لكل مهنة ميثاق شرف معلن، أو متفق عليه يضمن ممارسة نزيهة وعادلة ويأتى ميثاق شرف الإعلام لينظم حق ممارسته بشفافية وحياد بعيداً عن تنفيذ الأجندات الخاصة، وخدمة أطراف بعينها، ووسط هذا الزخم والحراك السياسى نجد الفضائيات تعلن الحرب على بعضها، مستخدمة أساليب السب والسخرية والألفاظ النابية من خلال برامج أشبه بخيال الظل، بعيداً عن المضمون الهادف والرسالة السامية التى يجب أن يرسى قواعدها الإعلام لممارسة دوره التنويرى المنوط به.
لقد قام الشعب بثورته ضد الفساد والظلم والإعلام الذى يرى المجتمع من منظور متخذى القرار بعيداً عن الواقع المؤلم، ولم يكن المسئول فى النظام السياسى السابق ينجح أو يسقط سوى إعلامياً فقط بغض النظر عن نجاحه الفعلى فى أداء دوره تجاه المجتمع، فمن يرضى عنه الإعلام يظهره بطلاً مغواراً ومن لم يرض عنه يسقطه سقوطاً مدوياً، وهذا يظهر مدى فساد المنظومة الإعلامية إلا من رحم ربى ممن يمارسون مهنة الإعلام بحرفية وشفافية دون تحيز حتى يعلم المواطن حقيقة الأشياء دون كذب أو تزييف.
منظومة الإعلام تحتاج إلى وقفة حتى يعلم من يمارسون تلك المهنة العظيمة أن لها قواعد وميثاق شرف يجب احترامه بعيداً عن الحروب الإعلامية القذرة والفضائح وسرد الأكاذيب وسط بعض الحقائق وأساليب الدعاية الرمادية التى تبث السم فى العسل.
لقد احتار المشاهد بين القنوات الفضائية التى تتبنى كل منها وجهة نظر أحادية الجانب وتدافع عنها بكل قوة وتنكر على الآخر حرية التعبير عن رأيه، وكل طرف يتحدث عن تبنيه الحقيقة المطلقة بعيداً عن أساليب تحليل المضمون وشرح الأحداث وتقديم معلومات فى قوالب مبسطة للمشاهد حتى يصبح شريكاً فاعلاً فى عملية اتخاذ القرار بشكل غير مباشر، بعد أن أصبح للمواطن صوتاً حراً يعبر عنه فى صناديق الاقتراع مما يؤثر بدوره على صناعة القرار.
لن تكون مشاركة المواطن إيجابية وفاعلة إلا بتوفير قاعدة معلومات حقيقية عن الواقع الذى نعيشه دون تضليل للرأى العام، ومن هنا يصبح الإعلام بحق منبر التنوير، ولا نجعل المتلقى للرسالة الإعلامية ينصرف عن وسائل الإعلام الوطنية، ويذهب إلى وسائل الإعلام الأجنبية ليحصل منها على الحقيقة، لقد كانت مصر رائدة فى مجال الإعلام ويجب أن تظل كذلك وتعود إلى مكانتها الطبيعية لممارسة دورها الإعلامى الرائد بكل حرفية وإتقان.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام عبد العزيز
حق المشاهد
سيدي
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام عبد العزيز
رقابة شعبية
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام بركات
لقد اسمعت إذ ناديت حيا ...... ولكن لا حياة لمن تنادي