عصام كرم الطوخى يكتب: الحمقى يتعلمون بالتجربة

الكثيرون منا يقعون فى أخطاء لا حصر لها، عندما يتجاهلون تجارب الآخرين، وقد كان فى استطاعتهم توفير الكثير من الجهد والوقت والمال والمعاناة، إذا نهلوا من نهر تجارب الخبرة وحياة السابقين، وأحياناً قد يصادفهم الفشل ويلازمهم نتيجة الإصرار على خوض التجربة بنفسهم، وأحياناً بدون سابق معرفة كافية وبتجاهل تجارب الآخرين، لذلك قد يصطدم الإنسان بفشله وعجزه فى كثير من الأحيان فيرتكب أخطاء لا نهاية لها ويستنفذ طاقته فيما لا طائل فيه.

لقد خاض من قبلنا الكثير من التجارب، ودونت الكتب خلاصة عصارة فكرهم، وعلمهم وحياتهم، وقد عفا عليها الزمن بتجاهلنا لها، وكان من نصيبها العفن والغبار الذى أصابها بتركها على الرفوف دون أن نكلف أنفسنا قدرا بسيطا من الوقت لمعايشة خبراتهم وأفكارهم أو الاطلاع عليها والاستفادة منها.
تجارب الآخرين فى انتظارك أن تنهل منها، وأن تقطف من ثمار تعبهم وعلمهم الكثير وتسير على خطى دربهم إذا كنت تريد أن تُقصر المسافة وتختصر الزمن، هذا يجعلك فى حالة يقظة للابتكار ولتطوير مهاراتك وقدراتك التى تنقصك فى ما تسعى إليه من هدف أما إذا أردت أن تقوم بكل شىء وبنفسك فسوف تتمزق قواك وتهدر طاقتك وترهق تفكيرك ولا تنسى عامل الوقت الذى أنت فى صراع دائم معه.

معظم العلماء والمفكرين كانوا يقفون على أكتاف تجارب الآخرين بالفحص والدرس وينهلون منها مما يجعلهم يبتكرون ويطورون من فكرهم الحاضر بعدم تجاهل تجارب الماضى، فكثير من التطورات المذهلة الآن فى كثير من المجالات المختلفة بنيت على الإنجازات السابقة العلمية والأدبية وغيرها.

يقول بسمارك: "يقول الحمقى إنهم يتعلمون بالتجربة... أما أنا فأفضل التعلم من تجارب الآخرين".

فى خضم التخبط الذى تمر به فى حالة القيام بتجربة أو عمل ما، وسوف يستغرق ذلك منك الكثير من الجهد والوقت، وهناك من يستطيعون تقديم خبراتهم لك، إذا كانوا من أهل الثقة فلا تردد لحظة فى قبول ذلك، فعامل الكفاءة والسرعة ضروريان فى إنجاز مهمتك فى ظل التطور المذهل والمنافسة الرهيبة بين العقول المبتكرة وفى نفس الوقت حافظ على فكرتك من السرقة والضياع فهناك الكثيرون الذين يسطون على أفكار الغير بسهولة جداً.