ضحكتك يا مصر هى مناية وغايتى
كانت تروى ظمئى وتمحوا فى الآفاق ظلمتى
فما كنت أتخيل يوماً أرى ضحكك ينقضى
وتسكن الدمعة فى ضواحيكى وتؤلم مهجتى
كلما أرى دمعك يحرقنى وتطول غيمتى
وأشعر بأنى سجين لدى وطنى رغم حريتى
فما تجدينه من قسوة قد تُميت حنيتى
وحينما أعجز أن أعيدك تكون نهايتى
نعم يا مصر أشتاق دفئك رغم برودتى
وإن أخطأت يوماً فى حقك فغفرى لى خطيئتى
تشتقين أن أعود إليك فقد طالت غيبتى
أردت أن أعبر بك فُسلبت منى إرادتى
فأنت فى الفؤاد مكانك وأنت رمز كنيتى
لا تبكين وحدك فقد نسيت معك معالم ضحكتى
لما يادمعة مصر أضعتى ملامح بسمتى
فأحتاج لحضنك الدافئ لكى يزيل برودتى
حلماً يراودنى فى نومى وأمام عينى فى يقظتى
أن أراك بلا حزن فأنت حقاً مليكت غايتى
فالموت عندى يهون لتعلو فى السماء بلدتى
أحاول جمع أبنائك فثقيلة جداً خطوتى
لن أكون عبئاً عليك فبدونك تضيع هويتى
لن أموت يا مصر حزناً فالحرية هى رسالتى
فلا تبكين اليوم خوفاً فهذا يشعل لوعتى
فأرى حزناً لم أره من قبل فالتاريخ ألغى روايتى
قولى فأنا ابنك وهكذا تقول شهادتى
لما هذا الحزن العميق فالمحن مثل محنتى
فقد مررت بأزمات فما بالك أزمتى
فكم من دماء سالت لعدوك لتكسبينى حريتى
قالت ألم تعلم لما النار تحرق مهجتى
فأسكب دماً ليس دمعاً فرغم وجودك أشعر وحدتى
أأن اليوم من واقع دماً بينكم ما كان بيدى
فأراكم اليوم تمزقون بعضاً يا ويلتى يا ويلتى
وتسألنى لما يكن الدمع هو من يسبق فرحتى
الدماء بينكم تسيل وتتعجب لما أسكب دمعتى
فأنتم لستوا أبنائى وأخشى تكونوا علتى
فإن كنت وليدى فقل بالله عليك لما نسيت تربيتى
فلن أسامحك أبداً حتى تزيح عنى ظلمتى
تقول سأزيل عنك وأنا قد فارقت أخوتى
فالفرقة تكوينى وتزيد مصيبتى
قد مات أبناء اليوم وأنتظر ولادة ثورتى
فأنت لست ابنى يا من تخيب فيك رجوتى
فأنتظر يوماً ابنى الآتى برغم تعثر ولادتى
علم مصر