العنف الجنسى ضد المتظاهرات.. بدأه مبارك فى 2005 وأكمله "العسكرى" بفحص العذرية.. و عهد "الإخوان" يشهد موجات التحرش الجماعى.. والمنظمات الحقوقية: محاولة منظمة لكسر النساء

الإثنين، 04 فبراير 2013 11:39 ص
العنف الجنسى ضد المتظاهرات.. بدأه مبارك فى 2005 وأكمله "العسكرى" بفحص العذرية.. و عهد "الإخوان" يشهد موجات التحرش الجماعى.. والمنظمات الحقوقية: محاولة منظمة لكسر النساء التحرش الجماعى فى المظاهرات - أرشيفية
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتوقف مسلسل العنف الجنسى ضد المتظاهرات، منذ بدأه الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك فى 2005، ومن بعده حفلات التحرش فى التظاهرات والأعياد ومناطق التجمع والازدحام، وصولا لتعرض الفتيات المعتصمات فى التحرير يوم 9 مارس 2011 للفحص الجبرى للعذرية فى السجن الحربى، على أيدى المجلس العسكرى، واستكمل المشهد فى يونيو ويوليو 2012 حين تم سحل الفتيات فى محيط التحرير، والاعتداء عليهن بالضرب بالأحزمة ليتطور المشهد فى ظل حكم جماعة الإخوان، واستكمال حزب الحرية والعدالة لنفس نهج الحزب الوطنى، لتشهد احتفالات يومى 25 و26 يناير 2013 الاعتداء على الفتيات بأعداد وصلت من 20 إلى 23 حالة تحرش، وتم هتك أعراضهن واغتصابهن واستخدم السلاح الأبيض فى التهديد، وحالات تم طعنها بالأسلحة البيضاء.

"اليوم السابع" يفتح ملف العنف الجنسى على نساء مصر بيد السلطة مع المنظمات النسائية الحقوقية، ورصد لحالات التحرش وموقف السياسيين والحقوقيين من جرائم الاعتداء على النساء، حيث واجهت نساء مصر فى الذكرى الثانية للثورة المصرية موجة عنيفة من الاعتداء الجنسى والجسدى لمنعها من المشاركة فى المظاهرات، بدأت بشكل ممنهج من الجمعة الموافق ٢٥ يناير ٢٠١٣، وما زالت حلقاته مستمرة تحت سمع وبصر الجميع.
وتصف الدكتورة داليا عبد الحميد مديرة البرنامج النوعى الاجتماعى وحقوق النساء فى المبادرة المصرية للدفاع عن الحقوق الشخصية، السيناريو الكامل لعمليات الاعتداء على الفتيات، قائلة "إن حالات الاعتداء الجنسى تقع فى أطراف ميدان التحرير، حيث يقوم الجناة عادة بتشكيل حلقة حول الضحية، ويبدأون عملية التحرش بها واستدراجها خارج الميدان، بعد أن يقسموا الأدوار فى ما بينهم، ثم يتولى البعض عملية استدراج الضحية، والانقضاض عليها، بينما تتولى مجموعة أخرى منهم عملية خداع الجماهير أو من يحاول إنقاذ الضحية، عبر إيهامهم بأن تلك الفتاة من الفلول وأنها تشتم شباب الثورة، أو أنها سارقة أو أنها تبيع المخدرات، أو تحمل حول وسطها حزاما ناسفا، فينفض الناس من حولها، ولا يستمعون إلى استغاثاتها، وفى حالة إصرار بعض الشباب على إنقاذها، يتم التعدى عليهم بالأسلحة البيضاء".

وأكدت ماجدة عدلى مديرة مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب والعنف، "أن نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك كان يدفع للبلطجية للاعتداء على الرجال وللتحرش بالسيدات المشاركات فى المظاهرات، ولا تزال هذه الممارسات تتكرر حتى اليوم، وأعتقد أن هناك من يدفع لهؤلاء البلطجية للقيام بذلك "وفسرت عدلى ما يحدث بأنه محاولة لكسر استمرار النساء المصريات فى النضال من أجل تحقيق مطالب ثورة يناير، وأن هناك مجموعات منظمه بدأت فى استخدام سلاح العنف الجنسى ضد النساء من السب والتحرش إلى الاغتصاب والاغتصاب الجماعى والتشويه الجنسى والشروع فى القتل. واستكرت عدلى هدف القائمون على تلك المهام الدنسة وهو المراهنة على أن الوصمة الاجتماعية ستمنع النساء من التحدث علنا، ويراهنون على تواطؤ الأجهزة وامتناعها عن القيام بدورها فى حماية المتظاهرين، ويراهنون أيضا على أن الخوف على "سمعة الميدان" ستجعل الكثير من السياسيين إلى الصمت ويراهنون على أن القوى التى ترى فى النساء مجرد عورة ستغض الطرف أيضا لأن ما يحدث يصب لصالح تصوراتهم عن النساء، وأعلنت عدلى تحدى كل النساء المصريات اللاتى قررن الحديث ووضع كل القوى أمام مسئولياتهم فى مواجهة هذه الممارسات القمعية المهينة ليس فقط للنساء ولكن لكسر إرادة الشعب المصرى كله، الذى اتسمت مليونياته قبل سقوط نظام مبارك باحترام النساء ولم تشهد أيام الثورة المصرية حادثة تحرش واحدة تجاه أى امرأة.

واتفقت انتصار السعيد مديرة مركز القاهرة للتنمية، مع عدلى حول أن ما يتم فى ميدان التحرير وميادين مصر كلها هو تحرش ممنهج، يهدف إلى تخويف البنات وإقصائهن من المشاركة فى المظاهرات، مؤكدة أن المنظمات الحقوقية والنسائية تقوم الآن بتوثيق شهادات الفتيات اللائى تم الاعتداء عليهن لرفع دعوى جماعية بأسمائهن، وأشارت السعيد إلى شهادات الفتيات اللائى تعرضن للاعتداء الجنسى، والتى تؤكد أن المتحرشين مجموعات محترفة، تقوم بنفس الخطوات مع كل فتاة من خلال التجمهر حولها، والإصرار على تجريدها من ملابسها، وإذا حاولت الاستغاثة بشخص فى المكان تتفاجأ أنه معهم، ويستهدف التحرش الجماعى الفتيات المشاركات فى الثورة بصفة عامة، سواء كن ناشطات سياسيات أو مجرد فتيات عادية تشارك لأول مرة فى المسيرة، وأن هذه الظاهرة زادت بشكل كبير بعد الثورة فى ظل حكم التيار الإسلامى، وشددت أنها لا تعرف إذا كان خلف هذه الظاهرة النظام السياسى أم بلطجية الداخلية، لكن المؤكد أنه يستهدف ترويع الفتيات وإقصاءهن من المشاركة.

فيما أوضحت الناشطة السياسية والحقوقية ندا القصاص، أن ظاهرة التحرش بالفتيات فى ميدان التحرير تظهر عقب المليونيات التى لا يشارك فيها التيار الإسلامى بنفس الظروف والآليات، وغير طبيعى أن تتكرر الصدفة، بما يؤكد أن هذه الظاهرة مقصودة لإرهاب المشاركات فى المظاهرات، وطالبت القصاص بعلاج أسباب المشكلة وليس أعراضها، من خلال التدخل الأمنى لإحكام السيطرة على المتحرشين، وبالعلاج النفسى والاقتصادى لطبيعة المتحرش، والذى عادة ما ينتقم من المجتمع من خلال نسائه، باعتبار أن المرأة تمثل شرف المجتمع.

أما عبد المنعم عبد المقصود رئيس مركز "سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز" فوصفها أنها جريمة أخلاقية وقانونية وإنسانية، تتناقض تماما مع مبادئ وقيم الشعب المصرى الذى ظل صامدا فى ميدان التحرير لمدة 18 يوما، لم نشهد خلالها حالة اغتصاب أو تحرش واحدة، مؤكدا أن تلك الجريمة لا تضر فقط بمسار الثورة المصرية المباركة، وإنما تضر كذلك بسمعة ومكانة مصر ما بعد الثورة، فالشعب المصرى معروف بتدينه وحفاظه على القيم والأعراف والتقاليد الدينية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة