بعد التحرش بالتحرير.. ناشطة لبنانية: الربيع العربى لم يصل للمرأة

قالت الناشطة اللبنانية رويدا مروة، المديرة التنفيذية للمركز الدولى للتنمية والتدريب وحل النزاعات، إن انتشار ظاهرة التحرش الجنسى فى عدد كبير من الدول العربية خاصة فى الدول التى عرفت "ربيع" الساحات والميادين والشوارع والجوامع والكنائس وعاشت ربيعاً دستورياً وانتخابياً تعكس ظاهرة خطيرة وهى أن "ربيعا" واحدا لم نذق طعمه حتى اليوم وهو ربيع حرية المرأة.

وأضافت مروى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، ليس جديداً تعرض نساء مصر للتحرش الجسدى والمعنوى واللفظى والثقافى حتى منذ أيام النظام السابق بمعنى أن الظاهرة موجودة أصلا وكان الإعلام المحلى والفضائى يضىء عليها، وبالتالى مرفوض القول "ده إللى جانا من حكم الإخوان"، وذلك ليس دفاعا عن حكم الإخوان وإنما تحميلا للإخوان مسئولية علاج مرض خطير ورثه المجتمع المصرى ويتوارثه بسبب غياب الحلول الفعلية الجادة.

وأوضحت مروى أنه طالما أن ميدان التحرير أتى بالطبقة السياسية الحاكمة حاليا فى مصر إلى السلطة فمعناها أن الجيش والأمن والسلطة القضائية والسياسية فى مصر مسئولة عن حماية نساء ورجال الميدان وإن كان الحراك فى الميدان اليوم هو ضد قرارات الرئيس مرسى ذى الخلفية الإخوانية إلا أن واجبه كرئيس هو إصدار قرارات سريعة لمحاربة ظاهرة تنتهك أمهات وأخوات وبنات وزميلات شعب "مرسى".

وتساءلت، أين هى القوانين التى تعاقب بالسجن والغرامة من يقوم بفعل التحرش الجنسى فى الشارع أو مكان العمل؟ أين هى مراكز الشرطة والخطوط الساخنة المتخصصة لاستقبال شكاوى الفتيات المتحرش بهن أيام المليونيات وفى وقت الأزمات بشكل عام فى بلد التحرش الجنسى فيه وصل إلى درجة سحل وتمزيق ملابس فتاة محجبة وأحيانا منتقبة وهى واقفة ترفع صوتها ضد ظلم سياسى أو تطالب بحق اقتصادى لشعبها؟! أين هى خطب يوم الجمعة وعظات يوم الأحد فى الجوامع والكنائس على السّواء لتوعية الشباب أن نساء بلدهم ليسوا عورات مستباحة لهم؟

وشددت مروى على ضرورة توجيه الشعب بكل الوسائل نحو إدانة التحرش، مضيفة: فى بلد مثل مصر يتأثر شبابه بتصريحات رجال الدين لابد أن تخرج علينا فتاوى شرعية تدين بشكل علنى وصريح التحرش الجنسى.. كيف يمكن لرجال الدين أن يفسروا أن أغلب المتحرش بهن فى ميادين وشوارع وساحات مصر هن محجبات ومنقبات؟ تلك الحجة الشهيرة بأن لباس المرأة المغرى وإظهار مفاتنها هو السبب فى إغراء الرجل وجعله يقترب من المرأة، لكن حين تغطى المرأة كامل جسدها ووجهها ومع ذلك نرى تحرشا جماعيا من رجال بفتاة فمعنى ذلك أن الخلل نفسى وعقلى وأخلاقى لدى هؤلاء الرجال!

وقالت، الميدان ميدان الجميع لذلك فإن نزل الشعب للميدان فلا يمكنك أن تضمن أن كل من ينزل هم فئة الناس الواعية التى تريد رفع صوتها بكل سلمية وديمقراطية لممارسة حقها الطبيعى فى التظاهر، علينا أن نتوقع وجود أشخاص يستغلون هذه التجمعات للتحرش خاصة أن البعض يعرف مسبقا أن لا رادع قانونى له أو عقاب.

وحملت مروى الجميع فى مصر مسئولية التحرش بداية السلطة لأنها "ماسكة الأمن بالبلد"، ثم الإعلام ثانيا لخلق توعية، والمراجع الدينية المسئولة عن توعية الناس أخلاقيا لأن الدين معاملة ومجموعة قيم قبل أى شىء آخر.