فى أركان البيت انتشرت مزهريات جميلة وغريبة! وضعت فيها زهور ليلك بيضاء وفى بعضها الآخر سنابل قمح ذهبية!
ولما كانت المزهريات غربية حقا فقد سألته عنها فأجابنى: يا حبيبتى دى أظرف دانات المدافع النحاس الفاضية اللى جبتها معايا من الجبهة.. خالتك عملتها زهرية!
أما باراشوت الجندى الإسرائيلى الذى هزمه وأسره فقد أرادت أن تغسله من دمه الدنس وتصنع من قماشه الحريرى أطقم عرايس لبنات العيلة!
هى.. سيدة تشبه أرض مصر تجيد تحويل الدانات إلى مزهريات، وهو.. قائد كتيبة من أوائل كتائب المشاة التى عبرت فى أكتوبر!
لا زلت أذكر (شهقة الفرحة) ونحن نكاد نقفز من الشرفة عندما نراه آتيا فى إجازة ثم نتسابق أينا أسرع وصولا إليه واحتضانه!
لا زلت أذكر الإحساس الرائع بالأمان ونحن نسير إلى جواره ونحن موقنون بأنا قد آوينا إلى ركن شديد!
هذا هو الجيش فى مخيلتى وفى حياتى.. فرحة وأمان..
لذلك جرحت بشدة مما حدث بعد أيام الميدان الفردوسية، وبكيت عندما هتفت لأول مرة: يسقط يسقط حكم العسكر!
لم أكره الجيش قط لكننى كرهت كل من تسبب فى زلزلة موقعه فى نفسى التى أوذيت بشدة ولم تبرأ بعد!
لكننى الآن بعد انسحاب الجيش من المشهد السياسى منذ أشهر وتسليمه القيادة لرئيس مدنى منتخب (ولله فى خلقه شئووووون!!).
هدأ جرحى قليلا وإن كان لم يندمل بعد ولن يندمل إلا بعد القصاص العادل من كل من تسبب فى تلويث الشرف العسكرى الوطنى وإراقة الدماء الزكية، وزرع الخوف من الجيش مكان الأمان والحزن مكان الفرحة!
أثق تماما أن الجيش نفسه لن يهدأ إلا بتطهير صفوفه من هؤلاء، غير أنى أدرك أيضا أن لكل مقام مقال وأن هناك أولويات تحكمهم وهم أدرى بشئونهم!
لا يمنعنى ألمى من أن أعمل عقلى وأتأمل فى أداء قادة الجيش الحاليين لأرى هدوء وثبات وحسن تقدير واتزان وروية باتت واضحة لكل منصف.
ولا أخشى من أن أعلن أننى أرى أن خلاصنا من الحكم المزرى الذى بات هوانه واضحا لكل ذى عقل لن يتأتى إلا بتعاوننا نحن والمؤسسة العسكرية، لاستئناف ثورتنا العادلة البيضاء والبدء من نقطة بداية سليمة يوضع فيها دستور كريم يليق بمصر وثورتها، وتجرى فيه انتخابات عادلة ونزيهة يتنافس فيها الجميع بمنتهى الشرف على ملعب تم تخطيطه جيدا! لا ملعب أجهزته الرقابية والتشريعية والتنفيذية مائلة كل الميل تجاه فصيل واحد بسفور فج!
لست قلقة من هواجس الانقلاب العسكرى ولا أراه إلا وهما فى أذهان تجرعت مراراته فى عقود سابقة من قيادات خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت!
وأثق تماما أن قيادة الجيش الحالية لا تفكر فى انقلاب عسكرى بالمعنى التقليدى البغيض وأنها تدرك تماما بحسن تقديرها أن عصر الانقلابات العسكرية أوشك على الانتهاء من العالم كله وأنه بات أمرا مستحيلا أمام ثورة حاول الجميع أن يكسرها أو حتى يروضها بكل السبل فلم يزدها ذلك إلا وهجا واشتعالا!
أجمل ما فى جيشنا أنه يشبهنا، ففيه من كل الطبقات العلمية والاجتماعية والمادية، وأن أسر ضباطه تعيش بين ظهرانينا تعانى مما نعانيه من اهتراء القيادة، وتعلم كما نعلم أن أمر هذا البلد لن ينصلح إلا بقيادة مدنية راشدة قادرة على استيعاب نظم الإدارة الحديثة ووضع خطط عملية وعلمية متزنة وطموحة للوصول بهذا البلد الطيب نباته إلى المكانة التى يستحقها.
كما أن للجيش مهامه التى باتت أصعب وأخطر وأكثر تعقيدا بعد استزراع حدودنا بالإرهابيين المسلحين فى محاولة لتعويق ثورتنا وشغلنا فى أنفسنا ليظل هذا البلد راكعا أمام راعية الاستبداد فى العالم.. أمريكا وذراعها الصهيونى فى المنطقة!
لست ممن يقودون الرأى العام! وتاريخى فى النشر لا يعدو مقالات قليلة ولا أظن كلماتى تسمع أو ينصت لها!
لكننى سوف أطلق صيحتى الخافتة حسبة لوجه الله وابتغاء لمرضاته وزودا عن دينى الذى هو عصمة أمرى وحرصا على بلدى الطيب ووطنى الحبيب:
يا أبطالنا انضموا لينا.. قبل بلدنا ما تغرق بينا.. يسقط يسقط حكم المرشد.. يسقط يسقط الاستبداد والحماقة!
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
قرفان من الاخوان
انا مبسوط جدا بالمقال ده
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
تحية لجيش مصر العظيم !!..................درع الوطن !! وسيفه !!
ويسقط يسقط يسقط !! حكم المرشد !!
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ فارس
ينضموا اليك لماذا يا دكتورة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد
يجب أن يكون العنوان : مزهريتي نووية عنقودية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
احترامى للجيش المصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
التنين الاحمر
عنوان ولااروع
عدد الردود 0
بواسطة:
على رضا
برضه مصرة على الرجوع للنقطة (صفر) !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
عبير
ودانتى مزهرية!!
الى الامام وربنا يوفقك عنوان جميل ومقاله اروع