أشرف الزهوى يكتب: تهذيب النفوس

الثلاثاء، 26 فبراير 2013 10:50 ص
أشرف الزهوى يكتب: تهذيب النفوس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب يمر فى السوق فوجد أحـد الصحـابة يستدين ليشترى (تينا) فلما سأل عن السبب قال الرجل إن نفسه ذهبت إليه فضربه الخليفة قائلا ومستنكرا: أوكلما دعتك نفسك لشىء فعلته؟ ويؤكد علماء النفس على ضرورة توطين النفس على الحرمان من شىء كمالى لا ضرر من تركه كعادة شرب الشاى بعد الأكل والهدف أن نهذب النفس ونتعلم كيف نملك زمام أنفسنا وفى المجتمع حاليا تلاحظ أن نزعات الهوى وتحقيق رغبات النفس سيطرت على بعض شبابنا فنشاهد طلبة بالجامعة يتركون محاضراتهم ويجلسون فى الكافتيريا لسماع الأغانى واحتساء المشروبات وتدخين السجائر وفى المنازل يجلس الشباب ساعات طويلة أمام التلفزيون أو الإنترنت أو البلاى ستيشن ليقضى أغلب اليوم وهو أسير لرغباته ونشواته محققا رغبات النفس البشرية التى تركن غالبا إلى الراحة والبعد عن العمل والكد. ولا يمر يوم دون أن نصادف موظفا كسولا يهمل العمل ليشغل يومه بقراءة الجرائد وشرب العصائر ونحن جميعا نسعد بأيام الإجازات ونتململ من طول العمل. لذلك كان من الواجب علينا أن نتعلم كيف نحول فترات العمل أو الدراسة إلى شىء ممتع وأن نودع الملل والرتابة خلال أداء المطلوب منا. والبداية الصحيحة يمكن أن تكون بالمنافسة مع زملاء العمل أو الدراسة فى الإجادة والإتقان وكم الإنجاز. وأتذكر هذا الرجل الذى وجد صعوبة تسجيل البيانات فى دفاتر ورقية ففكر بمجهود فردى فى الاستعانة بكمبيوتر لييسر على نفسه وجمهور المتعاملين معه وأشاد رئيسه بالفكرة وشجع باقى العاملين فى المؤسسة على تعميم الفكرة وبدأ يخاطب مجلس الإدارة فى التصديق على إدخال الحاسب الألى فى كل الأفرع وتطور الأداء وشعر جمهور المتعاملين بالتطور الحادث.

إن الرغبة فى العمل والتطوير بأفكار مبسطة فى شتى مناحى الحياة تحتاج إلى عقول ناضجة وإرادة صادقة إن اغلب أقسام ومراكز الشرطة تتعامل مع اوراق المحاضر والأعمال الإدارية بالكتابة فى دفاتر تتهالك بالاستعمال اليومى والحل البسيط أن يتعاون كل العاملين فى القسم لإدخال الحاسب الآلى وآلاف من المواطنين الشرفاء على أتم الاستعداد للمشاركة فى عمليات التطوير الحكومية الامر لايحتاج إلى تعقيد الأمور والتذرع بنقص الإمكانات وإلقاء اللوم على الآخرين. المطلوب فقط أن نوطن النفس على حب العمل وتهذيب النفس وتربية أولادنا على ذلك ليتحول المجتمع من مجتمع الدعة والخمول إلى مجتمع العمل والمثابرة وتعود القرى المصرية إلى مكانتها كمصدر مهم لإنتاج السلع والاكتفاء الذاتى.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

مقالة رائعة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة