أحدثت الدعوة التى وجهها أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض لرئيس سوريا بشار الأسد، إلى الحوار، حالة من الجدل المتصاعد داخل المعارضة السورية، خاصة تلك التى أبدت رفضا قاطعا للحوار مع النظام الأسدى، ففى حين تحدثت تقارير عن حالة غضب شديدة انتابت أعضاء الائتلاف من مبادرة معاذ، حاول آخرون التقليل من أهمية دعوة الخطيب كونها مبادرة شخصية ولا تعبر عن موقف الائتلاف.
وطالب أحمد معاذ الخطيب اليوم الاثنين، النظام السورى، بـ"موقف واضح" من موضوع الحوار لحل الأزمة فى سوريا، وأكد فى مداخلة مع قناة الجزيرة الفضائية أنه "يمد اليد" لنظام الرئيس بشار الأسد، متوجها إليه مباشرة بكلمات مختارة وبعيدة عن التشنج ليدعوه إلى "التساعد من أجل مصلحة الشعب"، وقال "الآن النظام عليه أن يتخذ موقفا واضحا نحن نقول سنمد أيدينا من أجل مصلحة الشعب، ونساعد النظام على الرحيل بسلام المبادرة الآن عند النظام، أما أن يقول كمبدأ نعم أو لا، ووقتها لكل حادث حديث".
وأضاف الخطيب "أنا أقول لك يا دكتور بشار هذه البلد معرضة للخطر الشديد، ابتعد عن توحشك ولو قليلا، قبل أن تنام انظر فى عيون أطفالك، وسيعود لك جزء من إنسانيتك، وسنجد حلا".
وسبق للخطيب أن أعلن فى 30 يناير الماضى استعداده المشروط "للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام"، وهو ما رد عليه الائتلاف ببيان قال فيه إن الهيئة السياسية للائتلاف أكدت التمسك بوثيقته التأسيسية، والتى تنص صراحة على أن أى مفاوضات أو حوار لن يكون إلا على رحيل النظام بكافة مرتكزاته وأركانه.
من جانبه قال هيثم المالح عضو الائتلاف إن ما طرحه الخطيب هى وجهة نظر تخص "الشيخ معاذ الخطيب" لكنها غير ملزمة للائتلاف، مشيرا إلى أن "الخطيب أطلق هذه المبادرة بهدف تحريك المياه الراكدة فى الثورة السورية، خاصة بعد حالة الجمود التى أصابت الموقف الدولى تجاه الثورة، فهو أراد منه تحريك الرأى العام العالمى، وأعتقد أنها لن تلقى أى رد فعل إيجابى من العصابة الحاكمة فى سوريا التى ليس لها طريق سوى طريق القتل وتدمير البلد".
وقال المالح "نحن غير ملزمين داخل الائتلاف بهذه المبادرة، وسبق وأصدرنا بيانا من الهيئة السياسية رحبنا فيها بأى مبادرة تنهى شلال الدم، لكننا لن نعفى هذا النظام القاتل مما ارتكبه من جرائم ضد الشعب".
وقال المالح فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" إن "الجامعة العربية سبق أن أطلقت مبادرات للحوار مع الأسد ووقعت مع نظامه البروتوكول العربى، ثم جاء كوفى عنان وأطلق مبادرة أخرى ومن بعده الأخضر الإبراهيمى، ووافقت المعارضة على كل هذه المبادرات لكن لم يلتزم الأسد بأى منها"، مضيفا "عندما التقيت الإبراهيمى قبل زيارته الأولى لدمشق قلت له إننى أتمنى له النجاح لكن الطريق مغلق من جانب النظام السورى، فنحن الآن لدينا أكثر من 100 ألف شهيد وخمسة آلاف طفل مقتول و3500 حالة اغتصاب ومليونى مهجر داخل سوريا ومليون لاجئ خارجها، كما أن النظام يقوم الآن بحملة تجويع داخل سوريا باستهداف المخابز ومحطات البنزين، لذلك فإن الحرب التى يشنها النظام تستهدف الشعب لتدمير المجتمع والدولة السورية".
وحول موقف الائتلاف إذا ما قبل الأسد مبادرة الخطيب، قال المالح إن "هذه مسألة تعود للائتلاف بشكل عام، ولا تخضع لرأيى الشخصى، لكن بالنسبة لى فإننى لا أعتقد أن هناك بادرة أمل من النظام لإنهاء الحالة المستعصية بسوريا".
ونفى المالح أن تسبب هذه المبادرة انقساماً داخل المعارضة السورية التى ترفض مبدأ الحوار مع الأسد، وقال "هذه وجهات نظر نحترمها، وسندعو الائتلاف للاجتماع لبحث هذه المبادرة".
وسبق أن أحدث الخطيب جدلًا داخل المعارضة السورية بعد اجتماعه أمس الأول السبت مع وزير خارجية إيران على أكبر صالحى بمدينة ميونخ الألمانية على هامش مشاركتهما بمؤتمر المعهد الألمانى للسياسة الخارجية.
وفور هذا اللقاء ترشحت أنباء عن تخطيط عدد من أعضاء الائتلاف للاستقالة، لكن عبد الباسط سيدا، عضو الائتلاف نفى ذلك، وقال "لم يحدث انقلاب مطلقاً على شرعية زعيم الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة السورية الشيخ معاذ الخطيب؛ بسبب لقائه وزير الخارجية الإيرانى"، مضيفا "أؤكد للجميع وحدة صفوف المعارضة السورية وعدم حدوث أية انشقاقات فى صفوف الائتلاف".
انقسام سورى حول مبادرة رئيس "الائتلاف الوطنى السورى" للحوار مع الأسد.. أعضاء يهددون بالانقلاب على الخطيب.. والمالح يعتبرها "وجهة نظر شخصية" هدفها تحريك المياه الراكدة.. ويؤكد: بشار لن يقبلها
الإثنين، 04 فبراير 2013 08:32 م