د. خالد سعيد

قاتل الله من بات ديوثاً

الإثنين، 04 فبراير 2013 12:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت قد كتبت مقالة عن أختنا المحترمة التى انتهكها العسكر فى ميدان التحرير أواخر عام 2011م بعنوان: "هى والأربعين ديوثاً" وكم كان قلبى يتمزق أن تنتهك حرائر مصر وبنات البلد بيد عساكرها وحماتها الافتراضيين.

لم أدر حقاً ماذا حدث لى عندما علمت بانتهاك أكثر من 24 فتاة وامرأة مصرية فى أشرف وأعز ميادين مصر على يد طغمة فاسدة مجرمة ملوثة أرادت أن تلوث شرف مصر فى أعز ما تملك وهو ميدانها، لا أدرى حقاً هل فقد الناس كل المعانى الإنسانية التى جبلت عليها الجماعة البشرية، حتى تلك التى تحلت بها الجاهلية الأولى؟!

لقد أصابنى شعور عجيب ومخزى مازال يلاحقنى حتى الآن يوجعنى ويؤلمنى ويؤنب ضميرى ويهين كرامتى.

وكلمات بعيدة تأتى مسرعة لتصدمنى، حادة كأسنان الرماح، ثقيلة كأطنان الجبال، كلمات كأنها قيلت فى مصر وما يحدث فى مصر وما يراد بمصر.
ثم فى مصر لأسراراً عجاباً *ـ*ـ* ليس سراً بعدما فضوا الحجابا
كما وألحت على سؤالات ملحة ومخزية وفاضحة وكاشفة..ملحة لعجالة الحدث وفداحته، ومخزية لتعلقها بالعرض والعار الذى لحق به، وفاضحة لرؤية العالم كله لها، وكاشفة لأنها كشفت رذالة الأخلاق وانحطاطها قبل أن تكشف جسد هاتيك البريئات اللاتى انتهكت عفتهن وديست كرامتهن.

غاب عن الميدان كثير من شبابه الثائر من كافة التيارات، ومن حضر من شرفاء الكتلة السياسية السائلة والمعارِضة لمرسى وسياسته؛ لم يرد أو لم يستطع أن يتصدى للمتحرشين والمغتصبين الذى لم يغتصبوا فقط بنات البلد وإنما اغتصبوا ميدانها واغتصبوا ثورتها.

أيا ثوار مصر الأحرار.. أمن أجل هذا ثُرتم وقُتلتم وأُصبتم وفقدتم أحبائكم وأعينكم؟
أمن أجل خصومتكم مع الإخوان أو حتى مع التيار الإسلامى كله تقبلون بمثل هذا؟

وقد سمعت متحدثة باسم مجموعة "ضد التحرش" وهى تعرب عن إصرارها على مواصلة نزول البنات للميدان رغم ما يحدث وتطالب رجال مصر وشبابها الشرفاء أن ينزلوا ليحميهن مما يحدث لهن، وأحب أن أقول لها: لا تنزلى ولا ينزلن يا أختاه حتى يوجد من الرجال من يحميكن أو تكشفن بغيابكن ورقة التوت عن المسئول عما يحدث لكن وعن إطلاق الكلاب المسعورة لتنهش شرفكن ولحومكن.
.
وإياكم هنا وإياى وأيا من كان أن يلوم لائم تلكم الحرائر لنزولهن الميدان فقد نزلن من أجل ما يرونه حقاً فإياكم ولوم الضحية وترك الجلاد.

وللكتلة الإسلامية الصامتة منذ فترة طويلة أقول: إن كان من مليونيات للشريعة فلتكن اليوم من أجل العرض والشرف فلا شريعة بلا عرض ولا شرف.

أما من نصبوا سرادق العزاء من أجل الرجل المسحول بينما لم يطرف لهم جفن من أجل شرف بنات مصر ـ ربما لأنهم لا يعرفون معنى الشرف ـ يتوجه السؤال: مالكم كيف تحكمون؟ أمن أجل أنكم ظننتم أنكم وجدتم ضالتكم التى ستهيج الجماهير وبغيتكم فى تكريس العداء لمرسى رحتم تتنادون يا لعذابات المصريين!! ألا تتباكون إن لم تبكوا من أجل كرامتكم ورجولتكم الغائبة التى مرغها البلطجية والمجرمون ممن أدخلتموهم ميدان الشرف والكرامة والحرية فى الوحل ولم ينبس واحدكم بكلمة واحدة؟! أم أن هذه الوقائع ستسقطكم أنتم من حساب الأخلاق وربما من حساب الوطن كله؟!

ولكننى أراهن ها هنا على وعى الشعب العظيم الذى يصبر طويلاً ثم ينتفض، ولكنه لا ينتفض فقط على حكامه أو محتليه كما فعل بمبارك وفاروق ونابليون وغيرهم؛ وإنما ينتفض أيضاً على خائنيه والمتاجرين بعزته وكرامته وشرفه، ولذا أجدنى هنا أقول ما قال سفاح بنى أمية الحجاج الثقفى ـ وهو ليس من أهل مصر ـ فيكم يا من لا تستحقون هذا الشرف ويا أعق أبنائها: "واتق فيهم ثلاثاً نساءهم وأرضهم ودينهم واعرف والزم أنهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله"‏.‏
يا خسارة عليك يا مصر أبكيك وأبكى ثورتك وشرفك وكبرياءك بدلاً من الدموع الدم.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*المتحدث باسم الجبهة السلفية





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة