"الجو العام" لإبراهيم داوود يستوحى فيها من وجوه الآخرين عالمهم الداخلى

الأحد، 03 فبراير 2013 06:12 م
"الجو العام" لإبراهيم داوود يستوحى فيها من وجوه الآخرين عالمهم الداخلى إبراهيم داوود
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بتفاصيل دقيقة رسم إبراهيم داوود خطوط مجموعته القصصية "الجو العام" الحائزة على جائزة ساويرس كأفضل مجموعة لعام 2012 فرع الكبار، والصادرة عن دار ميريت للنشر، حيث اتخذ من وجوه الآخرين مرآة ليعكس ما بداخلهم.

بلغته الشعرية العذبة كتب عمله السردى الأول فكان مصدر سعادة له أن يكون شاعرا ويحصل على جائزة عن أول عمل سردى، هذا ما قاله فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" عقب حصوله على الجائزة، جاء صوته حزينا على ما يحدث فى الشارع السياسى، ولكن لم يخفِ سعادته بحصوله على الجائزة، متمنيا أن تشهد مصر المرحلة المقبلة حالا أفضل.

تأتى مجموعته معبرة عن تنوع ألوان البشر وأصنافهم، منهم "توفيق" الذى يمكن الذهاب له فى أى وقت، شرط الالتزام بالقوانين التى يدير بها منزله، و"فهمى" الذى يعيش بقلبه وعقله مع ذكرياته فى شقته بشبرا، فيذهب إليها كل يوم أحد ويفتح شبابيكها ويشاهد ألبوم الصور، حيث إنه لم يشعر بالسعادة بعد انتقاله إلى بيت الهرم، وابتعاده عن شبرا بعدما سافر خارج مصر بحثا عن المال، و"إدريس" بطل الحكاية الثامنة عشر، تعتمد مهنته على إتقانه اللهجة الليبية، حيث يستعين به أصحاب الملاهى الليلية بشارع الهرم، وظيفته الأساسية هو رمى "النقطة" بكثرة على الراقصات والمطربين، لـ"تسخين الليلة"، وتشجيع أبناء الكويت والسعودية على مجاراته والتنقيط أكثر منه.

كما تروى نصوصه الثمانى والثلاثين أحلام الموهوبين الذين قذفهم القطار فى باب الحديد ومضى، وعن المثقفين الانتهازيين الذين يملأون الدنيا ضجيجاً ولا يثبتون على مبدأ أبدا، فمثلاً "أحمد" كاتب مسرحى عاش فى العراق فى فترة القطيعة مع مصر، وانخرط فى العمل ضد السادات، وعاد إلى مصر عام 1985، عندما غزت العراق الكويت تحول إلى شخص آخر، وقيل أنه أصبح كويتياً، هاجم صدام والعراق وطالب بالتدخل الأمريكى الفورى، وقف مع وزير الثقافة – يقصد بالوزير فاروق حسنى – فى كل معاركه ضد المثقفين، وقف ضد كل حركات التغيير وسخر منها، ومؤخراً اكتشف أن المستقبل مع الذين يهاجمون ثورة يوليو واليسار الوطنى ويدافعون عن الخصخصة، وأصبح بوقاً لأكثر من رجل أعمال.

لم ينس داود فى كتابه الحديث عن تردى الأحوال فى مصر، عبر ضحايا القرارات الخاطئة، والفساد، فيصف "أبو عماد" بأنه أحد ضحايا الخصخصة، و"سعيد عبد الخاطر" طيب وكريم ونظيف، وربما بسبب هذه الصفات لم يشعر بالسعادة، فلم يقبل التمديد فى مؤسسته التى حاربته لأنه صادق مع نفسه ومع الآخرين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة