احتفل المقهى الثقافى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ضمن محور رموز مصرية بالراحل الدكتور ثروت عكاشة، بحضور كل من الناقد والفنان التشكيلى عز الدين نجيب والكاتب الكبير يوسف القعيد والشاعر شعبان يوسف وطلعت رضوان الذى أدار اللقاء.
بدأ الحديث طلعت رضوان فى كلمات قصيرة رأى فيها أن حياة الراحل تصلح كدراما إنسانية من الطراز الأول، لافتاً النظر لهذا الصراح النفسى الذى كان يعيشه الراحل بين شخصية المثقف وشخصية الضابط.
ثم كانت الكلمة لعز الدين نجيب الذى أكد أن الحديث عن ثروت عكاشة هو حديث ذو شجون، فهو صاحب رؤية ثقافية سابقة على عصرها، ففى الخمسينيات حين عُين وزيراً للثقافة أسس البنية الأساسية الحقيقية لوزارة الثقافة فهو واضع اللبنة الأولى لهيئات المسرح والسينما والفنون الشعبية وأكاديمية الفنون ومشروع آثار النوبة والمتاحف وهيئات الكتاب وغيرها من المؤسسات الكبيرة. كل هذه الجهود العظيمة التى كانت بمثابة مشروع عكاشة لبناء الحياة الثقافية المصرية، والذى لم يكسره إلا نكسة 1967.
فى حين تحدث الأديب الكبير يوسف القعيد عن ثروت عكاشة الذى عرفه بعد أن ترك وزارة الثقافة، والذى كان يتساءل دوماً: لماذا كان يتناوب على وزارة الثقافة كل من عبد القادر حاتم وثروت عكاشة!! فأداء عكاشة كان يختلف تماماً عن أداء حاتم الذى كان يحرص على الجانب الإعلامى أكثر.
وأكد القعيد على حرص ثروت عكاشة طوال الفترة التى تولى فيها مسئولية وزارة الثقافة على عقد اجتماعات شهرية لتنسيق السياسات والمشروعات بين الجميع، كى يخرج أداء الوزارة متناغماً.. ذلك التقليد الذى أرساه عكاشة وتوقف من بعده.. كما أكد أنه من الصعب جداً أن نجد اليوم مشروعاً ثقافياً لم يؤسس له ثروت عكاشة فهو صاحب تجربة ثقافية مهمة ومتكاملة، وقدم للمكتبة العربية العديد من الترجمات الهامة.
أما شعبان يوسف فأكد أن الاحتفاء بثروت عكاشة هو احتفاء بثقافة عهدى الخمسينيات والستينيات.. تلك الفترة التى شهدت ازدهاراً بالمعنى الحقيقى للثقافة المصرية، حيث كان لدينا وقتها مجلات طليعية تقدمية أمثال "مجلة الكاتب"، و"الفكر المعاصر".. هذا بخلاف المؤسسات التى خلفها هذا الزمن، والتى يرتع بها المثقفون حتى اليوم، ويخشون عليها بشدة من زمن الإخوان.