د.عبد الجواد حجاب يكتب: الخلاف أنواع

الخميس، 28 فبراير 2013 10:09 م
 د.عبد الجواد حجاب يكتب: الخلاف أنواع حرب شوارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 الخلاف سنة كونية يعيش فيه وبه البشر منذ خلق الله آدم واختلف قابيل وهابيل. الخلاف سنة بشرية يعيشها العالم كل يوم، وفى كل مكان وفى كل زمان.

تنوع الاجتهادات شىء طبيعى لا غرابة فيه، أما الإجماع فهو من الأمور شبه المستحيلة لتنوع العقول والمدارك وتغير المكان وتغير الزمان.

بالرغم من حتمية الخلاف إلا أن توحيد الكلمة وجمع الصف والبعد عن التنازع فريضة شرعية وضرورة وطنية يجب أن يسعى لها الجميع.

الخلاف فى أمور الشريعة مقبول ويقره الدين والخلاف فى الأمور السياسية مقبول والخلاف فى المناهج الإصلاحية والبرامج الحزبية مقبول.. هذا الخلاف فيه رحمة وسعة لنا جميعا.

بعض الخلاف شر لا يقبله عاقل وخاصة الخلاف الناتج عن الغرور والمؤدى إلى الإقصاء والتهميش واحتقار الآخرين الخلاف الناتج عن الحرص على الزعامة،  الخلاف الناتج عن سوء الظن واتهام الآخر، وكذلك الخلاف الناتج عن اتباع الهوى أو قلة العلم وعدم التثبت من الشائعات الكاذبة والمغرضة كل ذلك الخلاف مذموم وغير مقبول.

 

إدارة أى خلاف مقبول له آليات تحتم تقبل الآخر والاستماع له وتحتم الحوار البناء ووضع الحكماء كلمات تعبر عن كيفية إدارة أى خلاف على أساس أن كلامى صحيح يحتل الخطأ وكلامك خطأ يحتمل أن يكون صحيحا. فى فقه الخلاف لا يمكن لأحد أن يمتلك الحقيقة كاملة وحده.

فى فقه الخلاف فهمنا للأمور لا يحمل قدسية الوحى. فى فقه الخلاف الخلاف لا يفسد للود قضية.

بعد حروب دامية تعلم الغرب فقه الخلاف ومعنى الديموقراطية فأصبحوا أسياد العالم وارتقوا بحضارتهم. فى الشرق فى لبنان حرب أهلية أربعة عشر عاما علمتهم معنى الخلاف، التعايش والديموقراطية. حتى فى إسرائيل ديموقراطية تحترم إرادة الشعب وإن كانت عنصرية.

علمنا الله الشورى والديموقراطية لإدارة الخلاف دون تنازع أو عنف أو احتراب. بثورتنا الشعبية والسلمية منحنا الله الحرية والديموقراطية وقبلنا بها جميعا شعبا وجيشا لإدارة الخلافات بالطرق والوسائل الديموقراطية.

اليوم ما أحوجنا فى مصر التى مازالت تعيش فى نفق الثورة الطويل ما أحوجنا إلى العمل بآليات الديموقراطية والاعتقاد فيها كوسيلة سلمية وحضارية للتنافس على السلطة وإدارة توزيع الثروة. اليوم ما أحوجنا إلى احترام إرادة الشعب صاحب الرأى الحاسم فى اختيار دستوره ورئيسه وممثليه.

اليوم ما أحوجنا إلى الحراك السلمى والحضارى واحترام حق التظاهر،  ما أحوجنا إلى حياة الشركة والمشاركة ما أحوجنا إلى الاحتكام إلى الشعب لتحديد معالم الطريق واحتياجات الأغلبية مع احترام احتياجات الأقلية.

اليوم ما أحوجنا إلى الحوار واستمرار الحوار ونبذ العنف وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس. اليوم ما أحوجنا لأن نكون سلميين ومتحضرين ونحاصر حاملى المولوتوف والخرطوش وأصحاب الأقنعة.

اليوم لابد من بذل كل الجهد للخروج من نفق الدولة الرخوة الضبابى إلى رحابة مصر القوية المضيئة والخروج من مثلث الفقر والجهل والمرض إلى فضاء الرخاء والعزة.

من على هذا المنبر الحر كتبت ما كتبت فى محاولة يائسة لإقناع البعض بالمشاركة فى الحوار والذهاب إلى صناديق الاقتراع النزيهة ليختار الشعب بكل حرية من يمثله، ليس مهما من هو بل المهم ثقة الشعب فيه. أقول هذا لأن البديل قاس ومؤلم ودموى.

لا حوار لا انتخابات لا تعنى إلا الذهاب إلى الاحتراب فى الشوارع التى يحكمها البلطجية والمجرمون وأطفال الشوارع التى لا تعرف إلا العنف والحرق والقتل. ارحمونا يا سياسيى مصر. عاشت بلادى حرة مستقلة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة