيه تألم لحرب أكتوبر والفشل الاستخباراتى الأمريكى فى التنبؤ بها أكثر من ريتشارد كوفار، كبير محللى الشرق الأوسط بالسى آى أيه، والذى يبلغ من العمر 81 عاما. والذى لا يزال يشعر بالصدمة عندما يتذكر خطأه. ويقول إنها كانت أدنى نقطة فى حياته المهنية كلها وربما فى حياته كلها.