باحث أمريكى: الإخوان والولايات المتحدة مضطران للتعامل مع بعضهما.. ناثان براون لـ"ليوم السابع": "كيرى" سيؤكد لمصر التزام واشنطن بالديمقراطية.. والمعارضة ستستمر خسارتها حتى تتعلم بناء قاعدة انتخابية

الخميس، 28 فبراير 2013 12:10 م
باحث أمريكى: الإخوان والولايات المتحدة مضطران للتعامل مع بعضهما.. ناثان براون لـ"ليوم السابع": "كيرى" سيؤكد لمصر التزام واشنطن بالديمقراطية.. والمعارضة ستستمر خسارتها حتى تتعلم بناء قاعدة انتخابية باراك أوباما ومحمد مرسى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد ناثان براون، الباحث الأمريكى بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة، بداية مارس المقبل، ستشمل التأكيد على التزامات الإدارة الأمريكية بالديمقراطية للشعب المصرى، مشيرا إلى أنه يعتبر جولة "كيرى" الشرق أوسطية عبارة عن جولة تمهيدية لوظيفته، مضيفا "لا أرى أى مؤشر على وجود هدف بعينه".

وحول ما إذا كان استمرار العنف والاضطرابات فى الشوارع المصرية سيدفع "كيرى" لاستخدام لهجة صارمة مع الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أثناء لقائهما، خاصة مع انتقاد كثيرين لوضع المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، ومع التصريحات الأخيرة للسفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، والتى حملت تغيرا فى لهجة الإدارة الأمريكية تجاه الأوضاع فى مصر، قال "براون" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، عبر البريد الإلكترونى، إنه "بعد ثورة 25 يناير، أدرك كل من الإخوان المسلمين والولايات المتحدة أنهما مضطران للتعامل مع بعضهما البعض، سواء أرادا ذلك أو رفضاه. وحقيقة الأمر، لم يرغب أى منهما فى التعامل مع الآخر، ولكنهما فهما أنه أمر ضرورى"، واستبعد "براون" وجود صفقة سرية بينهما، ولكنه اعتراف من جانب الولايات المتحدة بأن احترام اختيارات الناخبين المصريين معناه التعامل مع الإخوان المسلمين.

وأضاف "براون" أن هناك بعض التوتر بين القاهرة وواشنطن بشأن بعض القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، ولكن، بوجه عام، الولايات المتحدة والقيادة المصرية الجديدة لديهما علاقة عمل جيدة.

أما عن السياسة الداخلية، قال الأستاذ بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، إن الولايات المتحدة لديها مخاوف، أغلبها متعلقة بالاستقرار وبعضها متعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن على ما يبدو لم تعلن واشنطن عن تحفظاتها لسببين، الأول، لأنها لا تريد أن يتم اتهامها بالتدخل فى الشئون الداخلية، ثانيا، لأنها لم تكن تريد للمعارضة المصرية أن تعتمد عليها بدلا من التوجه إلى الشعب المصرى للحصول على الدعم.

وأضاف أن تبنى هذا النهج كان سليما، ولكنه ساهم فى شعور المعارضة بالتعرض للخيانة، بينما زاد شعور الرئاسة بالاطمئنان وعدم القلق بشأن الانتقاد الدولى. والولايات المتحدة تحاول التعرف على كيفية وإلى أى مدى يمكنها توجيه الانتقاد إلى المشهد العام. وتوقع تبنى نهج أكثر قوة بصورة علنية من قبل الولايات المتحدة كنتيجة ذلك.

وعن حقوق الأقليات ووضع المرأة وعما إذا كانت هذه الموضوعات ستتصدر أجندة مباحثات "كيرى" فى القاهرة، باعتبارها موضوعات للنقاش، قال "بروان" إن حقوق المرأة كانت أولوية بالنسبة لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، و"أعتقد أنها ستكون كذلك بالنسبة لكيرى، ولكننا لا نعرف ما إذا كانت ستحتل نفس الأهمية. وأعتقد أن قضية التحرش الجنسى، ودور المرأة السياسى، سيكونان ضمن المناقشات الثنائية بين القاهرة وواشنطن، ولكن لا أعرف ما إذا كان سيطرحهما كيرى، ولكن أغلب الظن سيشمل الحديث الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا يمكن التنبؤ بأى قضية ستلقى الاهتمام الأكبر".

واستبعد من ناحية أخرى، الباحث الأمريكى، أن يكون توقيت زيارة "كيرى" لمصر دافعه التصدى للنفوذ الإيرانى، وتقويض إمكانية إنشاء تحالف بين القاهرة وطهران، خاصة بعد زيارة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد لمصر. وأشار إلى أن هناك مخاوف أمريكية حيال دور أحمدى نجاد الإقليمى، وبالطبع لدى الولايات المتحدة تساؤلات عن استقباله فى مصر، و"لكن على ما يبدو يستطيع أحمدى نجاد تقويض دوره الإقليمى دون مساعدة من الولايات المتحدة"، على حد قوله.

وعن الانتخابات البرلمانية، وكيف سيصوت المصريون، ومن سيحصد الأصوات الأكثر، الإسلاميون أم المعارضة، قال الباحث الأمريكى: إنه من الصعب التنبؤ بما سيحدث نظرا لأن الانتخابات التنافسية والحقيقية أمر جديد على المصريين، وكل جولة انتخابية شاهدناها كانت مختلفة عن الأخرى. ولكن لا أعتقد أن حصة الإسلاميين ستقل كثيرا، فرغم أنهم فقدوا بعضًا من شعبيتهم، إلا أن أحدًا لم يستطع كسب هذه الشعبية. وبوجه عام، أتوقع أن تقل نسبة التصويت بصورة تؤثر على كل من غير الإسلاميين والإسلاميين على حد سواء، مشيرا إلى وجود احتمالية أن تتم إعادة توزيع الأصوات داخل معسكر الإسلاميين، ويخشى حزب الحرية والعدالة أن يخسر جزءًا من أصواته للسفليين والمستقلين.

وتحدث "براون" عن المعارضة المصرية وقال إن "عدم وحدتهم لا يعد سوى جزء من مشكلتهم، فهم لم يفعلوا الكثير ليبنوا قاعدة شعبية لهم. والسبب فى خسارتهم للانتخابات هو عدم وجود أصوات كثيرة تنتخبهم، وحتى يتعلموا بناء قاعدة انتخابية، هذا سيستمر فى الحدوث".

أما عن الأزمة السياسية فى سوريا، فاستبعد "بروان" قرب حلها، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس أوباما تأخذ خطوات صغيرة من أجل الحصول على دور أقوى، ولكن لا يوجد قرار حاسم فى أى وقت قريب.

وأشار "براون" إلى أن "كيرى" متمرس بالسياسة الخارجية، ولديه خبرة كبيرة فى هذا المجال، وكان أحد أبرز أعضاء مجلس الشيوخ فى مجال السياسة الخارجية، ويسافر بشكل مكثف، وكان قريبا من الرئيس الأمريكى باراك أوباما طوال الأربعة أعوام المنصرمة فى هذا المجال. ولكنه لا يزال جديدا فى وظيفة وزير الخارجية.

وأكد "براون" أن الرئيس الأمريكى فى اتصال هاتفى مع الرئيس مرسى قال إن "كيرى" سيلتقى بقيادات الحكومة والمعارضة وأعضاء المجتمع المدنى، وسيؤكد على حاجة كل المصريين إلى العمل معا لبناء ديمقراطيتهم، وتعزيز الاستقرار والازدهار الاقتصادى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة