وأكل آدم من الشجرة.. قصة يومية تتكرر لدى كل إنسان على وجه الأرض وبصفة مستمرة مع الإصرار الغريب على نفس المعصية أو الذنب أو الخطأ البشرى الاجتماعى الإنسانى، بنفس الطريقة أو ربما نأكل من نفس الشجرة "المحرمة" علينا ولكن بشهية مفتوحة ونجد اللذة فيها أكثر من الأيام السابقة، علما بأنها ليست شجرة الخلد أو سبب الملك أو التمكين، والجميع متيقن أن الشجرة الملعونة سوف تخرجه من الجنة، وستكون سببا رئيسيا فى تعاسة أبدية، وسيحاسب حتما على الخطيئة، ولا يجد لنفسه أى مبرر أو مخرج سوى اللجوء لمرارة ثمارها وتذوقها كل حين.
أبو البشر آدم عليه السلام أكل من الشجرة بعد أن وسوس له الشيطان، وساعدته أمنا حواء، وكان العقاب الفورى من الله بطردهما من الجنة وظهور سوءاتهما، فهل نحن نقدم على فعل المعاصى والذنوب والأخطاء يوميا لأننا بنو آدم، ونكرر نفس خطأ أبو البشر عليه السلام الذى استغفر الله فى حينها وعلمه كلمات فتاب عليه، إلا أننا لا نجد فى صدورنا حرجا مما نفعل، فالكذاب يصر على الكذب يوميا وكذلك المرتشى والنمام وشارب الخمر، والمهمل فى عمله والذى يثير الفتن بين زملائه أو فى وطنه، وكثير منا مصممون على نفس الذنب أو الخطأ المهنى، وقليل ما يشعر بالندم إلا أنه لا يقوى على التخلص من عيوبه، ليستيقظ فى اليوم التالى ويترك الجنة، بكل أشجارها وأنهارها وحواريها ليذهب لنفس الشجرة ويأكلها.
لماذا نترك الأرض بما رحبت ولا نرى إلا تلك الشجرة هل لأنها محرمة أو ممنوعة، أو لأننا نطمع أكثر فى مغفرة الرب الرحيم، ويخلد دائما إلى ذهنى بصفة فردية وربما الكثيرين الحديث القائل "لولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لأتى الله بخلق يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم"، ولكنه ليس مبررا لارتكاب المعاصى، أم لأننا اعتدنا على نفس الخطأ، وربما يكون الأصل فى أننا بشر مخطئون وناس اقترن اسمها بالنسيان، ولكنى مللت الشجرة وأعود وأسأل نفسى.. فما بال هذا بتلك؟
ألم يأن الأوان للجميع أن يفعل ما بوسعه للخروج من تلك الدائرة المغلقة، التى لا نجد منها أى استفادة، ألم يحن وقت التغيير، أنا سأرحل حتما بعيدا عن تلك الشجرة، وسأحاول من الآن، أن أعيش فى مكان بعيد وسأجوب كل دروب الحياة هربا منها، لعل الله يهدينى، وسأنتظركم حتما ربما نلتقى فى مكان خارج الجنة الواهية ونخرج من سراب وسرداب المعاناة اليومية....لعل الله يرحمنا.
أحمد حربى يكتب..لماذا يأكل آدم من الشجرة.. يوميا؟
الخميس، 28 فبراير 2013 10:23 ص