قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إنه على الرغم من محاولات مصر، هذا الأسبوع، إدانة إسرائيل بعد وفاة الأسير الفلسطينى عرفات جرادات، إلا أن القاهرة تحاول الحفاظ على دورها كوسيط تعتمد عليه الولايات المتحدة فى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أنه فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك كانت مصر تتحدث أيضا عن دعم الفلسطينيين، لكنها أبقت على علاقات ناجحة مع إسرائيل خلف الكواليس. ولا يزال الإعلام والشعب فى مصر يعبرون عن آراء سلبية إزاء إسرائيل، والرئيس محمد مرسى يستخدم وسيلة مشابهة لما كان "مبارك" يفعله من حديث ضد إسرائيل علنا دون أن يخاطر بالمصالح الكبرى لبلاده.
ومن الناحية الإيديولوجية، تتابع الصحيفة، فإن "مرسى" ملتزم بتدمير إسرائيل، ودعم حماس، وأسلمة المجتمع، والسياسة الخارجية، بطريقة لا تقل طموحا عن القيادة الإسلامية فى تركيا. غير أن الاحتكاك بين إيمان الإخوان المسلمين وحقيقة إدارة مصر فى وضعها المضطرب حاليا أدى إلى ظهور الجانب البراجماتى لدى "مرسى"، وأصبحت تلك البراجماتية هى ما توصف به جماعة الإخوان، خاصة عندما يتم مقارنتها بالجماعات الإرهابية مثل القاعدة.
فقد شرح روكسان إيوبين ومحمد قاسم الزمان، فى كتابهما المشترك عن "قراءات فى الفكر الإسلامى: النصوص والسياقات من البنا إلى بن لادن"، أفكار حسن البنا التى ترى أن الأزمات المتعددة التى تواجه الأمة الإسلامية تتطلب التزاما بالعمل أكثر من الكلمات، والأفعال أكثر من الشعارات، والعملية أكثر من المعرفة النظرية، والوحدة أكثر من المعارضة. ولعل نظام الإخوان المسلمين فى مصر يتبع بولاء نصيحة مؤسسه، ويقوم بما يمكن إنجازه فى ظل الظروف الراهنة، دون أن يتخلى عن هدفه الإيديولوجى على المدى البعيد فى السيطرة على العالم.
وتعليقا على سياسات "مرسى" الخارجية فى هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن بوسمات يفت افشالون، الخبيرة فى مركز بحوث الشرق الأوسط فى جامعة ارييل الإسرائيلية، قولها إن السياسة الخارجية لـ"مرسى" حتى الآن هى نفس ما كانت عليه أيام مبارك مع اختلافات بسيطة، ليس فقط فيما يتعلق بإسرائيل، ولكن إزاء المنطقة كلها.
وترى "أفشالوم" أن مصر تحت حكم مبارك لعبت دور الوسيط الإقليمى الذى تتشاور معه وتدعمه الولايات المتحدة وأوروبا. والآن يحاول "مرسى" أن يجعل مصر وسيطا بين الولايات المتحدة وإيران، ويحافظ على دوره بين إسرائيل والفلسطينيين. وتضيف قائلة إن تركيا اكتسبت القوة فى ظل إدارة أوباما الأمريكية، لأن أوباما استخدم قيادتها كمحاور فى المنطقة.
وتحدث البروفيسور روناين كوهين، الخبير بمركز أبحاث الشرق الأوسط، عما يبدو أنه علاقات دافئة بين مصر وإيران، ويعتقد أن القاهرة تستفيد من هذا بدون أن تمنح طهران أى شئ. وهكذا، وربما يبدو من السطح أن مصر تقترب من إيران لكن فى الواقع هى لا تتخلى عن أى شىء يمكن أن يضر بعلاقاتها مع الغرب وإسرائيل.
ويعتقد الخبير الإسرائيلى أن مصر تنتظر للحصول على المساعدات إما من الغرب أو إيران، وستستفيد فقط من العلاقة مع إيران، وربما تعرض إيران تقديم مساعدات بدلا من المساعدات الغربية، إلا أن مصر ستحصل على المال فى كل الأحوال، والسؤال هو "ممن".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع "حماس"، وصفت الصحيفة الإسرائيلية تلك العلاقات بالغريبة، فبينما "حماس" فرع من جماعة الإخوان إلا أن العلاقات ليست وثيقة بالشكل الذى كان متوقعا، وتحدثت عن إغراق أنفاق التهريب بين مصر وغزة مؤخرا، وهو ما علق عليه عبد البارى عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس اللندنية، قائلا إنه لا ينبغى أن تستسلم حكومة مرسى للضغوط الإسرائيلية لإغلاق الأنفاق، مشيرا إلى أن مبارك لم يسلك أبدا مسك مرسى فى إغلاق الأنفاق تماما رغم العداء بينه وبين حماس.
وقالت يفت افشالون إن مرسى أظهر ضبطا للنفس خلال العملية العسكرية الأخيرة فى غزة فى نوفمبر الماضى، فلم يتم عرض أى مساعدة لحماس. والنقطة الرئيسية فى فهم سياسة مرسى الخارجية هى أن الإخوان المسلمين محاصرون لأنهم لا يستطيعون إجراء أى تغييرات حقيقية فى ظل الظروف الراهنة.
وأحد الأسباب الرئيسية هو الصعوبات الاقتصادية، مما أدى إلى طلب المساعدات الدولية، حسبما تقول الصحيفة. فضلا عن ذلك فإن شروط المساعدة تتطلب تخفيضات فى الميزانية، ولا يمكن أن تقوم حكومة بذلك وتبقى.
إلى جانب هذا، فإن اعتماد مرسى على الأمن يعنى أنه لا يستطيع قطع الدعم لأن الاضطراب الذى سينجم عن هذا يمكن أن يزعج الجيش أيضا.
وخلاصة القول بالنسبة لإسرائيل، كما تقول يفت افشالوم، هو أنها تحتاج إلى التخلص من نموذجها القديم. فبينما لا يوجد خطر بالحرب الآن، إلا أن مصر يمكن أن تزعجها بطرق أخرى مثل الاستقبال الدافئ للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد خلال زيارته لمصر مؤخرا، والدعم العلنى لحماس والفلسطينيين، ورفض الحديث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.
وختمت "جيروزاليم بوست" تحليلها بالقول: كلما كان مرسى مشغولا بالقضايا الداخلية، كلما كان أمام إسرائيل وقت أطول للاستعداد لصراعات محتملة فى المستقبل مع جارتها.
"جيروزاليم بوست": سياسة مصر تجاه إسرائيل لم تتغير.. و"مرسى" يتحدث ضدها علنًا دون مخاطرة بمصالح البلاد.. خبراء إسرائيليون: القاهرة لن تتخلى عن أى شىء يضر علاقتها بالغرب رغم التقارب "الظاهرى" مع إيران
الخميس، 28 فبراير 2013 11:07 ص
محمد مرسى وأحمدى نجاد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حسن الجنايني
القنبلة النووية المصرية
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
دعوة لعمل توكيلات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد
عدد الردود 0
بواسطة:
m.m
سياسة مصر الخارجية