الصحف الأمريكية: المأزق الذى يواجهه مرسى فى بورسعيد من صنيعته، مشاكل مصر الاقتصادية لها حلول ممكنة، لكن السياسيين يفشلون فى الوصول إليها..وحوار مرسى أظهر سياسة التصلب والافتقار للخطط
الثلاثاء، 26 فبراير 2013 12:12 م
إعداد ريم عبد الحميد وإنجى مجدى
كريستيان ساينس مونيتور:
مشاكل مصر الاقتصادية لها حلول ممكنة، لكن السياسيين يفشلون فى الوصول إليها
انتقدت الصحيفة فشل السياسيين فى مصر فى مواجهة الانهيار الاقتصادى الذى تشهده البلاد، وقالت إن المشكلات الاقتصادية التى تشهدها مصر لها حلول ممكنة إلا أن السياسيين يفشلون فى الوصول إليها.
وتصف الصحيفة الحال قائلة، بأن اقتصاد مصر لديه مشكلة سياسية، وسياسات مصر لديها مشكلة اقتصادية، والاثنان يغذيان بعضهما البعض بطرق خطيرة وسامة تجعل إصلاح أى منهما أو كليهما أصعب مع كل يوم يمر.
وتحدثت الصحيفة عن الانتخابات البرلمانية التى تم الإعلان عه إجرائها فى إبريل المقبل على أربعة مراحل، وقالت على الناحية النظرية، فإن الانتخابات البرلمانية يمكن أن تساعد فى كسر الجمود الحالى فى البلاد والذى سيطر فيه الرئيس المنتخب محمد مرسى والإخوان المسلمين على كل السلطة الرسمية فى البلاد، لكن هناك جماعات متنوعة وحركات سياسية مختلفة من الاشتراكيين إلى السياسيين العلمانيين الذين يميلون إلى السوق الحر، والذين لا يشاركون فى السلطة، بعض السياسيين المعارضين البارزين مثل محمد البرادعى قد دعوا بالفعل على مقاطعة الانتخابات المقررة فى أواخر إبريل وحتى يونيو.
وحتى لو تم إجراء الانتخابات فى موعدها، فإنها تضمن مزيد من الاضطراب السياسى وعدم اليقين فى منتصف الصيف فى وقت الذى لا يستطيع الاقتصاد المصرى أن يتحمل مع تراجع احتياطى النقد الأجنبى إلى 13.6 مليار دولار عند نهاية يناير بعدما كان 36 مليار دولار عند بداية الثورة قبل عامين، وهذا التراجع بنسبة 62% فى العملة الأجنبية هو من أبسط إجراءات الانهيار فى الاستثمارات المصرية والسياحة والثقة الدولية فى قادة مصر الجدد.
وتطرقت الصحيفة إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، رغم إنفاق مليارات من النقد الأجنبى للعمل على استقراره، وأيضا على واردات الوقود والقمح الذى تقدمه الحكومة مدعما للمستهلكين المحليين، لكن تراجع الجنيه لم يعد ثابتا، فمنذ 13 يناير أصبح انخفاضه أمام الدولار حادا، وهذا خطير لمصر بما أن الكثير من السلع التى يهيمن عليها الدولار مدعومة من حكومة مصرية تحصل على عائداتها بالجنيه. بمعنى آخر، تشترى الحكومة القمح والوقود من الخارج بتكلفة كبيرة وفقا للمعايير المحلية وهو ما يستنزف المزيد من الاحتياطى النقدى الأجنبى، ويجعل المستثمرين أكثر عصبية بشأن احتمالات انهيار الجنيه ويضع مزيدا من الضغوط عليه، وهو نفس تعريف الحلقة المفرغة.
وتحدثت الصحيفة كذلك عن قرض صندوق النقد الدولى الذى تبلغ قيمته 4.8 مليار دولار وتعرقل مفاوضاته فى ظل الاضطراب السياسى، وقالت إن شرط الدعم السياسسى الواسع يعنى أن تكون النخب السياسية والمواطنين مستعدين لقبول آلام مالية من أجل تحقيق الصالح على المدى الطويل. ويريد الصندوق قطع الدعم عن الغذاء والوقود والذى يستهدف الفقراء، ويزيد الضرائب، إلا أن السياسات فى مصر هذا العام شهدت استقطابا حادا بطريقة شلت فكرة التوافق الوطنى تماما بشان أى شىء.
وترى الصحيفة أن أزمة الجنيه ينغى أن توضح أن أى أمال لكى تعبر مصر أزمتها الراهنة يعنى الحاجة على اتخاذ قرارات سريعة، إلا أن النخب السياسية فى البلاد من مرسى لخصومه مثل البرادعى يفقترون إلى المقترحات التى يمكن أن تلبى احتياجات وتطلعات فقراء مصر.
لكن بينما تتحدث الحكومة عن تقنين دعم الخبز ووجود مؤشرات على تراجع مخزون الدولة من القمح، فإن نوبة الغضب الشعبى تزداد، والحكومة المصرية التى تفشل فى إطعام شعبها هى واحدة لن تصمد طويلا، بينما يمكن أو يوفر صندوق النقد الفرصة لالتقاط الأنفاس، فإن الاتفاق بشأن قطع الدعم قبل الانتخابات البرلمانية سيكون كارثيا من الناحية السياسية للإخوان المسلمين. ومع الحديث عن عودة الصندوق مرة أخرى على مصر فى الأيام القادمة إلا أنه لو استمر فى التمسك بالدعم الواسع لهذا الاتفاق، فإنه من الصعب رؤية هذا الاتفاق يتم قبل الانتخابات.
هفنجتون بوست:
المأزق الذى يواجهه مرسى فى بورسعيد من صنيعته
علقت الصحيفة على العصيان المدنى الذى تشهده بورسعيد، وقالت إن الاحتجاجات فى تلك المدينة نجحت فى توحيد اثنين من أبرز المعارضين للحكومة والرئيس وهما العمال ومشجعو كرة القدم "الألتراس".
وقالت الصحيفة إن مرسى واجه تحديا خطيرا لسلطته مع تجاهل المحتجين فى بورسعيد لإعلان الطوارئ الذى أصدره الشهر الماضى فى محافظات القناة الثلاث بعد الأحداث التى شهدتها. ومن المرجح أن يشتعل هذا التحدى خلال الأسابيع القادمة، حيث من المقرر أن تنعقد جلسة للنطق بالحكم فى قضية إستاد بورسعيد بعدما تم إحالة أوراق 21 من المتهمين على المفتى بشأن إعدامهم.
وترى الصحيفة أن المأزق الذى يواجهه مرسى فى بورسعيد هو من صنيعته حتى لو كان ورث حالة التفجر السياسى فى المدينة من الجيش الذى حكم البلاد منذ سقوط مبارك وحتى انتصار مرشح الإخوان فى الرئاسة. وفشله فى القيام ببداية حاسمة برغم صعوبة إصلاح الرمز الأسمى لنظام مبارك وهو الشرطة تتضاعف بحقيقة أن قوات الأمن لا تزال قوة فى حد ذاتها قادرة على أن تستمر فى ممارسات عهد مبارك من التعامل بالقوة مع الاحتجاجات العامة وتنفيذ عمليات اعتقال تعسفى وتعذيب.
من ناحية أخرى، اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الجمع بين العمال والألتراس فى مظاهرة ضد الحكومة يعنى أن بورسعيد قد تشكل الأساس لتعاون حقيقى وليس رمزى بين الطرفين. وكان الألتراس قد تواصلوا مع حركة العمال أثناء احتجاجات قبل عام، لكن الأمر ظل رمزيا.
وهذا التعاون الحقيقى بين العمال والألتراس سيعنى أن مرسى لم يمهد الطريق فقط لظهور ائتلاف نشطاء وضع قدمه ليس من خلال الميديا الاجتماعية ولكن بالمشاركة فى المعارك الصعبة التى أثبتوا فيها أنهم معارضون لا يخشون شيئا، بل إنه سيعقد من جهوده لاستعادة الهدوء وفتح الباب أمام التنمية الاقتصادية بدون الشروع فى إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى حقيقى.
الأسوشيتدبرس
حوار مرسى أظهر سياسة التصلب والافتقار للخطط.. الليثى بدأ وكأنه يلمع الرئيس
قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن الحديث التلفزيونى المسجل الذى أدلى به الرئيس محمد مرسى، هذا الأسبوع، يبدو أنه يهدف لتلميع صورة الرئيس الإسلامى وسط اضطرابات واسعة النطاق قبل الانتخابات البرلمانية التى تبدأ فى أبريل.
وتشير الجريدة إلى أن الحوار أظهر الديناميكية التى اتسمت بها سياسات مصر طوال الاضطرابات السياسية التى هزت البلاد منذ شهور، فحكومة مرسى، المدعومة من الإخوان المسلمين، ترفض تقديم أى تنازلات للمعارضة، كما أنها لم تقدم سوى القليل جدا لحل مشاكل البلاد المتصاعدة.
ولم تستطيع المعارضة إيجاد سبيل قوى للضغط على الرئيس أو توفير البديل، فى حين تتصاعد الاحتجاجات الغاضبة فى الشارع. وقد رفض النقاد تصريحات مرسى التى اعتبروها مجرد تهديد والأسوأ من ذلك أنها تشبه خطابات سلفه الاستبدادى مبارك.
وقد صور مرسى فى لقائه مع الإعلامى عمرو الليثى، الذى أذيع فى الساعات الأولى من صباح الاثنين، المتظاهرين بأنهم مجرمين وبلطجية مما من شأنه أن يعمق الشعور بالعداء فى هذا البلد المستقطب على نحو خطير.
وقال الناشط والمحامى الحقوقى جمال عيد: "لم أعد متفائلا حيال هذه الرئاسة وأخشى من الأيام المقبلة بسبب تصاعد الغضب. فالرئاسة صماء والمعارضة فى حالة يرثى لها والشباب الغاضب بات خارج نطاق السيطرة".
وفى حديثه، لم يضع مرسى، الذى جاء إلى السلطة منذ ثمان أشهر، أى خطوط عريضة لخطط اقتصادية أو استعادة الأمن فى البلاد وسط تزايد انعدام القانون. وبدلا من ذلك، فإنه سعى لإظهار اليد الحازمة والروح الوطنية والزعيم الرحيم الذى يشعر بشعبه.
وعلى غرار الأحاديث الإعلامية التى أجريت مع مبارك، أشارت الأسوشيتدبرس أن عمرو الليثى خلال حواره مع مرسى لم يبد الكثير من التحدى لإجاباته. ففى بعض الأحيان بدا وكأنه يلمع الرئيس و يحثه على إظهار مبادئه وبساطة حياته، لافتا إلى أن مرسى لا يزال يعيش فى شقة إيجار بدلا من قصر الرئاسة وأشار إلى أنه كان من أصحاب الدخل المحدود، كأستاذ فى الجامعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كريستيان ساينس مونيتور:
مشاكل مصر الاقتصادية لها حلول ممكنة، لكن السياسيين يفشلون فى الوصول إليها
انتقدت الصحيفة فشل السياسيين فى مصر فى مواجهة الانهيار الاقتصادى الذى تشهده البلاد، وقالت إن المشكلات الاقتصادية التى تشهدها مصر لها حلول ممكنة إلا أن السياسيين يفشلون فى الوصول إليها.
وتصف الصحيفة الحال قائلة، بأن اقتصاد مصر لديه مشكلة سياسية، وسياسات مصر لديها مشكلة اقتصادية، والاثنان يغذيان بعضهما البعض بطرق خطيرة وسامة تجعل إصلاح أى منهما أو كليهما أصعب مع كل يوم يمر.
وتحدثت الصحيفة عن الانتخابات البرلمانية التى تم الإعلان عه إجرائها فى إبريل المقبل على أربعة مراحل، وقالت على الناحية النظرية، فإن الانتخابات البرلمانية يمكن أن تساعد فى كسر الجمود الحالى فى البلاد والذى سيطر فيه الرئيس المنتخب محمد مرسى والإخوان المسلمين على كل السلطة الرسمية فى البلاد، لكن هناك جماعات متنوعة وحركات سياسية مختلفة من الاشتراكيين إلى السياسيين العلمانيين الذين يميلون إلى السوق الحر، والذين لا يشاركون فى السلطة، بعض السياسيين المعارضين البارزين مثل محمد البرادعى قد دعوا بالفعل على مقاطعة الانتخابات المقررة فى أواخر إبريل وحتى يونيو.
وحتى لو تم إجراء الانتخابات فى موعدها، فإنها تضمن مزيد من الاضطراب السياسى وعدم اليقين فى منتصف الصيف فى وقت الذى لا يستطيع الاقتصاد المصرى أن يتحمل مع تراجع احتياطى النقد الأجنبى إلى 13.6 مليار دولار عند نهاية يناير بعدما كان 36 مليار دولار عند بداية الثورة قبل عامين، وهذا التراجع بنسبة 62% فى العملة الأجنبية هو من أبسط إجراءات الانهيار فى الاستثمارات المصرية والسياحة والثقة الدولية فى قادة مصر الجدد.
وتطرقت الصحيفة إلى تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، رغم إنفاق مليارات من النقد الأجنبى للعمل على استقراره، وأيضا على واردات الوقود والقمح الذى تقدمه الحكومة مدعما للمستهلكين المحليين، لكن تراجع الجنيه لم يعد ثابتا، فمنذ 13 يناير أصبح انخفاضه أمام الدولار حادا، وهذا خطير لمصر بما أن الكثير من السلع التى يهيمن عليها الدولار مدعومة من حكومة مصرية تحصل على عائداتها بالجنيه. بمعنى آخر، تشترى الحكومة القمح والوقود من الخارج بتكلفة كبيرة وفقا للمعايير المحلية وهو ما يستنزف المزيد من الاحتياطى النقدى الأجنبى، ويجعل المستثمرين أكثر عصبية بشأن احتمالات انهيار الجنيه ويضع مزيدا من الضغوط عليه، وهو نفس تعريف الحلقة المفرغة.
وتحدثت الصحيفة كذلك عن قرض صندوق النقد الدولى الذى تبلغ قيمته 4.8 مليار دولار وتعرقل مفاوضاته فى ظل الاضطراب السياسى، وقالت إن شرط الدعم السياسسى الواسع يعنى أن تكون النخب السياسية والمواطنين مستعدين لقبول آلام مالية من أجل تحقيق الصالح على المدى الطويل. ويريد الصندوق قطع الدعم عن الغذاء والوقود والذى يستهدف الفقراء، ويزيد الضرائب، إلا أن السياسات فى مصر هذا العام شهدت استقطابا حادا بطريقة شلت فكرة التوافق الوطنى تماما بشان أى شىء.
وترى الصحيفة أن أزمة الجنيه ينغى أن توضح أن أى أمال لكى تعبر مصر أزمتها الراهنة يعنى الحاجة على اتخاذ قرارات سريعة، إلا أن النخب السياسية فى البلاد من مرسى لخصومه مثل البرادعى يفقترون إلى المقترحات التى يمكن أن تلبى احتياجات وتطلعات فقراء مصر.
لكن بينما تتحدث الحكومة عن تقنين دعم الخبز ووجود مؤشرات على تراجع مخزون الدولة من القمح، فإن نوبة الغضب الشعبى تزداد، والحكومة المصرية التى تفشل فى إطعام شعبها هى واحدة لن تصمد طويلا، بينما يمكن أو يوفر صندوق النقد الفرصة لالتقاط الأنفاس، فإن الاتفاق بشأن قطع الدعم قبل الانتخابات البرلمانية سيكون كارثيا من الناحية السياسية للإخوان المسلمين. ومع الحديث عن عودة الصندوق مرة أخرى على مصر فى الأيام القادمة إلا أنه لو استمر فى التمسك بالدعم الواسع لهذا الاتفاق، فإنه من الصعب رؤية هذا الاتفاق يتم قبل الانتخابات.
هفنجتون بوست:
المأزق الذى يواجهه مرسى فى بورسعيد من صنيعته
علقت الصحيفة على العصيان المدنى الذى تشهده بورسعيد، وقالت إن الاحتجاجات فى تلك المدينة نجحت فى توحيد اثنين من أبرز المعارضين للحكومة والرئيس وهما العمال ومشجعو كرة القدم "الألتراس".
وقالت الصحيفة إن مرسى واجه تحديا خطيرا لسلطته مع تجاهل المحتجين فى بورسعيد لإعلان الطوارئ الذى أصدره الشهر الماضى فى محافظات القناة الثلاث بعد الأحداث التى شهدتها. ومن المرجح أن يشتعل هذا التحدى خلال الأسابيع القادمة، حيث من المقرر أن تنعقد جلسة للنطق بالحكم فى قضية إستاد بورسعيد بعدما تم إحالة أوراق 21 من المتهمين على المفتى بشأن إعدامهم.
وترى الصحيفة أن المأزق الذى يواجهه مرسى فى بورسعيد هو من صنيعته حتى لو كان ورث حالة التفجر السياسى فى المدينة من الجيش الذى حكم البلاد منذ سقوط مبارك وحتى انتصار مرشح الإخوان فى الرئاسة. وفشله فى القيام ببداية حاسمة برغم صعوبة إصلاح الرمز الأسمى لنظام مبارك وهو الشرطة تتضاعف بحقيقة أن قوات الأمن لا تزال قوة فى حد ذاتها قادرة على أن تستمر فى ممارسات عهد مبارك من التعامل بالقوة مع الاحتجاجات العامة وتنفيذ عمليات اعتقال تعسفى وتعذيب.
من ناحية أخرى، اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الجمع بين العمال والألتراس فى مظاهرة ضد الحكومة يعنى أن بورسعيد قد تشكل الأساس لتعاون حقيقى وليس رمزى بين الطرفين. وكان الألتراس قد تواصلوا مع حركة العمال أثناء احتجاجات قبل عام، لكن الأمر ظل رمزيا.
وهذا التعاون الحقيقى بين العمال والألتراس سيعنى أن مرسى لم يمهد الطريق فقط لظهور ائتلاف نشطاء وضع قدمه ليس من خلال الميديا الاجتماعية ولكن بالمشاركة فى المعارك الصعبة التى أثبتوا فيها أنهم معارضون لا يخشون شيئا، بل إنه سيعقد من جهوده لاستعادة الهدوء وفتح الباب أمام التنمية الاقتصادية بدون الشروع فى إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى حقيقى.
الأسوشيتدبرس
حوار مرسى أظهر سياسة التصلب والافتقار للخطط.. الليثى بدأ وكأنه يلمع الرئيس
قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن الحديث التلفزيونى المسجل الذى أدلى به الرئيس محمد مرسى، هذا الأسبوع، يبدو أنه يهدف لتلميع صورة الرئيس الإسلامى وسط اضطرابات واسعة النطاق قبل الانتخابات البرلمانية التى تبدأ فى أبريل.
وتشير الجريدة إلى أن الحوار أظهر الديناميكية التى اتسمت بها سياسات مصر طوال الاضطرابات السياسية التى هزت البلاد منذ شهور، فحكومة مرسى، المدعومة من الإخوان المسلمين، ترفض تقديم أى تنازلات للمعارضة، كما أنها لم تقدم سوى القليل جدا لحل مشاكل البلاد المتصاعدة.
ولم تستطيع المعارضة إيجاد سبيل قوى للضغط على الرئيس أو توفير البديل، فى حين تتصاعد الاحتجاجات الغاضبة فى الشارع. وقد رفض النقاد تصريحات مرسى التى اعتبروها مجرد تهديد والأسوأ من ذلك أنها تشبه خطابات سلفه الاستبدادى مبارك.
وقد صور مرسى فى لقائه مع الإعلامى عمرو الليثى، الذى أذيع فى الساعات الأولى من صباح الاثنين، المتظاهرين بأنهم مجرمين وبلطجية مما من شأنه أن يعمق الشعور بالعداء فى هذا البلد المستقطب على نحو خطير.
وقال الناشط والمحامى الحقوقى جمال عيد: "لم أعد متفائلا حيال هذه الرئاسة وأخشى من الأيام المقبلة بسبب تصاعد الغضب. فالرئاسة صماء والمعارضة فى حالة يرثى لها والشباب الغاضب بات خارج نطاق السيطرة".
وفى حديثه، لم يضع مرسى، الذى جاء إلى السلطة منذ ثمان أشهر، أى خطوط عريضة لخطط اقتصادية أو استعادة الأمن فى البلاد وسط تزايد انعدام القانون. وبدلا من ذلك، فإنه سعى لإظهار اليد الحازمة والروح الوطنية والزعيم الرحيم الذى يشعر بشعبه.
وعلى غرار الأحاديث الإعلامية التى أجريت مع مبارك، أشارت الأسوشيتدبرس أن عمرو الليثى خلال حواره مع مرسى لم يبد الكثير من التحدى لإجاباته. ففى بعض الأحيان بدا وكأنه يلمع الرئيس و يحثه على إظهار مبادئه وبساطة حياته، لافتا إلى أن مرسى لا يزال يعيش فى شقة إيجار بدلا من قصر الرئاسة وأشار إلى أنه كان من أصحاب الدخل المحدود، كأستاذ فى الجامعة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة