دارت أولى ندوات معرض الإسكندرية للكتاب الذى تقيمه هيئة الكتاب بمسرح عبد الوهاب فى الفترة من 20 فبراير الى 1 مارس، حول حدود حرية التعبير والسرد، وشارك فى الندوة داليا عبد الحافظ، منير عتيبة، هبة فاروق، خالد السروجى وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة.
قالت المصادفة، إننا فى لحظة سياسية متحركة لا نعرف ماذا ينتظر المشهد الأدبى، وأشارت المصادفة إلى أن الإبداع قد تعرض إلى طعنات بداية من طه حسين وحتى نجيب محفوظ، والمشاركون اليوم سيتحدثون حول رؤيتهم لحدود حرية التعبير ومخاوفهم فيما بعد، وأضافت أن الأدب يحتاج إلى سقف رقابة أعلى بكثير والواقع الأدبى يحتاج للقراء، ولا نتعرض إلى رقابة واحدة وإنما رقابات شتى كرقابة الكاتب على نفسه ورقابة القارئ على ما يكتب.
وقال منير عتيبة: منذ معرفتنا بالكتابة يشغلنا أمر الرقابة، والإبداع نفسه ليس به مشكلة لأنه مرتبط بالعقل، وإنما المشكلة فى النشر، فلا خوف على التعبير عن الإبداع، والمشكلة فكرة استغلال الإبداع فى توجيه الناس ومواجهتها وهذه هى المشكلة الحقيقة وإنما الآن أماكن النشر مفتوحة لوجود الإنترنت، والمشكلة أيضا أن الكتاب لا يقبلون النقد وإذا كنا نقول ما نفعل وحريصين على حرية الإبداع فكيف لا يقبل النقد وهو يريد أن يغير الناس من كتاباته، ويرى عتيبة أن الإبداع المعاصر مزدهر جدا فنرى مثلا الستينيات كان نجيب محفوظ ويوسف إدريس وأم كلثوم وعبد الحليم وكان على الجهة الأخرى أيضا الإبداع مزدهر فلدينا الشيخ إمام، ويجب أن يتقبل المبدع النقد.
وقالت داليا عبد الحافظ: يوجد خوف الآن على حرية الإبداع لوصول تيار معين إلى السلطة، ولكن تاريخ الأدب لدينا مر بأشياء كثيرة، والآن عقليتنا اختلفت وظروفنا مختلفة، ونستطيع أن ندافع عن حرية التعبير، وجميع الحكام الذين جاءوا إلى مصر أرادوا فرض أفكار على الشعب وبعض الأفكار يتم نشرها عن طريق الدين وهناك طرق أخرى، المشكلة لدينا أننا كمجتمعات نصنع رقابة ذاتية على أنفسنا بشكل غريب جدا لدرجة أن الكاتب والقارئ يدخلان فى عراك، لأن القارئ يخلط بين ما يكتبه الكاتب وبين الواقع، وأحيانا يكتب الكاتب على هوى القارئ، والمشكلة أيضا فى التوجهات كأن تكون جائزة لها توجهات محددة، وأعتقد أن فى ظل الانفتاح الموجود سنحرر أنفسنا من التوجه الواحد.
خالد السروجى: ذكر محطات من الرقابة والطعنات المتوالية على الأدب وتعرض لبعض النقد الذى وجه إلى بعض الروايات مثل رواية عزازيل التى أثارت زوبعة لتعرضها للاهوتية.
وقالت هبة فاروق: العالم الأدبى رحب وهذا فى حد ذاته يعطى فرصة للإبداع والحدود متواجدة منذ أن يولد الإنسان حتى موته والحدود متنوعة ومتفرقة فى اتجاهات كثيرة وليس الدين فقط، وأكثر الحدود إرهاقا هى التى يضعها الكاتب على نفسه، وعن تجربتى كأنثى أعبر عن إلهامى ومن المؤكد أن أتعرض للنقد فيما أكتبه، ونواجه مشكلة مع النقاد لأنه يتعرض للسىء فقط أو غير المناسب فنيا، ورقابة القارئ أيضا أفكر فيها هل سيقبله أم لا أو سيفهمه أو لا وهذا يعوق الكاتب فى إبداعه، وعن السياسة بالنسبة لى لست متمرسة سياسة وبعد ثورة يناير أصبح الجميع يتحدث فى السياسة والسياسة تعوق الكاتب أو تعوقنى أنا شخصيا لأنى لا أريد التعرض لمشاكل وأعتقد أن هذه المشكلة تكون فى البدايات ولكن أعتقد أنه مع الخبرة سيزول هذا العائق ولكن من الصعب أن أصل لمرحلة عدم الخوف من التعرض للمشاكل السياسية لما رأيته مما حدث مع أصدقاء، ويجب أن يكتب الكاتب ما يراه لأنه لو لم يكتب قناعاته الشخصية فلن تصل إلى الناس.