ستراتفور: المصالحة بين مصر وإيران لتقارب المصالح وليس الإيديولوجيات

الأربعاء، 06 فبراير 2013 05:02 م
ستراتفور: المصالحة بين مصر وإيران لتقارب المصالح وليس الإيديولوجيات لقاء مرسى نجاد
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال معهد "ستراتفور" الاستخباراتى الأمريكى، إن زيارة الرئيس محمود أحمدى نجاد لمصر، ومن قبلها زيارة الرئيس محمد مرسى لطهران تمثلان مؤشرا على الطموحات الإقليمية لكل من مصر وإيران أكثر من وضع العلاقات الثنائية بينهما.

وأشار المعهد فى تحليل له عن العلاقة بين مصر وإيران، إلى أن المخاوف التى آثارها شيخ الأزهر فضيلة الشيخ أحمد الطيب مع الرئيس الإيرانى بشأن المد الشيعى والتدخل فى البحرين، مفهومة فى ضوء التوترات الجيوسياسية الحالية فى كل من مصر والبحرين بين الشيعة والسنة.

ويتابع التقرير، قائلا إن معظم المراقبين سينظرون إلى التحول فى العلاقات بين مصر وإيران على أنه ناجم عن الإيديولوجية الإسلامية المشتركة لحكومة كلا البلدين، لكن هذا سيكون فهما سطحيا للغاية. بل على العكس، فإن المواقف الإيديولوجية الإسلامية يمكن أن تكون عقبة أمام أى تحسن فى العلاقات. فمصر هى بلد سنى عربى تختلف رؤية إسلامييها بشكل كبير عن رؤية نظرائهم الشيعية.

ويرى سترتفور أنه لو كانت هناك مصالحة بين الجانبين، فإن هذا يرجع إلى تقارب المصالح، فقد خلق الانهيار الوشيك للنظام السورى معضلة للإيرانيين الذين يبحثون عن شريك فى العالم العربى. أما مصر، فهى تسعى بعد الربيع العربى إلى إحياء نفسها كطرف عربى مهم فى المنطقة.

ونظرا لضعفها السياسى والاقتصادى، فإن مصر، كما ذكر التقرير، غير قادرة على التنافس مع السعودية وقطر. وكونها الدولة العربية الوحيدة التى قد تقيم علاقة ناجحة مع إيران يمكن أن يعزز موقف مصر فى العالم العربى لاسيما وأن العرب والإيرانيين يتقاتلون عبر وكلاء فى سوريا. ومصر تحاول محاكاة سوريا فى إقامة علاقات مع إيران فى الوقت الذى يعادى فيه باقى العالم العربى طهران، وإن كان بطريقة أكثر تعقيدا.

وعلى العكس من سوريا التى كانت فى معسكر إيران منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية، فإن مصر تحاول استخدام علاقتها مع إيران للضغط للحصول على مساعدات مالية من السعودية والدول الخليجية. فضلا عن ذلك، فإن مصر تأمل أن تستخدم علاقتها مع إيران للتأثير على القرار السياسى للحرب الأهلية فى سوريا.

وبالمثل، فإن إيران التى يضعفها الانهيار الوشيك لحليفها فى دمشق، ترى إحياء العلاقات مع مصر كوسيلة لإنقاذ الموقف فى بلاد الشام وتأمين مصالحها فى العراق. والمصريون والإيرانيون يدركون جيدا نوايا بعضهم البعض، وسيتحالفون بحذر فى الإطار الذى تسمح به مصالح كل منهما.

وخلص ستراتفور فى النهاية إلى القول، إن القاهرة لا يمكن أن تسمح لطهران بالظهور كقوى إقليمية فى المنطقة، لاسيما وأن الإيرانيين يقدمون السلاح لحماس فى غزة. كما أن إيران تعرف أيضا أن مصر ليست حليفا طبيعيا. ومن ثم فإن هناك حدودا للتعاون المصرى الإيرانى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة